عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 29-11-2006, 06:14 PM   #41
صلاح الدين
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: تونس ثورة الأحرار
المشاركات: 4,198
Smile

إقتباس:
إلى رجل يحتفظ بالنسخة الأصلية مني
بالأمس طرق الحب بابي … لم أفتح له … ولم ينتظر طويلاً … كان على موعد مع عشاق العالم ليحتفلوا به … فمضى إليهم … وبقيت أنا وحدي … في انتظار عام آخر يطرق فيه الحب بابي فأفتحه له وأنت معي…

سيدتي ...لا أريدك أن تنتظري العام القادم حتى يطرق الحب بابك ...بل قومي الآن و توجهي بكل عزم إليه ...ستبحثين عنه طويلا و لكن عزمك سيدلك على بابه ...هناك أطرقي الباب مرارا ...و لازمي قرع الباب و لا تخافي من غلظة العذال و حراس الباب ...أصمدي و لا تكترثي من كثرة المثبطين و الحاسدين و الكاذبين ...لازمي الباب و اكثري من القرع ...و اصرخي كالطفل ...كالرضيع ...و تاكدي انه سيفتح لك البواب الباب على مصراعيه...


إقتباس:
سيدي البعيد جداً من موقعي … القريب جداً من أعماقي … لا أعلم … هل تضخم بي الحزن فأصبحت أكبر من الوجود؟ أم ضاق بي الوجود … فأصبح أصغر من حزني؟
النتيجة واحدة يا سيدي … فبقعة الأرض هذه ، ما عادت تتسع لي … فبقعة الأرض التي كنت أقف عليها … أصبحت الآن تقف علي … والحمل أكبر من الكتابة … والحمل اثقل من التنفس … وحاجتي إلى التنفس جعلتني ابحث عن وطن يكتظ بالهواء … وطن يمنحني الحياة بلا حدود … وطن يعيد الأرض إلى قدمي … ويعيد قدمي إلى الأرض … وطن يجعلني فوق الأرض … ويجعل الأرض تحتي رحبة واسعة كأحلام طفولتي … وأظنك ذلك الوطن ، أو هكذا يخيل إلي ، أو هكذا تمنيت دائماً …


سيدتي : آسف لأن أصارحك بأن من تبحثين عنه قريب جدا من موقعك ...من أعماقك ...و لكنك أنتِ البعيدة عنه ...هكذا يُخيل إلي من خلال رفرفة خلجات شعورك المرهف ...و مصارحتك الشفافة بجهلك بأي أرض تقفين ...و حزنك الدفين ...فلا الوطن أصبح موطنا ...و لا الهواء صار عندك متنفسا ...فالكل يحاصرك و يشدد الخناق ...و يحكم الوثاق على معصميك و قدميك ...و أنتِ تنشدين الخلاص و الحرية ...."أعطني حريتي واطلق يديّ إنني أعطيت ما استبقيت شيّ
آه من قيدك أدمى معصمي لم أبقيه، وما أبقى علي ؟!!"...
نعم ، الوطن الذي تبحثين عنه حيث الحياة بلا حدود ...موجود !!! ...قد يكون هو من عنيتيه بتداعياتك أعلاه ...و لكنه ليس ذاك الذي يحتفظ بالخارطة الأصلية لكِ التي عنها تنقبين و تبحثين ...!!!
هل يكون صادقا ذاك الحكيم الذي قال إن الرجل يحن إلى موطنه الأعلى (... ) و المرأة تحن إلى الرجل باعتباره موطنها الأصلي ؟!!!

إقتباس:
وليس كل ما تمنيته منحتني إياه الحياة … بالرغم من أني منحتها الكثير مني … ظننتها ستشبهني … ستقلدني في العطاء … لكنها خدعتني .. سرقتني .. وأخذت كل شئ ولم تمنحني أي شئ…

لا عليكِ يا سيدتي ...أحس بغربتكِ ...بغُبنكِ ...بخيبات الأمل و ضربات الجحود ...!!!
و لكن ...من تعود على العطاء ، عليه أن يتجاوز المرحلة الأخيرة و الحرجة من مسيرة العطاء ... حتى ينعتق تماما من تلك المشاعر المؤلمة ...حتى يخرج من دنسها إلى قدسها ...
و إن لم يفعل ، كان الإرتكاس و الإثقال و يا خيبة المسعى و لا أريدكِ أن تكوني من هؤلاء ...!!!
المرحلة الأخيرة في مسيرة العطاء النادرة : هو عدم رؤية العطاء السابق تماما ... لا مَــنَُّ في العطاء و إلا أصبح ، عافاك الله ، أذى...!!!
فهل تقدرين ؟؟؟!!!....


إقتباس:
فيا وطني … من أين ابدأ؟ من البداية التي ما عدت اذكرها؟ أم من النهاية التي لا أريد أن أذكرها؟…

يا مواطنتي ... من أين تبدأين ؟ ...دعكِ من البداية التي نسيتيها و دعكِ من النهاية التي لا تريدين تذكرها ...!!!
سأسهل عليك الأمر ...ليس هناك شيء أقرب منكِ إليكِ منكِ ...فأبدأي من ذاتكِ و انتهي بها ...!!!


إقتباس:
فأحياناً … تتشابه بدايتنا ونهايتنا حد الملل … فيا سيدي … اجبني … من أنا ؟… وعلى أي المحطات أقف الآن؟ ولماذا أقف الآن في انتظار معجزة تعيدني إلى الحياة ، أو تعيد الحياة إلي ؟

و حتى نجنبكِ هذا الملل ...أرشدناك إلى ذاتكِ ...أنتِ : من أنتِ ؟!!!
هذا أخطر سؤال في هذه التجليات الشفافة يا سيدتي ...و لن أستطيع الآن الإجابة بصراحة عنه ...
لأن الوقتَ لازال متقدما و لا فائدة ترجى من حرق المراحل يا سيدتي ...!!!
آه ...لو تعرفين من أنتِ !!!
و لكن سأطمئنكِ مربتا على كتفيكِ أنكِ الآن تقفين على أرض صحيحة ...موقع هام في مسيرتكِ ..محطة متقدمة جدا لمعرفة من أنتِ ...و لكنها ليست الأخيرة ...!!!
و دعكِ مرة أخرى من ملل إنتظار المعجزات التي ستعيدكِ إلى الحياة ...!!!
فالمعجزة بحوزتكِ و لكنك ....!!!



(( يتبع ))
صلاح الدين غير متصل   الرد مع إقتباس