العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الاسلامي > الخيمة الاسلامية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: غاز و عنتوز (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: التشابه بين العهد القديم والقرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الأحاديث الواردة في الطائفة الظاهرة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال آلهة فاسقة وغريبة تمت عبادتها عبر التاريخ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال عالم الجنون (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال عالم الأقزام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات فى مقال صداقة من نوع آخر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الميراث المالى في القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال زوجة لوط المتحجرة (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 23-06-2024, 07:00 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,086
إفتراضي نظرات فى مقال صداقة من نوع آخر

نظرات فى مقال صداقة من نوع آخر
صاحب المقال اياد العطار وهو يدور حول صداقات أو وقائع غريبة تحدث بين أنواع مختلفة من الحيوانات وقد استهل المقال بذكرى حزينة عن قصة صداقة بينه وبين طفل أخر كانا يحبان بعضهما ويلعبان معا ويقضيان الوقت مع بعضهما حتى فوجىء بغياب صديقه أياما فذهب للسؤال عنه ففوجىء بأم الصديق تنهره وتطلب منه الابتعاد عن صديقه وعندما عاد باكيا لبيته سألته أمه عن سبب حزنه فشرح لها فطلبت هى الأخرى منه ألا يصاحب ذلك الطفل ومع هذا لم يقتنع الطفلان ولكن في النهاية حدثت القطيعة بسبب فروق بين العائلتين
قال العطار في مقدمته :
"لست من أصحاب الذاكرة الحديدية لا أذكر أمورا كثيرة عن حياتي ولست حزينا على ذلك إذ لا يوجد الكثير لأتذكره لكن هناك أطياف باهتة من الماضي لا تنفك تزورني من حين لآخر غالبا لتنغص أفكاري لا أزعم بأن طفولتي كانت حزينة بالمجمل تخللتها أوقات جميلة هنا وهناك لكن الجانب الأسود طغى دوما على الأبيض وواحدة من تلك الذكريات السوداء البعيدة هي عن صديق طفولة كنا لا نفترق أنا وإياه كأننا أشقاء نلعب ونمرح ونضحك لساعات دون أن نتعب كنت اهرع لملاقاته كل يوم ولم يكن منزلهم بعيدا عنا إذ كنا جيران نفس الشارع وذات يوم تأخر صديقي عن ملاقاتي فذهبت ببراءة الطفل ودققت باب منزلهم أسأل عنه فإذا بأمه تخرج وتنهرني بشدة: "إياك أن تأتي لمنزلنا مرة أخرى إياك أن تتحدث مع أبني هيا أذهب من هنا يا " فقلت والعبرة تتردد في حلقي: "لكن ماذا فعلت أنا يا خالة؟ " فردت بنبرة ملئها الكراهية: " أذهب من هنا لا نريد أي علاقة بكم"
