الموضوع: جسد بلا روح
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 05-08-2003, 09:35 PM   #23
أطياف الأمل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,258
إفتراضي

هل هو بخير ؟


يبدو أن الحزن لن يأتيني من فراق عبدالعزيز .. بل من مكان آخر .. من بيت أبي..كانوا أخوتي يجلسون في غرفة الجلوس .. أبي في مقعده .. وأمي على يمينه وأحمد على حجرها.. وكانت نورة جالسة على الأرض أمامه ويوسف في الكرسي الكبير .. أما فيصل وزوجته فكانا يجلسان في كرسي مقابل لأبي .. كان الجميع يبدون بخير .. يضحكون ويتجاذبون أطراف الحديث .. كانت نورة تحكي قصة قرأتها في الانترنت .. ويوسف يعلق عليها ساخرا .. وفيصل يبتسم وزوجته كانت (كالأطرش في الزفه) .. فهي لا تعي مايقولون .. ليس أنها لا تجيد العربيه .. بل العكس .. فهي تعرف الكثير في العربيه وإنما ليس كفاية أن تفهم قصة نورة كلها ..
وأمي كانت تضحك فالقصة كانت مضحكة جدا ..أما أبي .. كان صامتا لا ينطق بحرف .. وليست هذه عادة أبي !! أبدا ..
قال فيصل بعد أن انهيت نورة قصتها : هل لي بانتباهكم جميعا ؟؟
التفت الجميع نحوه بانتظار ما يود قوله . .أمسك بيد زوجته وابتسم .. ثم قال:أريد أن أخبركم أني وجولي سنرزق بطفل بعد 6 أشهر ..
صرخت أمي وقالت: حقا يا صغيري ؟؟ مبارك يا حبيبي !!
قالت نورة : أيعني أني سأصبح عمه ؟؟ يا الهي كم أنا سعيدة.. مبارك يا أخي!!
نهض يوسف من مكانه وضم فيصل وقال: وأخيرا سأصبح عما ؟؟ مبروك يا فيصل.. يا أبا عبدالرحمن ..
أجابت جولي: أشكركم جميعا .. أتمنى أن يكون ولدا ..
قاطعها فيصل قائلا: لا أنا أريد فتاة !!
اتسعت عينا نورة وقالت: فتاة ؟؟ أول رجل شرقي أسمعه يتمنى فتاة!!
أجابها باقتضاب: انا كذلك ألديك مانع؟؟
- لا أبدا..
سكت فيصل قليلا ثم قال لأبي: مابك يا أبي؟؟ ألست فرحا بأنك ستصبح جدا؟؟
أجابه أبي : بالعكس يابني .. أنا فرحا جدا.. رزقك الله بالذرية الصالحة يا فيصل..
سألت أمي أبي بعد أن انتبهت لشروده وصمته : حسن مابك ؟؟ هل أنت بخير يا أبافيصل ؟؟
أجاب أبي: أجل أجل بخير .. أستأذنكم سأذهب لأرتاح ..
نهض أبي من كرسيه متجها إلى الباب .. وقبل أن يصل إلى الباب .. سقط على الأرض .. صرخت أمي: حـسـن !!
وركض الجميع نحوه .. أمي تمسك به .. وفيصل يرفع رأسه ..يوسف يعدل من وضعه..ونورة تهتف باسمه هي وأحمد .. وزوجة فيصل (جولي) .. وقفت بعيدا خائفة ولم تقترب من أبي ..
سألته أمي: حسن .. مابك يا عزيزي؟؟ هل أنت بخير ؟؟
رد أبي وكأنه كان غائبا عن الوعي: أنا ؟؟ أنا بخير ..
قال فيصل : بم تحس يا أبي ؟؟
- لا أدري . أحس بألم في صدري .. وكأن قلبي يتمزق..
-هل ننقلك للمستشفى ؟؟
قال أبي بحدة: لا !! لن أذهب إلى المستشفى ..
التفت إلى نورة وقال : نورة .. اذهبي واتصلي باختك ..دعيها تحضر الآن .. أريد أن أراها ..
أجابت نورة وقد طفرت دمعة من عينها : حسنا .. أمرك يا أبي ..
وركضت نورة نحو سماعة الهاتف .. تناولتها وأدرات رقم بيتي .. وكنت حينها في المنزل مع اخي سعود في الطابق العلوي.. وفجأة .. أحسست بغصة في صدري .. امتلأت عيناي بالدموع .. سألني سعود : روز ؟؟ مابك عزيزتي ؟؟
سالت عيني فقلت: لا أدري يا أخي .. ولكني أحس أن بصدري غصة .. وأني متضايقة ولا أعلم السبب ..
- استعيذي من الشيطان .. كل شيء بخير إن شاء الله ..
- أخاف أن أبي أو أمي ليسوا بخير !!
- لا تخافي يا صغيرتي .. كلهم بخير إن شاء الله ..
وقطع حديثنا صوت فهد مناديا : روز .. تعالي بسرعه .. نورة على الهاتف ..
ابتسم سعود وقال: ارأيت ؟؟ هاهي نورة على الهاتف اذهبي واسأليها لتتأكدي أنهم جميعا بخير !!
- أتمنى ذلك ..
نزلت إلى الأسفل ومعي سعود .. أخذت السماعة من فهد .. لم يكن وجهه طبيعيا .. وكأنه سمع خبر سيئا .. فلم تكن هذه عادته..فبالعادة ترتسم الابتسامة العريضة على وجهه عندما تكون نورة على الهاتف!! فلم هذه المرة لا؟؟ ويحي .. أظني بدأت أفقد عقلي .. كل هذا من ظنوني .. متأكدة أن نورة ستخبرني أن الجميع بخير .. وأن ماببالي ليس سوى وهم وخيال ..
- ألو .. نورة ؟؟
- ألو روز ..
- ما بك يا نورة ؟ هل أنتم بخير ؟؟
لم تجبني نورة .. وإنما أجابتني دموعها ..
أزدادت ضربات قلبي وازداد علو صدري !! نورة تبكي ؟؟ لم ؟؟
- نورة .. نورة أجيبيني .. مابك ؟؟ هل أنت بخير ؟؟لم تبكين يا نورة ؟؟
سحب يوسف السماعة من نورة وقال: أهلا روز .. أنا يوسف ..
رددت عليه بلكنة خائفة مرتعبة: أهلا يوسف .. مابكم ؟؟ لم نورة تبكي ؟؟ هل هناك مكروه ؟؟
أجابني مطمئنا: لا تخافي يا روز .. كلنا بخير .. وإنما أنت تعلمين ان نورة تحب أن تضخم المسائل .. كلنا بخير لا تخافي..
صرخت به وقلت: ويحك يا يوسف.. نورة تبكي وتقول أنكم بخير ؟؟ أخبرني الحقيقة!! هل أمي بخير ؟؟ وأبي هل هل بخير ؟؟ وأحمد هل به شيء؟؟ أم أنه فيصل ؟؟أرحني أرجوك!!
- إنه أبي يا روز .. ولكن لا تخافي .. هو بخير .. إنما هو يريد رؤيتك ..
- أبي ؟؟ حسنا سآتي حالا..
أغلقت السماعه وبعيني جرت دموعي ..
سألني سعود: خيرا يا روز ؟؟ مابه عمي ؟؟
- لا أدري يقول يوسف أنه تعب قليلا .. أرجوك سعود خذني له ..
- حسنا هيا لنذهب يا صغيرتي .. ارتدي عبائتك والحقيني بالسيارة ..
قال فهد: وأنا أيضا سآتي معكم ..
ركضت بسرعة لأحضر عبائتي .. وبثوان كنت في السيارة .. وفي عقلي تزاحمت الأفكار .. هل حقا أبي بخير ؟؟

يتبع ..
__________________


أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد


أطياف الأمل غير متصل   الرد مع إقتباس