عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 22-01-2010, 07:58 PM   #1
ياسر الهلالي
عضو نشيط
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2008
المشاركات: 186
إفتراضي في جوف الكعبة للشاعر عبدالرحمن العشماوي

دعوني، بأهدابي، وبالدَّمع يَهْمِـلُ
وبالحبِّ من قلبي المتيَّـم، أَغسِـلُ
دعوني بخدِّي أمْسَحُ الأرض إننـي
أرى مسحَها بالخـدِّ مَجْـداً يُؤثَّـلُ
هنا الكونُ، إني أبصر الكونَ ها هنا
كنقطةِ ضَوْءٍ في الشرايين تُشْعَـلُ
هنا أُبصِرُ الآفاقَ من حولِ مُهجتي
خيوطاً من الأشواقِ والحبِّ تُفْتَـلُ
هنا تصغر الدنيا، هنا يَقْصُر المدى
هنا كلُّ ما نرجو من الخيـر يُقْبِـلُ
هنا أصبح التاريخُ في حَجْمِ مقلتـي
أقلِّبـهُ فـي راحتـيَّ، وأَحْـمِـلُ
يحدِّثُ أخبارَ الزمانِ الـذي مضـى
فيُوجِـزُ أحيانـا وحينـا يفـصِّـلُ
دعوني أُصَافحْ ها هنا كفَّ عزَّتـي
وأروي رواياتِ الشمـوخِ وأُرْسِـلُ
دعوني أقلِّبْ ها هنا دفتـر المـدى
ففيه من الآياتِ ما سـوفَ يُذْهِـلُ
هنا كان (إبراهيمُ) كانَ هُنا (ابنُـه)
بكفَّيْهمـا يعلـو البنـاءُ ويكْمُـلُ
وكان هنـا خيـرُ البرايـا محمـدٌ
يناجي وفي ثَـوْبِ التعبُّـدِ يَرْفُـلُ
هنا انسكبتْ أَنْوارُ خيـرٍ ورحمـةٍ
وطـابَ مقـامٌ للمحـبِّ ومَنْـزِلُ
فضاء فسيحٌ طِـرْتُ فيـه محلِّقـاً
أصلِّي إلـى كـلِّ الجهـاتِ وأَقْبِـلُ
أليس هنا قَلْـبُ الحيـاةِ ونَبْضُهـا
ومَنْهَلُها الصافي الذي منـه نَنْهَـلُ
هنا فُتِحَتْ كـلُّ الجهـاتِ، فحيثمـا
توجَّهْتَ، وافاكَ المقـامُ المفضَّـلُ
دخلتُ إلى جَـوْفٍ كريـمٍ مُطَهَّـرٍ
فعشت من الإحساسِ مـالا يُعَلَّـلُ
كأنِّي علـى نَجْـمٍ تألَّـقَ وَحْـدَه
ومن دونـه كـلُّ الكواكـبِ تَأْفُـلُ
صَعـدتُ إليهـا، سلَّـم اللهُ قلبَهـا
فلا تسألوا عن غيثها كيف يَهْطِـلُ
وَلَجتُ فأنسانـي الحيـاةَ وأهلَهـا
شعورٌ عميقٌ في فـؤاديَ يُوْغِـلُ
ومن حولها الساحاتُ أَفْياءُ رحمـةٍ
وأغصـانُ إيمـانٍ وأَمْـنٍ تُظَلِّـلُ
دقائـقُ عَشْـرٌ كالقـرونِ مكانـةً
وأَعْظَمُ في الميزان شأنـاً وأَثْقَـلُ
وكالبرقِ في ميزانِ شوقي ولهفتي
يَلُـوحُ سريعـاً للعيـون ويَرْحَـلُ
هي الكعبةُ الغـرَّاءُ رَمْـزٌ ومَعْلـمٌ
نقـدِّر معنـاهـا، ولا نتـوسَّـلُ
كأنـي بخيـرِ الأنبيـاءِ أمامَـهـا
يقول لها قـولاً، عليـه المُعَـوَّلُ
لها حُرْمـةٌ عنـد الإلـه عظيمـةٌ
ومقدارهـا عنـد الإلـهِ مَبَـجَّـلُ
وأعظمُ منهـا حُرْمـةً دَمُ مسلـمٍ
إراقتُـه ظُلْـمٌ وجُـرْمٌ مُـؤَصَّـلُ
هي الكعبةُ الغرَّاء، ما أَضْوَعَ الشَّذا
وما أطهرَ الجُدْرانَ بالنُّـور تُغْسَـلُ
وَلَجْتُ إليهـا، والصَّبـاحُ قصيـدةٌ
بأوزانِها البيضـاءِ يَصْـدَحُ بُلْبْـلُ
فللهِ ما لا قيتُ فيها مـن الرِّضـا
وللهِ معناهـا الــذي لا يُــؤَوَّلُ
__________________
اذا شئت ان تحيا سليما من الاذى
ودينك موفور وعرضك صيّن
لسانك لا تذكر به عورة امرئ
فكلك عورات و للناس السن
و عينك ان ابدت لك معايبا
فصنها و قل:يا عين للناس اعين
و عاشر بمعروف وسامح من اعتدى
ودافع ولكن بالتي هي احسن
ياسر الهلالي غير متصل   الرد مع إقتباس