عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 23-11-2007, 01:31 AM   #24
الوافـــــي
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 30,397
إرسال رسالة عبر MSN إلى الوافـــــي
إفتراضي

وقال سماحة العالم الجليل مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز بن باز: "إن الهدنة مع اليهود جائزة إذا رأى ولي الأمر المصلحة في ذلك حتى يعيش الجميع في أمن وعافية ولا يلزم من المصالحة وجود المحبة والمودة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم صالحهم ولم يحبهم صالح كفار قريش عشر سنين وهم أشد كفرا من اليهود وكتب بينه وبينهم عهوداً حتى تسير البلاد بأمان والمصالحة لا حرج لحفظ الأمن والتعاون على ما ينفع الجميع حتى يخرج الناس لحاجاتهم بأمان ولمدارسهم بأمان، لقوله تعالى: {وإن جنحوا للسلم فاجنح لها} (1 ) يعني سر إلى السلم ما قال لا تجنح لها لما فيه من المصلحة حتى تأتي القوة على الجهاد فالمصالحة مع اليهود أو مع النصارى أو الشيوعيين إذا رأى ولي الأمر المصلحة لشعبه حتى يعيش شعبه آمنا من القتل فهذه مصلحة ويجوز البيع والشراء معهم والسفراء بينهم ويعاملهم معاملة المصالحين"(2 ) وقال الشيخ ابن باز مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء في أحداث منطقة الخليج لصد عدوان العراق قال سماحته: "ولا شك أن الاستعانة بغير المسلمين في الدفاع عن المسلمين وعن بلادهم وحمايتها من كيد الأعداء أمر جائز شرعاً بل واجب متحتم عند الضرورة إلى ذلك لما في ذلك من إعانة المسلمين وحمايتهم من كيد أعدائهم وصد العدوان المتوقع عنهم وقد استعان النبي صلى الله عليه وسلم بدروع استعارها من صفوان بن أمية يوم حنين وكان كافراً لم يسلم ذلك الوقت وكانت خزاعة مسلمها وكافرها في جيش النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة الفتح ضد كفار أهل مكة"( 3).
ومن نظر إلى سيرة رسولنا محمد -عليه الصلاة والسلام- لوجد أنه زار بعض اليهود وأكل من طعامهم وهدفه -عليه الصلاة والسلام- تأليف قلوبهم للإسلام واستدان من يهودي بعض الطعام ووضع درعه مرهونا عند اليهودي حتى يقضي دينه ولم هُزمت قريش في غزوة بدر ووقع أسراهم في يد الرسول صلى الله عليه وسلم قال الرسولصلى الله عليه وسلم : ((لو كان المطعم بن عدي حياً ثم كلمني في هؤلاء لأطلقتهم له))، والمطعم كافر لكنه قام بنصر الرسول -عليه الصلاة والسلام- وجعله في جواره وقال يا معشر قريش إني قد أجرتُ محمداً( 4) ولم ينس الرسول معروفة وأكد أنه سوف يقبل شفاعته، واشترى الرسول من اليهود والمشركين ليبين لأمته الجواز وراسل الرسول صلى الله عليه وسلم أهل نجران، وقال في الكتاب -عليه الصلاة والسلام- "ولنجران وحاشيتها جوار الله وذمه محمد صلى الله عليه وسلم على أموالهم وأنفسهم وأرضهم وملتهم وغائبهم وشاهدهم"(5 )، وهذا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في معاهدته لأهل فلسطين حيث قال في معاهدته لهم: "هذا ما أعطى عمر بن الخطاب أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم ولا يكرهون على دينهم ولا يضار أحد منهم"( 6) .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1) سورة الأنفال (الآية: 61).
( 2) نقلاً من شريط مسجل لسماحته بتأريخ 27/7/1415هـ، وهو موجود.
( 3) رسالة عامة للمسلمين بتأريخ 26/1/1411هـ، لسماحته.
( 4) زاد المعاد لابن القيم الجوزية (3/33) والبداية والنهاية لابن كثير (3/137).
( 5) زاد المعاد لابن القيم الجوزية (3/635).
( 6) مجموعة العبقريات للعقاد (3/99).
__________________



للتواصل ( alwafi248@hotmail.com )
{ موضوعات أدرجها الوافـــــي}


الوافـــــي غير متصل   الرد مع إقتباس