عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 29-05-2010, 06:50 PM   #16
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

فكدمت في غير مكدم : اي أخطأت في اختيارك ويضرب هذا المثل يقصد به الخيبة وعدم التوفيق.
استسمنت ذا ورم: مثل يُضرب في الفرد الأحمق الذي لا يُحسن تقييم الامور فيكون كمن يرى ورمًا فيحسب أنه صيد ثمين وهو مثل يضرب في دنوّ الهمة.
نفخت في غير ضرم:يضرب هذا المثل في الفشل ، كالذي ينفخ في مادة ليس فيها عناصر الإحراق وبالتالي لا تشتعل النار .
لم تجد لرمح مهزًا: لا أحسبه من أمثال العرب ولكنه هجاء ابن زيدون لغريمه ،وهز الرماح يكون دلالة على القوة الاستعداد للحرب ، والمقصود بكلام ابن زيدون أن غريمه مخذول حتى أن رمحه لا يجد من يهزه وبالتالي يظل مغمورًا لأنه لم يحارب به. وربما يكون المقصود هو ضعف التأثير حتى إن رماحه لا تهز ما تصدمه.
ولا لشفرة محزًا :نفس المعنى ولكن بأسلوب آخر يعتمد على الترادفات لتعميق صورة الخيبة والخزي ،فكأن شفرته وهي آلة حادة كالسكين ونحوه لا يكون لها حزّ وهو اثر يظهر في الأشياء التي يقطعها .
رضيت من الغنيمة بالإياب : مثل يَضرب فيمن لم ينل شيئًا من الغنيمة إلا أن يعود فارغًا فقط.
وتمنيت الرجوع بخفي ّ حنين : معروف دلالة هذا المثل ، ولا يمنع هذا من ذكر قصته من خلال الرابط :
http://www.aleppo-sy.com/vb/showthread.php?t=12420
لأني قلت لقد هان من بالت عليه الثعالب: هذا المثل له قصة وهي أن أبا ذر رضي الله عنه قبل إسلامه كان يعبد الأصنام فلما جلس رأى ثعلبين يبولان فوق الصنم فقال رضي الله عنه هذا البيت وقيل أن الذي قاله رجل آخر (وليست هناك فائدة كيرة من التوسع في هذا الجانب).

هممت ولم أفعل وكدت وليتني
يستخدم هذا البيت للتدليل على شدة الندم وأصله من بيت قاله أحد الذين آذوا عثمان بن عفان رضي الله عنه:
هممت ولم أفعل وكدت وليتني *** تركت على عثمان تبكي حلائله
أي ليتني لم أرع لك حرمة يا بن عبدوس
ولولا ان للجوار ذمة , وللضيافة حرمة , لكان الجواب في قذال الدّمُستقِ , والنعل حاضرة , ان عادت العقرب ,
والعقوبة ممكنة ان أصر المذنب
في هذه الجزئية نجد ابن زيدون ينتقل للفخر بمحاسنه هو ، فقد قام بإسباغ محاسن على نفسه دون أن يقول صراحة وذلك من خلال القول : ولولا أن للجوار ذمة .... أما العبارة لكان الجواب في قذال الدمستق فهي تحوي قدرًا كبيرًا من المعرفة التي يستعرضها ابن زيدون فالقذال هو مؤخرة الرأس والدمستق هو قائد من قادة الروم ،وابن زيدون يلمح في ذلك إلى بيت من أبيات المتنبي رحمه الله إذ قال :
وكنت إذا كاتبته قبل هذه *** كتبت إليه في قذال الدمستق
جعل أثر السيوف في رأسه بالجراحات كالكتاب إليه لأنه يتبين به كيفية الأمر أي أني يا بن عبدوس لولا مراعاتي حرمة الجوار لكان الجواب ضربًا برأسك ، وما بعد هذه العبارة كلام واضح لا يحتاج إلى شرح .
وهبها لم تلاحظك بعين كليلة عن عيوبك , ملؤها حبيبها , حسنٌ فيها من تود , وكانت انما حلّتك بحُلاك ,
ووسمتك بسيماك , ولم تعرك شهادة , ولا تكلفت لك زيادة , بل صدقت سن بكرها فيما ذكرتهُ عنكَ , ووضعتِ
الهِناءَ مواضع النقبِ بما نسَبتهُ اليك , ولم تكن كاذبةً فيما أثنت به عليك , فالمعيدي تسمع به خير من ان تراه .
هجين القذال , ارعن السبال , طويل العنق والعلاوةِ , مُفرط الحمق والغباوة , جافي الطبع , سيئ الاجابة
والسمع , بغيض الهيئة , سخيف الذهاب والجيئة , ظاهر الوسواس , منتن الانفاس , كثير المعايب , مشهور
المثالب , كلامكَ تمتمة , وحديثُك غمغمة , وبينك فهفهة , وضحكك قهقهة , ومشيُك هرولة , وغناك مسألة ,
ودينُك زندقة , وعلمُك مخرقة.
المعيدي تسمع به خير من أن تراه : مثل يُضرب في الفرد الذي لا يُجالَس ، فالمعيدي هو أديب كان دميم الوجه ويقال عنه تسمع به خير من أن تراه،ويقصد ابن زيدون بذلك لو افترضنا أنك كنت ذا شأن أيها الذي تجاوز خطوطه وأوغر محبوبتي عليّ ، فإنك منبوذ منها ، ونلاحظ أن ابن زيدون هنا ربما تكلم على لسان محبوبته ولادة وربما تحدث بلسانه هو .

مَساوٍ لو قسمن على الغواني لما أمهرن الا بالطلاق
أي أنه يساوي في دناءته رجلاً منحرفًا لكان الطلاق مهرًا له ! وهذه سخرية في قمة الروعة للتعبير عن هذه الدناءة التي يرمي بها ابن زيدون عدوه وربما تكون كلمة مساوٍ تخفيفًا لكلمة مساوئ
حتى ان باقلا موصوفٌ بالبلاغة اذا قرن بك , وهبنّقة مستحق لاسم العقل اذا اضيف اليك , وطويسا مأثور
عن يمن الطائر اذا قيس عليك
باقل وهبنقة اثنان من الناس الذين ضرب بهم المثل في البلاهة والغباء ، أما طويس فللعرب مثل :أشأم من طويس وهو رجل -كما قيل- كان مولده يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وفطامه يوم موت الصديق رضي الله عنه وبلوغه الحلم يوم وفاة عمر رضي الله عنه وزواجه يوم وفاة عثمان رضي الله عنه وأخيًرًا :إنجابه يوم وفاة علي رضي الله عنه ..ومدى صحة هذا الخبر محل نقاش لهذا يستهزئ به ابن زيدون ويقول :طويس (الغرب إن صح التعبير) مقارنة بك يكون بشير خير ،والهبنقة وباقل مقارنة بغبائك يكونان عبقريين !!!
, فوجودك عدم , والاغتباط بك ندم , والخيبة منك ظفر , والجنة معك سقر .
كيف رأيت لؤمك لكرمي كِفاء , وَضِعَتُكَ لشرفي وفاء , واني جهلت ان الاشياء انما تنجذب الى أشكالها , والطير إنما تقع على ألافها
أي تقع الطيور على أشكالها مثل يضرب بالإنساان ورفاقه فهو لا يصاحب إلا من هم على شاكلته ، كذلك ابن عبدوس كما(في نظر ابن زيدون)أنه حينما حاول استفزاز ولاّدة بمشيه مع جارية ، فهذه الجارية مثله سيئة بها نفس قبائحه.
وهلا علمت ان الشرق والغرب لا يجتمعان , و شعرت ان المؤمن والكافر لا يتقاربان ,
وقلت : الخبيث والطيب لا يستويان , وتمثلت :
ايها المنكح الثريا سهيلا
عمرك الله كيف يلتقيان
ثريا كانت امرأة من جميلات العرب وسهيلاً هو واحد من أبناء عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه وكان دميم الوجه فلما تزوجها قال شاعر يغار على ابن عبد الرحمن بن عوف وكان يأمل أن تكون ثريا زوجته قال هذا البيت ، وهو بيت يُقصد به الاستغراب من اجتماع الطيب والخبيث ، وهنا نجد ابن زيدون يقصد حب ابن عبدوس لولادة بهذا البيت ؛ لأن ابن عبدوس كان قد مشي مع جارية يقصد بها إغاظة ولادة وربما لم يقصد ذلك ثم بعدها جلس مع ولادة وتحدث إليها مما أوغر قلب ابن زيدون.
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 01-08-2010 الساعة 06:15 PM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس