الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة
في خطوة جديدة لدعم حليفها في دمشق ، منحت الحكومة الإيرانية بحسب وكالة رويترز تسهيلات ائتمانية ب 3.6 مليار دولار لشراء منتجات النفط. وقد كانت الصفقة ،التي تم الاتفاق عليها في شهر أيار الماضي بين الحليفين والتي تسمح لإيران بالحصول على حصص استثمارية في سوريا ، جزءا من رزمة تمد يد العون لحكومة الرئيس بشار الأسد . وقد سبق وأن منحت دمشق تسهيل ائتماني بمليار دولار لشراء منتجات توليد الطاقة وغيرها من البضائع من خلال تسوية مقايضة ساعدت سوريا على تصدير منسوجاتها وبعض الإنتاج الزراعي مثل زيت الزيتون والحمضيات بحسب مسؤولين في قطاع التجارة.
لماذا تنفق إيران هذا القدر من المال في وقت يعاني شعبها من الفقر والظروف الصعبة؟
هل تساعد إيران عبر إرسال المساعدات والمستشارين العسكريين ودعم تدخل حزب الله في سوريا ( هذا إذا لم نقل أنها المدبر الرئيسي) على حل المشكلة أم أنها تزيد من التعقيدات وتساهم في زعزعة المنطقة كلها؟ المؤكد أن ما تقوم به ليس دافعه الحب تجاه الشعب السوري بتأييدها النظام المسؤول عن قتلهم وعن تدمير البلاد. إن إيران مستعدة من أجل بسط نفوذها المضر على المنطقة لإنفاق مال، إيران نفسها بأمس الحاجة إليه على الرغم من استياء الإيرانيين.
وهذا التدخل ليس مقتصرا على سوريا، بل يمتد إلى اليمن وأفغانستان والعراق والعديد من الأماكن في العالم... وهو جزء من مشروع أشمل بكثير. الجمهورية الإسلامية في إيران تواصل منذ 2008 هذه الاستراتيجية في المشرق العربي وغيره من المناطق مستخدمة أدوات سياسية واقتصادية وعسكرية لتعزيز أجندتها.
ألا تشعل إيران من خلال هذه الاستراتيجية الصراعات الطائفية بين السنة والشيعة وتغرق المنطقة في أسوأ حمام دم؟
|