أخي الفاضل / د . أحمد
يعلم الله كم نشتاق إلى حروفك الذهبية هنا
وقد قرأت هذا الموضوع أكثر من مرة
وفي كل مرة أجد فيه الجديد ، ورغم قصره إلا أنه يحتوى أمرا عظيما نحتاج إلى أن نعمل العقل فيه ، وفيما وراءه
والعجيب أنك ذكرت أمرا رائعا حول المقارنة ، وفي هذا الباب ( باب المقارنة ) يقول العلماء إن المقارنة أمر مطلوب ، بل هو أمر مرغوب
ولكن ( كيف ...؟؟؟؟ )
إجابة السؤال هي التي ستوضح متى وأين تكون المقارنة المحمودة
يقول العلماء إن المقارنة لها جانين ، إما مقارنة في أمور الدنيا ، أو مقارنة في أمور الآخرة
فالمقارنة في أمور الدنيا ( يجب أن تكون مع الأدني )
وفي أمور الآخرة ( يجب أن تكون مع الأعلى )
ففي أمور الدنيا علينا أن نقارن أنفسنا بمن هم أدنى منها في كل شيء ( العلم ، المال ، الشهرة ، الخبرة ، ... إلخ ) فإن ذلك مدعاة لنا أن نحمد الله على ما أنعم علينا به من الخير الكبير ، فالمقعد الذي يسير على كرسي متحرك ، يجب أن لا يقارن نفسه ببطل الجري العالمي ، بل يجب أن يقارن حالته بالمشلول شلللا رباعيا لا يتحرك منه إلا رأسه أو عينية ، فإن تلك المقارنة ستكون بابا يحمد الله أنه لم يكن مثل ذلك المشلول .
وكذلك من كان راتبه قليل جدا ، فيجب عليه أن يقارن نفسه بمن لا يملك من الأساس راتبا ، وكذلك عند مقارنة جمال الزوجة أو كثر الأطفال أو الجاة والمنصب وهكذا
أما في أمور الآخرة فالمقارنة يجب أن تكون مع من هم أعلى منا فيها ، فالذي يصلي الفروض الخمس ، يجب أن يقارن نفسه مع من يصلي الفروض الخمس بالإضافة إلى السنن والوتر بالليل وصلاة الضحى ، فإن فعل ذلك إحتقر عمله عندعمل ذاك ، فأخذ ينشط ويجتهد ليصل إلى ما وصل إليه الأفضل ، وهكذا مع كل الأمور المتعلقة بالدين والآخرة
أتمنى أن تكون الفكرة قد اتضحت
وأشكرك أخي الكريم على حضورك المميز دائما وأبدا هنا
تحياتي