عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 03-08-2008, 01:13 PM   #1
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي تسعة أعشار الحسد، عند من؟؟

تسعة أعشار الحسد، عند من؟؟

في القرن التاسع الميلادي، كتب الطبري : ( تسعة أعشار الحسد للعرب، وتسعة أعشار الكِبر للروم، وتسعة أعشار الحفظ للترك، وتسعة أعشار الشبق للهنود، وتسعة أعشار السخاء للسودان، وتسعة أعشار البخل للفرس، وتسعة أعشار الحياء للنساء)*1

وبعد ذلك بنحو خمسة قرون، كتب أبو العباس احمد بن عبد الوهاب النويري: (تسعة أعشار البركة لقريش، وتسعة أعشار من الكرم للعرب، ومن الغيرة للأكراد ومن المكر للقبط ومن الجفاء للبربر، ومن النجابة للروم، ومن الصناعة للصين، ومن الشهوة للنساء، ومن العمل للأنبياء، ومن الحسد لليهود)*2

لنترك ما قاله الكاتبان، وبغض النظر عن الكيفية التي قاسا بها التسعة أعشار، ولنلتفت بعد أكثر من خمسة قرون على ما قاله آخرهما.

في سنين الرخاء لبلد ما من بلداننا العربية، سيترك المزارعون أشجار النخيل، ليكثر الدغل بين بساتينها، ويُترك سعفها دون تشذيب ودون تقليم، وإن انتبه أحد المزارعين لذلك واستخدم بعض الوافدين من أقطار عربية أخرى ليقوم بتشذيب وتقليم تلك الأشجار، لرأينا أن موضوع هؤلاء الوافدين سيكون المادة التي يتداولها أبناء القطر الموسر، فلم يبق إلا أن يمسك كل مشارك بالحديث آلة حاسبة ليستخرج كم من المال يجني هذا الوافد كل يوم لقاء عمله. فهذا يفترض أنه يستطيع تشذيب عشرا من الأشجار ولو كانت أجرة كل شجرة خمسة دولارات لحصل على خمسين دولار، وذاك يقول: لا يكتفي بعشرة، بل قل عشرين.

لا تقتصر النظرة الحاسدة عند الأغنياء من البلدان العربية، بل يجلس أبناء الدول الفقيرة فيحسبون أسعار النفط والعائدات التي تعود لكل قطر، ويشهقون حسرة وحسدا.

وأحيانا نجدهم يقفون عند من يقلي (فلافل)[ وفي بلد فقير لا نفط فيه] ويحسبون في صمت شديد كم يبيع ذلك (المسكين) من الفلافل، ولنفرض أن كيلو الحمص مع كيلو البصل وربطة بقدونس ثمنها كذا، وأن الغاز وأجرة المحل قيمتها كذا، فكم هو العائد الذي سيضعه من يقلي الفلافل بجيبه؟

من أصدق الطبري أم النويري؟

هوامش
*1ـ تاريخ الطبري: تاريخ الرسل والملوك/ أبو جعفر محمد بن جرير الطبري/ تحقيق: محمد أبو الفضل /القاهرة دار المعارف 1979/ج4 ص 59ـ60

*2ـ نهاية الأرب في فنون الأدب/ أبو العباس احمد بن عبد الوهاب النويري/ القاهرة: وزارة الثقافة والإرشاد القومي[دون تاريخ نشر] ج1 ص 293ـ294
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس