قراءة فى كتاب المعادن النفيسة
قراءة فى كتاب المعادن النفيسة
الكتاب بلا مؤلف وهو ليس عن المعادن بالتأكيد وإنما عن معادن الناس وفى المقدمة تحدث المؤلف عن انقسام الناس لأتقياء هم أهل المعادن النفسية وكفار هم أهل المعادن الأخرى وهو تشبيه خاطىء لأن كل المعادن فى النهاية نافعة مفيدة للناس وأما الناس فمنهم النافع والضار وفى هذا قال :
"أما بعد:
أحبتي في الله: اتقوا الله الذي خلقكم للعبادة، فقال: { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون * ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون * إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين } ، ووعدكم بالزيادة فقال: { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها } وقال: { من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه } وكرمكم وفضلكم على كثير ممن خلق تفضيلا. فقال: { ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا }
فاحرصوا على أن تكونوا من أهل المعادن النفيسة الذين يتميزون بالقلوب النفيسة، والأقوال النفيسة، والأعمال النفيسة، والأخلاق النفيسة، والحياة النفيسة؛ فإن الناس معادن؛ منهم من معدنه نفيس، ومنهم من معدنه خسيس، ومنهم الطيب، ومنهم الخبيث، ومنهم المؤمن، ومنهم المنافق، ومنهم المسلم، ومنهم الكافر، فريق في الجنة وفريق في السعير."
وتحدث المؤلف عن أهل المعادن النفسية محاولا تعريفهم فقال:
"من هم أهل المعادن النفيسة؟
أهل المعادن النفيسة هم الذين ذاقوا طعم الإيمان؛ إذ رضوا بالله ربا وبمحمد رسولا وبالإسلام دينا. يقول (ص): «ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبمحمد رسولا وبالإسلام دينا»، وهم الذين وجدوا حلاوة الإيمان؛ لأنهم أحبوا الله ورسوله وأحبوا الله وكرهوا الكفر والمعصية. يقول (ص): «ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار»، وهم الذين كملوا إيمانهم واستمسكوا بالعروة الوثقى؛ لأنهم أحبوا لله وأبغضوا لله ووالوا في الله وعادوا في الله.
يقول (ص): «أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله»، ويقول: «من أحب في الله وأبغض في الله ووالى في الله وعادى في الله فقد استكمل الإيمان».
وأهل المعادن النفيسة هم أهل الإيمان القوي الذي لا تزعزعه الأهواء ولا الشهوات ولا الشبهات ولا تضعفه المعاصي. وقد وصف الله به الصحابة فقال: { محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا } وأثنى الإسلام على المؤمن القوي؛ يقول (ص): «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز»."
الحديث لا يصح فالمسلمون لا ينقسمون لقوى وضعيف ولكنهم كلهم أقوياء أى أعزة كما قال تعالى :
"أعزة على الكافرين"
فالمسلم قد يكون ضعيف البنية ومع هذا يجاهد فيكون أفضل من القوى البنية ومن ثم فالقسمة هى إلى مجاهدين وقاعدين وليس لأقوياء البنية وضعافها ثم قال:
والمعادن النفيسة هم أهل الفقه في الدين الذين أراد الله بهم الخير؛ لأنهم يريدون الخير لأنفسهم ولغيرهم. يقول (ص): «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين». ومفهوم الحديث أن من أراد الله به شرا لم يفقهه في الدين، وإنما فقهه في دنياه مع جهله بدينه. وأهل الفقه هم وارثو الأنبياء، وهم سالكو طريق الجنة؛ ففي الحديث: «من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة». والفقه كرم لصاحبه ونور ورحمة وهداية وثبات. قال الصحابة: يا رسول الله، من أكرم الناس؟ قال: «أتقاهم» قالوا: ما عن هذا نسألك قال: «يوسف بن نبي الله بن نبي الله بن خليل الرحمن» قالوا: ما عن هذا نسألك قال: «فعن معادن العرب تسألوني، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا»."
الحديث خاطىء فليس الخيار فى الإسلام الخيار فى الجاهلية فخيارهم تاريخيا فى الجاهلية كأبى لهب وأبى جهل كفروا وكذلك معظم قادتهم كانوا كفارا ولم يسلم منهم سوى القليل ولا أحد يعرف هل كان إسلام القلة القليلة من القادة هو تقية وخوفا أم لا خاصة أنهم كانوا من القاعدين عن الجهاد مع حروبهم للإسلام إلا نادرا والخطأ الأخر تفضيل بويف(ص) على بقية الرسل(ص) وهو ما يخالف أن عقيدة المسلم فى الرسل واحدة وهى عدم تفضيل أحد منهم على الأخر كما قال تعالى"
" لا نفرق بين أحد من رسله"
ثم قال :
"والمعادن النفيسة هم المصلحون الذين أصلح الله بهم القلوب فلم تشبع من كلام الله، ولم تمل من ذكره، ولم تتعب من طاعته، وأصلح الله بهم الجوارح والمجالس، وجعلهم الله أمنا من العذاب، وأمنا من الهلاك، وأمنا من النقص."
