دخلت القاعة و عيناي تبحث عنها هنا و هناك
رايتها جالسة في المقعد الأول
كان المقعد المجاور لها فارغا
للحظات فكرت أن أذهب لأجلس بقربها و لكن حيائي منعني من ذلك
مشيت الهوينا حتى وصلت أمامها لأصبح عليها
فترد علي بصوت ملائكي و إبتسامة عذبة أنستني الدنيا و ما فيها
إتخذت مكانا لي غير بعيد عنها لكي يتسنى لي التمتع بوجهها البريء
و عينيها العسليتين
في الطابور الصباحي و أثناء تحية العلم، كانت أمامي
لازالت رائحة شعرها لا تفارق أنفي
بل إني أجزم أنني لم أستنشق شيئا آخر بعدها
واصلت التمعن في قسمات وجهها الدري
سبحان الذي خلق فأبدع
دخلت المعلمة الفصل لنقف لها و نفيها التبجيلا
و ذلك من مبدأ أنها كادت أن تكون رسولا
ألقت نظرة فاحصة على التلاميذ
بينما أنا كنت غارقا بعدُ في تأمل محبوبتي
,كزة صغيرة من جليسي بمرفقه نبهتني إلى أن المعلمة تخاطبني
إلتفت نحوها، لأجدها تأمرني بأن أنتقل لأجلس في مكان آخر !!!
و أي مكان !!!
بقرب حبيبتي !!!
هل أنا أحلم !!!
بسرعة لملمت أقلامي و إنطلقت لا ألوي عل شيء سوى تنفيذ أمر معلمتي
علما بأني كنت آخر من ينفذ بسرعة !
اتخذت مقعدي بقربها و قد ابتسمت لها إبتسامة أظنها من أجمل إبتساماتي
لتبادلني هي إبتسامة أخرى سرحت بي بعيدا
أدخلتني مدن ألف ليلة و ليلة
و حلمت أنها الورد في الأكمام و أنا فارس هذا الزمان
ياااااااه، هل تبادلني نفس المشاعر ؟؟!!
كان هذا مقعدي منذ يومها
يوميا كنت أجلس بجنبها أتمتع بحسنها و أستمتع بعذب حديثها
و يوميا أكتشف العديد من نقاط الإتفاق بيني و بينها
أحسست أنها تبادلني نفس الشعور
حلمت باليوم الذي سيجمعنا مع بعض
بعيدا عن كل رقيب و عاذل
عشنا اياما من أجمل الأيام
و سعادة لا تضاهيها سعادة
يمر اليوم و كأنه ومضة برق
ننتظر الغد بفارغ الصبر لنلتقي فنتحدث عن هذا و ذاك
نتشارك في إعداد البحوث و الدروس التي تطلبها منا معلمتنا
أيام حلوة شابتها البرائة و قدسها الـ .. حب !!
كانت أول قصة حب لي
الآن بعد مضي عشرين عاما على ذلك
لا زلت أتذكر تلك الأيام
فأضحك مليا و أتسائل أين حط رحلك يا سُنية !!!