عقلي الصغير لم يفهم ما قالته كانت تلك أمورا أسمع بها أول مرة عن الفروق بين البشر ليست فروق الشكل والمظهر بل الفروق التي يرثونها عن آبائهم وأمهاتهم من دون أن يكون لهم يد فيها عدت إلى منزلي أكفكف دموعي وأجر أذيال الخيبة سألتني أمي عن سبب بكائي فأخبرتها القصة فقالت باقتضاب:
"لا تلعب مع أبنهم مرة أخرى ولا تحدثه" ه
كذا بكل بساطة تم منعي من التحدث إلى صديقي العزيز ومن دون أن أفهم السبب ولأيام عديدة بعدها كنت أقف على الرصيف ببجامتي البيضاء المخططة أضع يديي في جيبي من البرد وما بين اليأس والرجاء أنتظر أن يخرج صديقي ويمر بي لعله يكلمني وكان يخرج بالفعل وكان يتظاهر بتجاهلي مكرها مثلي ينظر إلي من بعيد وعيناه تشعان حزنا وكمدا"
وتحدث عن تحول الناس لبهائم غبية بسبب الكراهية وان الحيوانات أفضل منهم فقال :
"عقود مرت على تلك الذكرى الحزينة كبرت أنا خلالها وأدركت جيدا ماهية الفروق التافهة بين البشر أدركت أيضا بأن البشر حين تمتلئ نفوسهم بالكراهية فأنهم يتحولون إلى بهائم غبية لا تجتر سوى الحقد والبغضاء لا بل أن البهائم تكون أفضل وأرحم وأرقى منهم في بعض الأحيان ومقالي هذا هو خير دليل على ما أقول"
قطعا الخطا وصف الناس بالبهائم فهو وصف خاطىء فيمكن مثلا تشبيه الناس بالحيوانات في فعل معين هو شتمة للناس ولكنه ليست شتمة للحيوان كوصف اليهود بأنهم يشبهون الحمير من خلال حملهم الكتب وعدم عملهم بها لأنهم لا يعرفون ما في داخلها بينما اليهود عرفوا ما فيها وحفظوه ولم يعملوا به وفى هذا قال تعالى :
مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ"
فالمشتوم هنا حملة التوراة وليس الحمار لأن شريعة الله لا تسمح به بالقراءة
بعد ذلك حكى العطار حكايات عن صداقات نشأت بين حيوانات من انواع مختلفة مثل النمر وذكر ماعز فقال :
"النمر آمور والجدي تيمور
آمور هو نمر سيبيري ضخم الجثة يعيش في منتزه بروميسكي للحياة البرية في روسيا نمر ذو كبرياء لا يأكل إلا من عرق جبينه! تعاف نفسه الوجبات الجاهزة ويفضل أن يرمى له طعامه على شكل حيوانات حية يقوم بقتلها بنفسه ثم يلتهمها وهكذا فأن إدارة المنتزه كانت تختار كل بضعة أيام حيوانا بريا من حيوانات المنتزه لتقدمه كوليمة لآمور وقد وقعت القرعة ذات يوم على جدي شاب أسمه تيمور والجدي للعلم هو ذكر الماعز أقارب وأصدقاء تيمور حزنوا عليه حزنا عظيما ودعوه بالدموع والآهات وشيعوه بالرغاء والثغاء متوقعين له ميتة شنيعة على يد النمر المفترس لكن تيمور على ما يبدو كان أذكى من أقرانه وأضرابه من معاشر ذوات الظلف إذ استطاع حمل النمر آمور على أن يبقيه حيا ولا يأكله! كيف فعل ذلك؟ الله أعلم لعله كان عبقريا بفن الإقناع
تصور جدي يقنع نمرا بأن لا يأكله وحياتي لو كنت أنا رئيس دولة لجعلت الجدي تيمور وزيرا للخارجية فهو والشهادة لله أفهم بكثير من الحمير والبغال الذين ابتلانا الله بهم لعقود ولعله أقنع اليهود بأن يعيدوا فلسطين بلا قتال وخلال يومين فقط!
النمر آمور ليس فقط لم يلتهم الجدي تيمور بل أتخذه صديقا وصاحبا وخليلا! مما أثار دهشة إدارة المنتزه وتسبب بجلبة كبرى في الصحافة والإعلام امتدت أصداءها إلى جهات الأرض الأربع لا بل أن بعض الناس رؤوا في تلك الصداقة النادرة علامة من علامات الساعة
شخصيا لي نظرية خاصة بشأن القصة فبرأيي المتواضع بما أن النمر آمور يعيش في روسيا فهو حتما شرب عدة كؤوس من الفودكا قبل أن يدخلوا عليه تيمور أي أن المسكين كان سكرانا لا يفرق ما بين اليمين واليسار حين دخل الجدي عليه والدليل أنه لاحقا ندم على قراره إبقاء تيمور حيا فتلك الصداقة الغريبة لم يكتب لها الدوام نحن قلنا بأن الجدي تيمور كان ذكيا لكن كما يقال فأن العرق دساس بالنهاية هو لم يكن سوى ماعز وقد دفعه الغباء الأزلي لبني الماعز إلى أن ينسى نفسه ويمارس المزاح الثقيل مع النمر آمور مرة ينطحه في مؤخرته ومرة يدوس على بطنه وهو نائم كل هذا وآمور صابر ولسان حاله يقول: " يا أبن الحلال الله يهديك أنا نمر وأنت ماعز لا تنسى نفسك" فيرد عليه تيمور قائلا: "بين الأصدقاء لا توجد مقامات وبين الأحباب تسقط الآداب"
قصة صداقة لم بكتب لها الدوام أخيرا طفح كيل آمور من تصرفات الجدي الوقح بعد أن نال نطحه شديدة منه فأنشب أنيابه الحادة في رقبته وصرخ فيه صرخة تزلزلت لها أركان المنتزه قائلا: "يا أبن آكلة الروث والزبالة ألم أحذرك من التمادي معي" ثم طفق يهزه ذات اليمين وذات الشمال كأنه ريشة في مهب الريح وأخيرا طوح به الهواء راميا إياه بعيدا ليتكوم ما بين الحياة والموت فأسرع عمال المنتزه وأخرجوا الجدي الجريح وأسعفوه وفي الحقيقة لم تكن جروح تيمور مميتة أي أن النمر لم يكن ينوي قتله لكن ربما أراد تأديبه لكن تلك الحادثة دفعت إدارة المنتزه إلى فصل الصديقين عن بعضهما والآن كل واحد منهما يعيش لوحده بالنسبة لآمور لم يتغير شيء فهو نمر والنمور انعزالية بطبعها تحب العيش لوحدها ولا تصاحب غيرها من النمور إلا في فترة التزاوج ولا يدوم ذلك سوى لفترة قصيرة أما بالنسبة لتيمور فقد قلبت هذه القصة حياته رأسا على عقب فبعد أن كان جديا مغمورا مجهزا للذبح أصبح بقدرة قادر من المشاهير وصار له حظيرة لوحده وعليقة شهية خاصة به وجلبوا له أنثى رشيقة فسبحان مغير الأحوال
الضفدع الذي أنقذ الفأر من الغرق"
الحكاية تدل على أن بعض الأنواع قد تتصادق نتيجة ما يسمى بالمشاعر ففيما يبدو أن النمر ظن أن تيمور كان مريضا ومن ثم لم يقم النمر بأكله وإنما رعاه وصار صداقة بينهما فهمها تيمور خطأ ومن صار يهاجم النمر والنمر ساكت عليه لاعتقاده أن مريض حتى حدثت المصيبة لأن الألم غلبه فقام بمهاجمة تيمور دون أن يأكله
والحكاية الثانية صداقة فأر وضفدع وفيها قال :
"حين ركن المصور الفوتوغرافي أعظم حسين دراجته البخارية بالقرب من بركة ماء صغيرة في ضواحي مدينة لوكنو الهندية لم يكن يتخيل المفاجأة التي تنتظره هناك حدث ذلك في أحد أيام عام 2013 وقف أعظم ليدخن سيجارة ووقعت عيناه صدفة على شيء صغير يتحرك فوق سطح ماء البركة بالتدقيق أكثر تبين بأن ذلك الشيء هو فأر متشبث ببعض الخردة الطافية فوق سطح الماء كجزيرة صغيرة وكان الفأر يبحث عن سبيل للنجاة بلا جدوى فالماء يحيط به من كل جهة وهناك مسافة طويلة تفصله عن الضفة فجأة ظهر ضفدع كبير من تحت سطح الماء كالغواصة وأستقر طافيا إلى جانب قطعة الخردة يقول أعظم: " لقد بدا لبرهة بأن الضفدع والفأر يتحدثان بلغتهما الخاصة وخلال لحظات حدث ما جعل شعر رقبتي ينتصب إذ قفز الفأر إلى ظهر الضفدع كأنه يركب قاربا فاستدرت إلى دراجتي وأخرجت الكاميرا بسرعة والتقطت بعض الصور لهذا الحدث الفريد"


رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 2 (0 عضو و 2 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .