فالطفل يستنجز أباه
ما وعد و الاب يراوغ ابنه و يحيله على عيد جديد و الابن ينمو و يكبر و تنفتح عيناه على دنيا فيها امهات و يسأل أباه : أين أمى؟
فيزعم الأب أنها على سفر و أنها ستعود و يصدق الطفل و يسأل : متى يكون العيد الجديد؟ فيقول الأب عد شهرا شهرين ثلاثة اشهر
و يرفع اليه الطفل عينين فيهما البراءة و الصفاء و يقول :
" بس تكون دى آخر مرة"!
و لا يتمالك أبوه ان يظل جامدا أكثر من هذا فيأخذه بين ذراعيه
و يدفن رأسه فى صدره و يسأل : ما الذى يؤلمه؟ أفى الدنيا ما يسؤه
اليس عنده كل ما يريد لعبه و بندقيته و صوره و هداياه واحلامه؟
فيقول الطفل : " و لكن ماما000" و يصمت قليلا كأنه يفكر ثم يتابع كلامه " انا عارف ان هى مش جاية" !
و يرتاع الأب و يخيل اليه أن قد تسرب الى ذهن الطفل شئ و ان الظلام الذى احاطه به قد اخذ ينجلى رويدا فيأخذه من يده و يخفى
وجهه عنه لأنه يريد أن يخفى دموعا تنحدر من عينيه و يقول للطفل الا تريد ان تذهب لتلعب؟ هيا يا بنى 00انظر الى ما فى السماء : قمر و نجوم و تروح عينا الطفل تائهتين فى صفحة هذا الوجود الجميل و يسأل : القمر بيبات فين يا بابا ؟
و قد يحاول هذا الأب أن يعوض طفله عما فقد و لكن انى له ان يفعل و هو يغضب احيانا و يقسو احيانا و هل يستطيع ان يكون له
حنان أم و هو ما لا يودعه الله الا صدر أم ؟
فليكن الله لهذا الطفل و لكل الاطفال مثله و ليجعل احلامهم كشدو
الملائكة و لترف على عيونهم انوار السلام والرحمة كلما ذكروا
ان لهم امهات و ان هؤلاء الامهات يثوين اليوم فى القبور 0
******
و تمضى بى صور الماضى تتابع على خاطرى فى شريط متناسق
لكم آثرت أن اعيش معه كان احلى من كل ما حفل به الحاضر
كانت فيه الطفولة المبتسمة و الأب الرحيم
كانت فيه اليد الكريمة تأسو الجراح و تمسح الدموع و الصدر الذى آوى
اليه كلما اثقلتنى الحياة
اترانا حينما نكبر لا نعود فى حاجة الى صدر نأوى اليه00
كلا ما اشد حاجتنا مهما نبلغ من المجد والثروة و السلطان
الى القلب الاول الذى نبض لمقدمنا و العين التى تبللت بالدمع
اشفاقا وحبا و الصدر الذى اشتعل فيه الهم حينا و نبض بالفخر و الزهو
حينا ! ما اشد حاجتنا الى الراعى الذى يسهر ونحن نيام
و العين التى ترصد خطواتنا والقلب الذى يتفتح لمجدنا ويستر كل شئ
حتى عارنا !
ليلة امس : لعلها بركات ليلة القدر
في الحياةلحظات تنسى فيها الحياة0000
مرت بي بعض هذة اللحظات امس00 ارتفعت عن الحقد والغضب عن الياس و الامل عن كل الصغائر التي تعبث بنا فتجعلنا عبيدا لها0
عشتلذكرياتى و هناءتى000
و كان النهار يتولى في بطء و المساء ينشر ظلاله في خفوت وحنان و لاح ان حجابا يفصلنى عن الحياة و يرفعنى الي ما هو اسمى و راح الخاطر يهنا ويسعد و راحت النفس تنضو احزانها و خيل لى انى اجنى ثمار الالم الذي عانيت و الهناءةالتي وهبت0 احسست الماضي كانه اشباح تتحرك و تتكلم و كأنى اندمج فيها فاصبح منه وتصبح منى و كأنى اهتف معها بدعاء الحياة و السلام0
أى نعمة تلك التي شملتنى فيهذة اللحظات؟ اى يد ارحم و ارفق منها؟ لقد خيل لى أنها تلفنى بين ذراعيها و أنىارتد في احضانها طفلا لا يعرف من الحياة الا الافراح و الاحلام0
مباركة هذةالظلال السعيدة الباقية من الماضى0 هذة الانوار الخافته التي تظل في افق بعيد مثارالذكرى و الحنين0 نلجأ أليها في لحظات اليأس و الحقد و الغضب فتشملنا بالهناءة والغفران و تمنح ارواحنا العزاء و السلام في اناس فقدناهم0
ومباركة هى ليلة القدر
و كل عام وانتم جميعا بالف خير