رسالة إلى الحياة
أي بوح به القلوب تبوحُ
أم أي شجو به الطيور تنوحُ
إن في قلبي المسجى أبحرٌ
حالت دون زورقه صروحُ
إن في السماء عندي أنجم ٌ
حاصرتها في الدياجي سفوحُ
أنا السيف في نفسي يثور وإنما
حلت بالأيادي الممسكات جروحُ
***
آه هكذا ما يكون لقاء ٌ
نرتجي أن يكون فيمضي
نحسب الساعات فيه طوالاً
فإذاها ماضيات في طرف غمض ِ
ونخال الشطآن فيها رسوَّاً
فإذاها اقتتال بعض لبعض ِ
نحسب الدقات فيها شعاعاً
فإذا الدياجي موقفاتُ نبض ِ
***
أيها التحنان للماضي السّنِيِّ
سل القلب ما بال الحنين ِ؟
رابضاً في أعماق كهف شجيٍّ
خطفته غاضبات السنين ِ ؟
أين جدولاً سلسال يسري
يبريني من دموع الأنين ِ؟
أين شمس قد أتت بظلال ٍ
عانقت ناصعات اللجين ِ؟
***
أين أنت يا حياتي ردي
وأجيبي قلبيَ الحيرانا
أين نورك الذي عشت فيه
وأضئتي طيفه ألوانا
أين شمع منه أوقد قلبي
في دروبك ألفة وحنانا
أين كوناً كان رحباً فينا
ليس في صفحتيه سوانا
قد أذقناه من الصب لوناً
فأذاقنا من نبعه مهرجانا
***
اعبري يا موج شط حياةٍ
وتمادي بالشراع فوقك تاجا
أرجعي للعين بهجة عمر ٍ
يتهادى في ألقه وهاجا
أشعلى القناديل في كل طرفٍ
وأضيئي من الجمال سراجا
فأنا خاطر في كل نفس ٍ
يتسامى للعلا أبراجا
وسقيم إنْ ما أعياه وصبٌ
فاسقيه فإن منك العلاجا
***
المشرقي الإسلامي
12/12/2005