شأن دنيانا لقاء ووداع
وانتقال فوقها يتلو انتقالا
شأن هذي الحياة يا أصحابي
كل ذي نعمة بها محسود
شعب بغير عقيدة
ورق تذريه الرياح
شكوت إلى وكيع سوء حفظي
فأرشدني إلى ترك المعاصي
شتان بين شموخ أمتنا الذي
ولى وبين خضوعها شتانا
سهام الليل لا تخطئ ولكن
لها أمد وللأمد انقضاء
سكت عن السفيه ظن أني
عييت عن الجواب وما عييت
سلام على من إليهم أتوق
ومن لست للبعد عنهم أطيق
ستألف فقدان الذي قد فقدته
كإلفك وجدان الذي أنت واجد
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش
ثمانين حولا لا أب لك يسأم
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا
ويأتيك بالأخبار من لم تزود
سيغنيني الذي أغناك عني
فلا فقر يدوم ولا غناء
رامٍ رماك وما درى
ماذا أصاب وما فعل
رب ليل كأنه الدهر طولا
وقد تناهى فليس فيه مزيد
رب عسر شكوت منه ملحا
يضمرالدهر في خفاياه يسرا
رأيت الذنوب تميت القلوب
وقد يورث الذل إدمانها
رب أمر تتقيه
جر أمرا ترتجيه
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله
وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
دقات قلب المرء قائلة له
إن الحياة دقائق وثواني
درب الحياة يلفه الأشواك
ومن استمر على الطريق يشاك
دارهم ما دمت في دارهم
وأرضهِم ما دمت في أرضهم
خيمة في البيد خير من قصور
تبخل الشمس عليها بالمرور
خذ القناعة من دنياك وارضَ بها
لو لم يكن لك فيها إلا راحة البدنِ
خذ ما تراه ودع شيئا سمعت به
في طلعة الشمس ما يغنيك عن زحل
حذار حذار من جشع فإني
رأيت الناس أجشعها اللئام
جمع الحرام إلى الحلال ليكثره
جاء الحرام على الحلال فبعثره
هو الليل في صمته ضجة
وفي سره عالم أبكم
جهلت ولم تعلم بأنك جاهل
فمن لي بأن تدري بأنك لا تدري
جاوزت في لومه حدا أضر به
من حيث قدرت أن اللوم ينفعه
ترى الرجل النحيل فتزدريه
وفي أثوابه أسد هصور
تدل على التقوى وأنت مقصر
فيا من يداوي الناس وهو سقيم
تغط بأثواب السخاء فإنني
أرى كل عيب والسخاء غطاؤه
تعلم فليس المرء يولد عالما
وليس أخو علم كمن هو جاهل
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها
إن السفينة لا تجري على اليبس
تبا لمن يمسي ويصبح لاهيا
ومرامه المأكول والمشروب