العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات في بحث أشباح بلا أرواح (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد كتاب عظيم الأجر في قراءة القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في مقال الطاقة الروحية براهين من العالم الآخر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد بحث لغز مركبات الفيمانا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى كتاب حكم تنفيذ القصاص والإعدام بالوسائل الحديث في الفقه الإسلامي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: The international justice court (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: نقد تنبيه الأنام على مسألة القيام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الزراعة المثالية ولعنــة الأدويــة الكيماويــة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: New death (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة في مقال البروباغاندا الهدوءُ والفتك (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 11-08-2008, 02:42 PM   #1
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي فقه الفساد

فقه الفساد

يأخذ السلوك العام طابعه، معتمدا على ثلاثة ركائز، فإن صلحت تلك الركائز الثلاث صلح السلوك العام، أو طغى عليه الطابع الصالح، وإن فسدت تلك الركائز فإن أثر فسادها سيصيب الحياة العامة بكاملها. وتتأثر كل ركيزة بالركيزتين الأخريين.

الركيزة الأولى: نظام الحكم:

لا يخفى على أحد ما لنظام الحكم من آثار كثيرة تتعلق بالتشريعات وضمان تطبيقها وشمولها كل أفراد الشعب حاكمين أو محكومين، فسلوك أفراد الحكم بصفتهم الوظيفية سيؤثر سلبا أو إيجابا على سلوك المواطنين. فإن كانت كفاءة الموظف ونزاهته مرتفعتان، فإن خيال المواطن سيتوقف عند حدودهما دون أن يظهر رغبته في إفساد الموظف، وسيهابه، ويفكر كثيرا قبل أن يعرض عليه رشوة، وإن كان الجهاز الوظيفي الذي يرتبط به الموظف جهازا يُشهد له بالكفاءة والنزاهة، فإن فرص المواطنين في العثور على مرتشين ستكون نادرة.

أما إذا كان الموظف ذا كفاءة منخفضة، فإن إفصاحه عن ضرورة التزام الغير بالقانون ستكون ضعيفة، وسيحفظ القوانين حفظا لا فهما، ومع ذلك إذا شفعت له نزاهته فإن ذلك لا يقلل من شأنه في درء الفساد الحكومي، وتلك الظاهرة تندرج تحت باب (البيروقراطية). لكن إن كان الجهاز الوظيفي الذي ينتمي إليه ذلك الموظف جهازا يحتفظ ببعض الموظفين الفاسدين، فإن المواطن لن يعجز للوصول الى أولئك الفاسدين، وعندها تنعدم فائدة الموظف النزيه قليل الكفاءة في درء الفساد.

في حالات الفقر وانتشار الفساد، فإن سرعة وتيرة انتشار الفساد لا يمكن إيقافها بسهولة. لأن هذا الفقر سيترتب عليه تدني أجور الموظفين، ولطالما كان هناك في المراتب الوظيفية العليا من يرتشي، فإن الرغبة بالرشوة ستنزل الى أدنى الموظفين.

كما أن المواطن الذي يُطلب منه دفع رسوم بيع أو تخمين ضريبة عقار أو تخمين قيمة رسوم جمركية، الخ، سيتثاقل من الالتزام بالقيمة التي تقررها التعليمات الصادرة من الدولة، وعليه فإن البحث عمن يخفض له تلك المبالغ سيكون مطلبا ملحا.

وتنتشر بالدوائر حلقات غير ملفتة للنظر، كخادم أو بواب، أو كاتب عرائض، يقوم أفرادها بإيصال من يبحث عمن يقلل تلك الرسوم لهدفه، هذه الحلقات تكون تحت رقابة (لا مركزية)، لكنها ترتبط بمراكز خفية عليا، يتقاسم فيها مفاصل تلك الحلقات الغنيمة في آخر الفترة، ومنهم من يتقاسمها يوميا، وهناك من يشتريها سلفا (كأنها بطاقات هاتف مسبقة الدفع).

ولا ننسى طرق الفساد في العطاءات للمقاولين في الاستيراد أو التنفيذ (المشاريع).

إن الفقه الذي يسود في هذا الجانب المتعلق بركيزة الدولة، ينبثق عنه أعراف وأمثلة، (فيد واستفيد) (انفع صاحبك بشيء لا يضرك).. وتغيب هنا مصلحة الدولة، أو المصلحة العامة، كما تغيب فيها الناحية الخلقية بشقيها (الديني والاجتماعي).

الركيزة الثانية: المحيط الاجتماعي:

كل جزء في كل، هو نقطة في محيط، قد يضيق هذا المحيط أو يتسع، ولكن في حالات الفساد، ستتحد المحيطات الضيقة لتصبح متناغمة في فسادها.

الطالب في مدرسته، نقطة في محيط، إن انتشرت في المدرسة ظاهرة تسريب الأسئلة، أو تقاعس المدرسين في أداء مهامهم، لكي يتفرغوا للدروس الخصوصية، ستصبح الاستقامة ظاهرة نادرة وتشيع ظاهرة المدرسين الخصوصيين. وستلقى لدى المدرسين ذرائعهم التي يردون بها على منتقديهم، بأن الرواتب لا تكفي وأن زملاء المدرس المتكلم كلهم يعطون دروسا خصوصية، فلماذا عليه هو أن ينضبط؟

المواطنة الزوجة الأم، في عمارة نقطة في محيط، سيبهرها مصاريف جيرانها وستقوم بلوم زوجها على تدني ما يقبض، فعليه أن (يتلحلح) ويعمل على رفع دخله، كي يصبح بإمكانهم شراء كذا وكذا.

