عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 03-04-2011, 12:25 AM   #2
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

أكثر الذين يحتاجون التلخيص

يحتاج الى فن التلخيص، كل من طلاب المدارس والجامعات، وكتاب ومراسلو الصحف والمجلات وأجهزة الإعلام، وموظفو الدولة وبالذات أولئك الذين يعملون بمحيط رأس الدولة والوزارات التي تحتاج الى معلومات يومية كثيرة، كوزارة الخارجية ووزارة الدفاع ووزارة الداخلية، وأعضاء البرلمان، والذين يعتادون حضور الندوات والمؤتمرات، والمثقفون الذين يحملون رسالة ثقافية معينة.

الطلاب وفن التلخيص

لو اعتاد الطالب على فن التلخيص، فإن تلك العادة ستجعل منه قارئاً ممتازاً وكاتباً ممتازاً وخطيباً ناجحاً، وستختصر تلك العادة عليه الجهد والوقت وستساعده على تحصيل (درجات؛ علامات) النجاح العالية، وهذا لن يتأتى إلا مع توفر النقاط التالية:

1 ـ أن يكون قد هضم القواعد العامة للمادة التي سيقوم بتلخيصها. وهذا ما أطلقت عليه (كروبسكايا) نتوءات المعرفة. أي ارتباط المعلومات التي لا يعرفها (الحديثة) بمعلومات كانت قد رسخت في مخزونه المعرفي.

فإعادة تثبيت القواعد لأي مادة، مسألة في غاية الأهمية، وعلى الطالب عدم تجاوزها، وإلا فلا فائدة من تعلمه لفن التلخيص.

2 ـ أن يقرأ المادة قراءة أولية في وضع صحيح جداً، أي:

أـ أن لا يقرأ في وجود ضجيج أو ما يشتت انتباهه، كالتلفزيون أو الراديو أو بوجود أناسٍ يتسامرون حوله.

ب ـ أن لا يقرأ وهو يمشي، وتلك طريقة كان الطلاب يعتادون عليها، فسيكون الجهد مشتتاً بين حفظ توازنه ومراقبة ما حوله والاطلاع على صفحات الكتاب.

ج ـ أن لا يقرأ بصوتٍ عالٍ، تحت ذريعة إبعاد النُعاس والملل، فهذا سيجعله يستمع لصوته، أكثر مما يركز على ما يقرأ.

د ـ أن لا يقرأ وهو مضطجع، بل يجلس بوضع قائم على منضدته ومقعده، حتى يبتعد عن الإغفاء المفاجئ خصوصاً إذا كان حرارة الجو غير ملائمة (برد، أو حر).

3ـ أن يضع لكل فقرة عنواناً، في القراءة الثانية، ثم يعيد كتابة ما فهمه بلغته الخاصة (دون الالتزام بحرفية ما جاء بالكتاب).

4ـ أن يضع تلخيصه والذي يُفضل أن لا يزيد عن خُمس المكتوب أصلاً.

5ـ إذا استطاع أن يُلخص ما لخصه بخمسٍ آخر، فإنه سيصل لدرجة أكثر فائدة.

6ـ يعاود الطالب قبل منامه ما لخص مرتين، أو قبل موعد الامتحان في طريقه، أو عند الصباح.

البرلمانيون وأعضاء المؤتمرات والندوات

من المعروف أنه في المؤتمرات والاجتماعات المتخصصة كالبرلمانات ومؤتمرات الأحزاب وورش العمل المتخصصة، تكون جداول الأعمال معروفة سلفاً، ويسبقها بوقت ليس بقليل، إرسال أسماء المشاركين والمحاضرين وعناوين البحوث والأوراق للمشاركين، وتطلب بعض إدارات الندوات وورش العمل الفكري من المشاركين، إرسال مداخلاتهم أو مساهماتهم، وتقوم هي بدورها بإدراجها مع المراسلات للمساهمين وعلى المشارك أن يُراعي ما يلي:ـ

1ـ الانتباه للوقت المُخصص لمناقشة الموضوع ككل، ففي بعض الورش، والبرلمانات تُخصص جلسة مدتها ثلاث ساعات في أحسن الأحوال، والوقت الذي سيُعطى للمتكلم، سيكون عدة دقائق، يحرص فيها المتكلم أن يوصل فكرته ويحدث حالة من الإقناع لدى السامعين، في وقت قليل، وهنا عليه مراعاة ما يلي:ـ

أ ـ أن لا يبدأ بمقدمات بديهية حتى لا يستهلك وقته بها دون فائدة.

ب ـ أن يتجنب مداخلته بطرافة، تشتت موازنة المستمع بين التركيز على الفكرة، أو البحث عن مغزى النكتة، فيفتح باباً على نفسه غير مفيد.

ج ـ أن يتجنب ذكر الاستشهاد بالقصص أو الحكايات أو حتى القصائد وغيرها.

د ـ أن يوازن في سرعة أداءه، فلا يقطع كلماته ويصمت، أو يتكلم بها بسرعة كمراسلي المباريات الرياضية.

هـ ـ أن ينتبه لحالة المستمعين، فأحياناً يصدر بالقاعة ضجيج، من سعالٍ أو ضحكة جانبية أو كلام لم ينته من بعض المعلقين، أو حالة خروج أو جلوس وغيره، فهذا سيجعل من مداخلته غير واضحة المقدمة أو الفكرة الرئيسة.

2ـ أن تكون المداخلة خالية من المبني للمجهول، فلا يبدأها ب (يُقال وقيل، وطرق مسامعنا) بل يحرص على ذكر وقائع أو أقوال منسوبة لأصحابها، حتى لا يضيع من أهمية فكرته في جولات للتحقق من مصادرها أو نفيها على الفور، خصوصاً في جلسات البرلمان.

3ـ في الحالات التي توزع فيها المداخلات (سَلَفاً) على المشاركين، فعلى المُشارك تجنب تكرار ما ورد أو سيورد في تلك المُداخلات. وإن كانت المُداخلات فورية، فعليه الانتباه لعدم التكرار، وحذف ما كان يود ذكره، وقد ذكره الآخرون، حتى لو اقتضى ذلك إلغاء مشاركته.

4ـ أن لا يُبالغ في تبجيل وثناء إدارة الورشة أو رئاسة البرلمان، أو التثنية المبالغ في احترامها لأحد المتكلمين ممن سبقوه، فهذا يخلق جواً غير ودود مع الآخرين ممن لهم ملاحظات معينة. وبنفس الوقت، عليه عدم تسفيه ما ذكره غيره، حتى لو كان سفيهاً.

يتبع
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس