[المشرقي الإسلامي]

بسم الله الرحمن الرحيم

الجزء الأخير هذا كان أوله ماتعًا (ممتعًا ) مساعدًا على إكمال قراءة باقي النص ، إلا أن التقريرية والإسهاب في الاسترجاع التاريخي بشكل جامد كان حائلاً دون ذلك ، وقد قرأت الشهداء يعودون هذا الأسبوع فوجدت أنها جزئية لا أستطيع التعليق عليها بشكل مفرد . هنا كان لابد أن أجد في القصة مزيدًا من الفانتازيا والخيال على شاكلة ما فعلت بخوذة صلاح الدين رحمه الله .
كنت أنتظر -مثلاً- أن تبدأ المحادثات بين كل من الفاتح وعبد الحميد الثاني حول كيفية تطوير الدولة العثمانية وفي الوسط يخرج عليهم زعماء الخسة والخيانة مثل (سعيد نوري) وغيرهم من زعماء ما يسمى بمحور الاعتدال في الشرق الأوسط ، بحيث يخرج مثلاً مبارك أو من ينوب عنه ويقول :"من الضروري يا سيدي الخليفة أن نقلل نسل هذه الدولة حتى لا نعاني تكاليف باهظة " بينما يقول آخر من خلال الإلماح إلى أبرز خصائصه كالسكسوكة -مثلاً- " يا سيدي أنا مستعد أن أمد جيش المسلمين الفاتح لكن على شرط واحد وهو أن نستأذن بعض أصحاب المصالح في إمداكم بكمية الوقود التي تريدونها ، وبالسعر الذي نحدده" بينما يظهر ثالث ويقول :"إنني مستعد لتحمل تكلفة الجيش ، لكن ستكون لي من غنائم الفتوح الجزر المائية التي سنستثمر فيها ونجلب السياحة الدولية ..." ومن الممكن أن تحدِثَ أنت خلافات على لسان هؤلاء الحكام بين أيدي عبد الحميد ومحمد الفاتح ليظهر للقارئ أن أهل التوحيد والإخلاص في أحلك الظروف ما زالوا متماسكين بينما أن أهل الهوى والدنيا في أحسن المواقف متشرذمين وتحكمهم مصالحهم الخاصة حتى بينهم وبين بعضهم !!

من الممكن أن تضع جوانب عديدة لإثراء العمل ، كأن تضيف أسماء أُخَر مثل ابن العلقمي ،خلفاء المجون عند بني أمية كوليد بن اليزيد ، عبد الله بن الأحمر آخر خلفاء الأندلس ... يجب أن تمزج بين هذه الأسماء وتضع مفارقات تكاد تكون كاريكاتورية مثل : "لم يطل وقت المحاضرة التي ألقاها صلاح الدين على مسامع الولاة ، فبينما دخل ليقضي حاجته إذ بأحد الولاة يخرِج من حقيبته قبعة الكاوبوي ، حتى إذا شعر بخطوات صلاح الدين تقترب منه أعادها إلى حقيبته مرة أخرى وقال ":السلام على أمير المؤمنين إننا سنفتح البلاد وأول ما نُعنى به النساء ، لا لشيءيا أمير المؤمنين إلا لنحمي َ أعراضهن ! وإن هناك امرأة حسناء تدعى (.....) وأخرى سمراء تدعى (كوندزاليزا بنت رايس) أنصحك بأن تبعث إليهما جندًا من لدنا ليدخلوهما في دين الله وينقذونهما من النار ويعلموهما الفضيلة ويحموهما من الرذيلة ولو شئت يا أمير المؤمنين لذهبت إليهما وحدي مترجلاً في دجى الليل اليهيم ، لا لشيء إلا لمصلحة المسلمين فحسب!! ويشهد الله أني لن أصيب منهما مثل ما أصبت من غيرهما "...أشياء كثيرة تستطيع أن تحققها إذا أطلقت العنان لخيالك وحلقت في أفقه وفقك الله .