(94)
سلة ليمون غادرت القرية في الفجر
كانت حتى هذا الوقت
خضراء منداة بالطل
سابحة في أمواج الظل
كانت في غفوتها الخضراء عروش الطير
أواه .. من روعها ؟!
أي يد جاءت قطفتها هذا الفجر
حملتها في غبش الإصباح
لشوارع مختنقات مزدحمات
أقدام لا تتوقف ، سيارات
تمشي بحري الرنزين ؟!
مسكن !
لا أحد يشمك يا ليمون
والشمس تجفف طلك يا ليمون
نحي في القراءة الأولى أن الشاعر يتحدث بالفعل عن ذلك الليمون الذي كان يعيش على أشجاره نضيرًا عزيزًا في ظلال القرية الحانية ، حتى امتدت إليه يد قاسية فقطفته من أشجاره ونقلته عنوة ، وفي رحلة قاسية إلى :مدينة بلا قلب "حيث قاسى الضياع والهوان ، تحت أشعة شمسها المسنونة التي لا تحرم ، والتي تجفف نداه ونضارته فيذوي دون أن يشمه أحد في شوارع المدينة المزدحمات المختنقات .