هذا بعض من صفات المؤمنين فى القرى، ولم يذكرها المؤلف كلها وفى بقية الكتاب اقتصر المؤلف على صفة واحدة وهى الغيرة فقال:
"والمعادن النفيسة هم أهل الغيرة الذين اصطفاهم الله واجتباهم للدفاع عن الدين ونصر المؤمنين وحفظ الأموال والأعراض ومحاربة الشياطين والإنكار على المفسدين، وأهل الغيرة هم الذين ينشرون الفضائل ويحذرون من الرذائل، وهم الذين يتعاونون على البر والتقوى، ويحذرون من التعاون على الإثم والعدوان، وهم الذين يحبون الصالحين، ويدعون الله لهم بالثبات على الطاعات وبالحفظ من السيئات، وهم الذين يبغضون الفاسقين ويقولون: { حسبنا الله ونعم الوكيل } ، وأهل الغيرة هم الذين حققوا قول الله عز وجل: { إنما المؤمنون إخوة } وحققوا قوله (ص): «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر».
والغيرة صفة من صفات الله تعالى؛ إذ يغار الله على محارمه؛ لأنه تعالى جعل الطاعة له وحده فلا يشاركه فيها أحد، فمن عصى الله وأطاع غيره غار الرب عليه؛ لأنه لا يرضى لعباده الكفر ولا يرضى لهم المعصية. يقول (ص): «إن الله يغار وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله عليه»، ويقول: لا شيء أغير من الله تعالى، والله يغار على التوحيد حتى لا يشاركه فيه أحد، فقال: { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } ، وأهلك فرعون الذي ادعى الربوبية والألوهية، ويغار على الصلاة؛ إذ يقول عن أهل النار: { ما سلككم في سقر * قالوا لم نك من المصلين } ويغار على القلوب؛ فقد غار على قلب إبراهيم الذي طلب الولد فأحبه حبا عظيما حتى ابتلاه فيه ليخرج حبه من قلبه ويشتغل بحب الله فرأى في المنام كأنما يذبح هذا الولد ثم نجاه الله من الذبح، ويغار على الأعراض فحرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وعاقب عليها بأعظم العقوبات. يقول (ص): «ما من أحد أغير من الله، من أجل ذلك حرم الفواحش». ولما كسفت الشمس صلى بالناس صلاة الكسوف ثم قام فخطبهم وقال في خطبته: «يا أمة محمد، ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو أمته. يا أمة محمد، لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا ولضحكتم كثيرا». وذكر هذا الذنب بخصوصه لأنه يورث ظلاما في القلب فيظلم البدن بظلامه، وكذلك تظلم الأرض بظلام الشمس، وغار على عرض إبراهيم عندما قدم مصر في هجرته فاستدعى الفرعوني زوجة إبراهيم سارة وأرادها في عرضها، فلما مد يده إليها كف الله يده حتى يبست ونجى سارة من كيده وشره.
ويغار الله تعالى على أموال المسلمين؛ إذ حرم أخذها بغير حق، وشرع قطع اليد التي تسرق، وتوعد أهل الحرام بالإفلاس والنار والغضب وعدم استجابة الدعوة."
والخطأ هو أن الله يغار فالغيرة إحساس مخلوقاتى ومنهم البشر فالذى يغير يتصف بصفات لا تليق بالله كالغيرة من قوة غيره أو كثرة ماله والله ليس له كفء حتى يغار منه
وقسم المؤلف الغيرة لأنواع فقال :
"أنواع الغيرة
الغيرة ثلاثة أنواع:
غيرة العبد لربه أن تنتهك محارمه وتضيع حدوده، وهذه غيرة الملائكة وغيرة الأنبياء، وغيرة الأولياء الصالحين الذين يلتمسون رضا الله ويجتنبون غضبه، ويسخرون كل شيء لطاعته، ومن ذلك: غيرة جبريل - عليه السلام - ؛ إذ ورد أنه غار من فرعون عندما قال: { أنا ربكم الأعلى } وقال: { ما علمت لكم من إله غيري } فلما سمعه يقول: { آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين } كان جبريل يأخذ من تراب البحر ويدسه في فم فرعون خشية أن يقول كلمة يرحمه الله بها
وهذه الغيرة ليست انتقاما للنفس، وإنما هي غضبا لله وانتصارا لدينه."
الحديث خاطىء فتلك الغيرة تدل على أن جبريل ص)جاهل بأن الله لا يعرف ما فى قلب فرعون حقا كما تدلا على أن جبريل جاهل بحكم الله وهو أن التوبة عند الموت لا تنفع
|