هذا بخلاف الفساد الآتي من الصحبة التي لا تبتعد كثيرا عن مؤثرات الإعلام الفاسدة في بعض ما تبث، سواء كانت قنوات فضائية أو شبكة الإنترنت أو غيرها من محفزات الشيطنة.

الركيزة الثالثة: الآداب بأشكالها:

يسهم الكُتاب في أشعارهم وقصصهم وخواطرهم في نشر معرفة تكون كحاضنة للمعرفة اللازمة بالسلوك، ولا شك أن هناك الكثير ممن يكتبون يحثون على مكارم الأخلاق ويعيدون نشر ما كان مجيدا في الماضي عن السلف، ويحتفظ العامة بالكثير من الأمثال والقصص الصغيرة ذات العبر، ويستخدم هؤلاء رصيدهم المعرفي في إعادة الكتابة الحاثة على السلوك الحسن.

لكن، كم من المتلقين لهذا النوع من الآداب، وكم هو أثرهم، وكم هي قدرة هؤلاء في مزاحمة المسرحيات والأغاني والمسلسلات الهابطة؟

إن المسألة ليست من السهولة بمكان بحيث تترك دون انتباه.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 11-08-2008, 03:39 PM   #2
غــيــث
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
المشاركات: 7,934
إفتراضي رأي على هامش الموضوع ...

الخوف ايه الفاضل أن تتربى أجيال على هذا الواقع وتظنه هو الحق

وتصبح مخالفة ركائز الفقه تلك هي فقه الحياة والواقع....

ما نراه الآن هو تنامي فن الفساد حتى قلبت بعض المفاهيم واصبح الغش شطارة

والكذب سياسة والنفاق مجارات ومجاملة .... وهلم جرى ....

وكلما تطورت هذه الحالة صعب شفائها ...

ولن يصلح العطار ما افسد الدهر

كل الود

__________________

غــيــث غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 25-08-2008, 05:01 AM   #3
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

أخي الفاضل غيث

قد نكون نمني أنفسنا أحيانا في أمل التخلص مما نحن فيه إذا أخضعنا واقعنا الى قواعد النظرية العلمية، لنفتح ثغرة من بصيص أمل تنقلنا الى واقع أكثر استبشارا بالخير.

ويكون ثقل التمني أحيانا واردا من ثقل الإحساس بالبؤس، حتى لتبدو لنا تفاصيل واقعنا أنها لن تخضع للنظرية العلمية، لأن الأمر يخصنا نحن!

فالفساد عندما يستشري يوحي لنا أن تسارعه لن يتوقف ولن يكبح بأي شكل، وهو اعتقاد في نظري أنه مخالف للنظرية العلمية حتى في واقعنا.

في بداية تكون الحضارات كان من يفرض شكل التطور في العادات هو مبدأ سيادة القوة لفئة أو فصيل فتقرر مصير الجماعة أو القوم أو الدولة بشكلها البدائي، فيمعن الغالبون الأقوياء في إملاء قوانينهم وهم يحسون بأن سلوكهم لن يكون مقبولا من قبلهم لو جاء على أيدي غيرهم، ولكنهم يستغلون الوضع طالما كان في إمكانهم ذلك.

لكن، وكبقية قوانين الطبيعة، أن القوة الغاشمة تستنهض القوة المضادة لها والمحتجة على واقعها، حتى تصبح القوتان الغالبة والمغلوبة في وضع قريب من التوازن يجبر القوة الغالبة على مراجعة سلوكها بما يجعلها تكون مقبولة في أوساط تسمح للتوازن أن يكون في صالحها ولو نسبيا.

لن يستطيع الفاسدون أن يتمكنوا من البقاء إلا إذا قاموا بإسكات بؤر المعارضة لهم بإعطائها جزءا مما يحصلون عليه، فإن نمت القوى المعارضة واستوجب إسكاتها، فإن مكاسب الفاسدين ستقل وتتوزع على غيرهم ممن يهددون بقاء نعمة الفساد!

في واقعنا، يحس الكثير من الناس أن الواقع يمتلئ بالفساد، ولكن حراس الفساد ترتخي قبضتهم أمام تنامي من يعترضون ـ وهم كثر ـ والاطلاع على أشكال الفساد بات متيسرا بعد تطور أجهزة الإعلام وتنامي أشكال الوعي، وهذا الواقع سيفرض تغييرا من حيث لا يدري الفاسدون.

هذه مباعث الأمل في هذا الواقع

تقبل احترامي وتقديري
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 25-08-2008, 04:28 PM   #4
محب الجنان
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
الإقامة: مسقـط
المشاركات: 74
إفتراضي

موضوع قيم ستاذنا
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
محب الجنان غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 07-09-2008, 11:40 AM   #5
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

أشكر تفضلكم بالمرور أخي محب الجنان

تقبل احترامي
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .