جرت العادة أن تجري ناحيتي كلما رأتني وأن تحتظنني بقوة أكاد أن اقع منها
أما اليوم فهي على غير العادة ،رفعت رأسها ونظرت إلي ثم عادت تهز بجسمها النحيل
أرجوحتها
اقتربت منها وبدأت في محادثتها عن اللألون فهي تحب اللون الوردي ..حتى انها تتمنى أن تكون السماء وردية
فكانت ترد علي بهمهة ..لا أكاد أفهم منها شيئا مع لسانها الطري الذي ما زال يبعثر الحروف
بلتغة طفولية محببة ....
جلست وسحبتها إلى جانبي ...وضعت عيني في عينها البرئتين وسألتها .../ ماذا بك أيتها اللؤلؤة
فقد كان هذا لقبها لجمال وجهها وشده بياضة
فتحدرت دموعها كحبات الجمان على خديها الناعمين ..مما افزعني جدا واخافني فأي حزن يحمله
قلب هذه الطفلة ...ذات الأربع سنوات ونصف..
قالت/ تقول الجوري أنك تحبينها أكثر مني وأنك اشتريتي لها هدية
ولم تشتري لي ....وعندما كنا في الحديقة ..كنتي تتكلمين معها وانا كنت
اكلمك ... ولكن لم تردي علي ..أنتي تحبينها ولا تحبينني
احتظنتها بقوة لأطمئن قلبها الصغير أن كل الحب لها......
هل يعقل أن تحمل قلوب هؤلاء الأطفال كل تلك الحساسية والغيرة
هل يعقل أن نؤذيهم ونجعلهم يتألمون..بعدم مبالاتنا ......وسوء تقديرنا
لقد عاقبتني بتجاهلها لي ....هل فعلا كانت تريد أن تشعرني بذنبي
أما أنها قررت أن تجعلني على هامش الشعور لديها ...
كم نقسوعليهم في غفلة من ...المراعاة... واعتقادنا أنهم لا يهتمون لأنهم
مجرد أطفال ..
دمتم بخير...