نعم إنها سحر، وسحر حلال كذلك، لتأثيرها ووقعها الجبار الهائل على النفوس، وقدرتها السحرية على تغيير العزائم،
وتحويلها بقدرة قادر الإحباط إلى الثقة بالنفس، والخمول إلى الهمة والمثابرة والعبوس إلى الإبتسام والرضا
هي خلطة يتقنها كرماء القلوب، ويتفنن فيها أصفياء النفوس، يهمهمون بها فيحولون الصخر إلى بستان ورود
قيمتها فاقت الهدايا والأوسمة والدروع
تركيبتها إعتدال وصدق ولا إفراط ولا تفريط
تعددت ألوانها وأشكالها لكن بقيت لمعناها وفية
فقيرة الحروف غنية المغزى عظيمة الأجر والثواب
نجدها في قوله تعالى :{وَوَصَّينَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيهِ حَمَلَتهُ أُمُّهُ وَهنًا عَلَى وَهنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَينِ أَنِ اشكُر لِي وَلِوَالِدَيكَ إِلَيَّ المَصِيرُ} (14)سورة لقمان.
ونجدها في وصية رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام في كثير من الأحاديث الشريفة منها
(من صنع إليه معروف فقال لفاعله: جزاك الله خيراً فقد أبلغ في الثناء)..
(لا يشكر الله من لا يشكر الناس)
أكيد الآن عرفتموها، إنها هذه الحروف القليلة والتي تحمل في طياتها معاني غزيرة جليلة فيها الشهامة وفيها الكرم وفيها الرقة والرضا إنها ...
(أشكرك.. شكر الله لك.. شكراً لك.. إني لك شاكر.. مشكور.. شكراً من الأعماق..أزجي لك شكري.. أحسنت صنعاً جزاك الله خيراً.. عملك مقدر ...)
عبارات لها تأثير بالغ على قلب ودافعة له على مواصلة التألق والاستمرار في العمل والجد خصوصاً إذا خرجت من قلب صادق وبُعثت لمن يستحقها ...
فالموظف إذا سمع من مديره كلمة شكر وثناء فإنه يزداد نشاطاً وحيوية وإخلاصاً وينفع مجتمعه
والزوجة إذا لامست أذنيها عبارات الشكر الرقيقة جراء عمل قامت به تجاه زوجها وبيتها وأولادها فإن هذه العبارات تفعل في نفسها فعل السحر وتجعلها تنسى التعب وتستعذب ما تقوم به من خدمات وأعمال في مملكتها الخاصة وكذلك الزوج
كما أن الطالب إذا وجهت إليه كلمة الشكر من أستاذه فإنها تجعل منه واثقاً في نفسه سعيداً في مجتمعه بل وتجعله يمتنع من تعاطي الخطأ أو ارتكابه
فزين لسانك بها ولا تبخل في قولها، فبخل النفس أقبح من بخل المال .