آسفة أخي المصابر
ضعت ما بين موضوع وموضوع
أما سؤالي عن الشيخ محمد رشيد رضا .. فلأن له كتاب اسمه ( الوهابيون والحجاز )
وكنت أود أن تطلع عليه لتفهم أكثر عن الوهابية والكتاب صغير يقع في 176 صفحة
ويقول في جزء بسيط من مقدمة كتابه ( لكن أعداء دعوة الاصلاح والتجديد التي رفع لواءها الامام الشيخ محمد بن عبدالوهاب .. قد ساءهم ظهورها وقوة سلطانها على القلوب وسهولة وسرعة انتشارها فتصدوا لمقاومتها منذ بدء ظهورها فأدعوا في العالم الاسلامي كله عنها كثيراً من البهتان والأضاليل .. وروجت أبواقهم الدعائية كثيراً من الأباطيل والأكاذيب المفتراة عليهم بقصد تنفير المسلمين منهم والتشويش على حقيقتهم وكان الأعداء يذيعون مطامعهم وافتراءاتهم من باب " رمتني بدائها وانسلت " ....... الخ
اخترت هذه المقدمة لكي أقدم بعض التوضيحات حول هذه الدعوة وعلاقتها بالدولة السعودية الأولى
وسأعطيك توضيح عن الشيخ محمد بن عبدالوهاب الذي ولد عام 1115هـ أي 1703م .. فترة الدولة السعودية الأولى
آل سعود في تلك الأيام لم يكن لهم سلطان ولا قيمة ويحكمون منطقة صغير اسمها الدرعية " جزء صغير من الرياض " العاصمة السعودية الآن
وأعني أن لاقيمة لها .. لأنها في وسط الجزيرة تحدها الصحراء من أربع جهات .. ليس لها أي مكانة استراتيجية أو سياسية أو اقتصادية .. وكانت خارج أي مطمع خارجي .. يعني امراء بدو
هذا التعريف أخي المصابر عن مكانة وحال الدولة السعودية الأولى مهم لكي أوقف أي شخص يحاول أن يثير الشكوك حول دعوة الشيخ وربطها بقوة حكم آل سعود الآن ..
الشيخ محمد بن عبدالوهاب لم يخرج بدعوته وهو متقوقع على نفسه .. ولم يخرجها بفكر عالم أو مذهب معين .. وكان لابد أن يبحث في أحوال الاسلام في العالم الاسلامي فيدأ في مكة وتلقى الدروس من علماء الحرم ثم أخذ من علماء المدينة المنورة .. بعدها ذهب الى البصرة وبغداد لمدة تسع سنوات وذهب الى كردستان لمدة عام ثم همذان وأصفهان لمدة تزيد عن ثلاث سنوات ودرس هناك الفلسفة والتصوف .. وذهب في آخر رحلته الى قم حتى رجع لمدينته العيينة ..وجلس منقطعاً عن الناس بين كتبه وقراءاته لمدة تقارب السنة الى أن خرج بدعوته
وهذا اقتباس عن دعوته
إقتباس:
ودعوته الجديدة كانت هي (التوحيد) ذلك أنه رأى أثناء إقامته بالحجاز ورحلاته الكثيرة إلى بلاد العالم الإسلامي أن التوحيد قد دخله كثير من الفساد عن طريق قبور الأولياء التي يحج إليها الناس، وتقدم لها النذور، ويعتقد فيها أنها قادرة على النفع والضر، وهي أضرحة لا عد لها ولا حصر، منتشرة في جميع ربوع البلاد الإسلامية، يشد الناس إليها رحالهم، ويتمسحون بها ويتذللون لها، ويطلبون منها جلب الخير لهم ودفع الشر عنهم. ففي كل بلد ولي أو أولياء وفي كل بلدة ضريح أو أضرحة، تشرك مع الله في تصريف الأمور ودفع الأذى وجلب الخير، كأن الله سلطان من سلاطين الدنيا يتقرب إليه بذوي الجاه عنده وأهل الزلفى لديه، وإذا سألتهم عن ذلك أجابوا بما أجاب به المشركون من قبل: (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) {الزمر:3} وهؤلاء يقولون ما نتوسل إليهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى أو يقولون: (هؤلاء شفعاؤنا عند الله) {يونس:18}.
وليت الأمر اقتصر عند هؤلاء على الأولياء والأضرحة والقبور، بل تعدى ذلك إلى النبات والجماد يتقربون بها إلى الله، فأهل بلدة بالحجاز والكلام للشيخ محمد بن عبد الوهاب تسمى (منفوحة) يعتقدون في نخلة هناك أن لها قدرة عجيبة: من قصدتها من العوانس تزوجت لعامها. وفي (الدرعية) غار يحج إليه الناس للتبرك، وفي مصر شجرة الحنفي وشجرة مريم وبوابة المتولي يتبرك الناس بها، بل ونعل يسمى نعل الكلشني يعتقدون أن من شرب فيه برئ.
وهكذا في كل قطر حجر أو شجرة يحج إليها ويتبرك بها، وتصد الناس عن الله مما جعل الشيخ يحاربها ويتصدى لها بكل قوة
|
عندما بدأ الشيخ دعوته اضطهد في البلدة التي يقيم فيها وهي العيينة .. وكانت العيينة والدرعية " امارة آل سعود " في منطقة ساءت حالتهما الدينية بانتشار الشركيات وعبادة الشجر والأضرحة وذهب الى الدرعية بعد أن طردوه من بلده .. وعرض دعوته على أميرها ووافق على مساندته في الدعوة
البعض يحاول التشكيك بدعوة الشيخ لأنه ذهب لآل سعود في امارتهم ..
آل سعود الذين ذهب اليهم مثلهم مثل من يذهب الى الرئيس الصومالي حالياً " كدولة فقيرة " لأنه يبحث عن غطاء وعون سياسي
طيب
هل المصلح مخطئ عندما يبحث عن الدعم السياسي ؟
سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم تثبت أنه احتاج في بداية دعوته لعون سياسي فعندما اشتد الكرب على المسلمين دعا الرسول صلى الله عليه وسلم ربه بقوله اللهم أعز هذا الدين بأحد هذين العمرين (عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. او عمر بن هشام – ابو جهل - وذلك لمكانة العمرين في قومهما .. وهو ما يسمى في يومنا هذا بالدعم السياسي .
الشيخ محمد بن عبدالوهاب عمل على اعلان دعوته في الحج .. ولأن صيتها وصل الى أرجاء العالم الاسلامي .. وآمن بها الكثير من علماء العالم الاسلامي بدأت محاربتها وعلى رأسهم السلطان محمود ومحمد علي باشا وسيروا جيوشهم لمقاتلته
ووصلت دعوته للهند من خلال الزعيم الهندي السيد أحمد حجر سنة 1882 فآمن بدعوة الشيخ ودعا إليها في بلاده ونشر في بنجاب وحارب البدع والخرافات فيها.. وفي المغرب من خلال الإمام السنوسي الذي اعتنق الدعوة ونشرها في الجزائر وبلاد المغرب .
وفي اليمن آمن بها الإمام الشوكاني المولود سنة 1172 .. وغيرها من الكثير من البلاد كالشام وباكستان
والحديث عن دعوته بحر ومؤلفات واسعة وأنا مستعدة عن أي اجابة بعد اذن أخي من أرض الجزيرة
للمعلومية :
قرأت الكثير عن الشيعة .. وكدت أن أتشيع .. وقرأت عن الصوفية وكدت أن أتصوف ولكن سبحان الله في هذين النهجين شئ ما ترفضه الفطرة ويلفظه العقل .. ووجدت في السلفية " ما يطلق عليه الوهابية " المنهج الذي يوافق فطرتي ويتقبله عقلي " ولله الحمد والمنة"