قراءة فى كتاب تنبيه الغافلين عن عصمة المرسلين
قراءة فى كتاب تنبيه الغافلين عن عصمة المرسلين
زواج موسى (ص)ولماذا تزوج داود (ص)وسليمان(ص) كل هؤلاء النسوة؟!
المؤلف حمدي شفيق وهو من أهل العصر وهو يناقش قضية زواج بعض الأنبياء(ص) من خلال الاطلاع على الأقوال والنصوص المختلفة وفى هذا قال :
طمن المعلوم أن فهم الإسلام يحتاج إلى دراسة نصوص القران الكريم والأحاديث الصحيحة، على ضوء أقوال العلماء والمفسرين والفقهاء. لكننا نضيف أيضا أن كثيرا من الأمور تحتاج لفهمها أكثر - فضلا عما سبق- إلى معرفة وفهم الظروف التاريخية والحالة العامة للمجتمعات وقت نزول الرسالات .. وعلى سبيل المثال، فان الباحث غير المسلم سوف يدرك عظمة التشريع الإلهي في منع وأد البنات - أكثر - حين يعرف أن وأد البنات كان عادة إجرامية شائعة عند العرب وشعوب أخرى كثيرة –مثل الصينيين -قبل نزول القران الكريم ..
وذات الأمر في دراسة سير الأنبياء (ص) أجمعين وللأسف الشديد فان سوء فهم بعض التشريعات السماوية وأحوال الأنبياء أمر شائع لدى كثير من المسلمين في زماننا .. وإذا كان الآخرون الذين لم تبلغهم الرسالة على الوجه الصحيح لهم بعض العذر، فما هو عذر المسلم؟!! لماذا لا يسعى إلى تعلم أمور دينه خاصة في هذا العصر الذي توافرت فيه كل وسائل المعرفة بأيسر السبل؟!! لقد أتاحت الوسائل العلمية الحديثة- مثل الانترنت- لكل إنسان أن يتلقى العلم بكل أنواعه بدون حاجة حتى إلى الخروج من البيت، وبغير تكلفة تذكر و أعتقد أنه لا عذر لأحد في عدم تعلم ما لا يسعه الجهل به شرعا – بقدر ما يستطيع - في هذا العصر"
ويناقش الرجل زواج موسى (ص) من بنت الرجل الكبير مسميا إياه شعيب(ص) وما بين شعيب(ص) وموسى (ص)قرون متطاولة لأن شعيب (ص)كان قريب العهد بقوم لوط(ص) حيث قال لقومه" وما قوم لوط منكم ببعيد" كما انه ليس من ذرية إبراهيم(ص) ومن ثم فهو بعيد بعدا كبيرا زمنيا عن موسى(ص) ولم يسم الله حمى موسى(ص) شعيب وإنما وصفه بالرجل الكبير أى العجوز كما قالت ابنتيه" وأبونا شيخ كبير"
ناقش شفيق قول واحد من دعاة القنوات فقال:
|وبهذه المناسبة فقد سمع الناس بعض دعاة الفضائيات يتكلمون - بما لا يليق أبدا- حول ظروف زواج سيدنا موسى (ص)ببنت سيدنا شعيب (ص)إذ حاول هؤلاء تقريب الأمور إلى الأذهان بالتشبيه بما يحدث في المجتمعات المعاصرة ..
ونعيد هنا ما قلناه في مواضع أخرى عن ضرورة انتقاء الألفاظ، و التزام الحرص والأدب مع خيرة خلق الله، فهذا من ثوابت العقيدة وليس من نافلة القول، ومخالف ذلك على خطر عظيم يوم لا ينفع مال ولا بنون.
فمثلا: لا يجوز أبدا التعليق على اقتراح البنت على أبيها أن يستأجر موسى (ص)للقيام بالعمل بدلا منهما- لقوته وأمانته- على طريقة أن: " البنت أحبت الولد والولد أحب البنت أو أي كلام مشابه من هذا النوع!! ونصيحتي لمن يتكلمون بهذا الأسلوب أن يتوقفوا فورا عن مثل هذا الهذيان حتى لا يضللون العوام ويشجعونهم على الخوض في مقامات الأنبياء الرفيعة بهذا " الاستظراف" الرخيص.
و هذا الأسلوب لا يبرره الزعم بأنه: يجتذب الشباب إلى الالتزام بذلك كما يحسب المدافعون .. فإذا كان البعض لا يمكن جذبه ولا كسبه إلا بهذا الأسلوب السخيف، فالله هو الغنى عنه و عن جميع الخلائق .. ولن يلد الباطل حقا أو خيرا أبدا.
ثم ما أدراك أن موسى (ص)قد تزوج بهذه البنت - بالذات- التي اقترحت على أبيها أن يستعمل سيدنا موسى دون الأخرى؟!! لم يحدد القران الكريم من منهما التي جاءت لتدعو موسى باسم أبيها، و لا تلك التي قالت:" يا أبت استأجره". ولقد عرض عليه الأب أن يزوجه إحدى ابنتيه بدون تحديد أيضا لأي منهما .. إذن لا يوجد دليل قاطع على أن تلك التي تزوجها هي ذاتها التي اقترحت استئجاره، و لا يوجد حتى أي إجماع بين المفسرين بهذا الشأن
ثم أين ومتى وقع هذا الحب إذا كان موسى (ص)قد وصل- بالكاد- إلى" مدين" وسقى لهما الأغنام والإبل، ثم استراح قليلا في الظل، إلى أن أرسل إليه أبوهما ليدعوه إلى بيته و ليكافئه على معروفه وجاءت إليه إحدى البنتين تبلغه دعوة أبيها، ونص العلماء في كل التفاسير على أنها كانت عفيفة مستترة تغطى وجهها وتمشى بكل حياء وأدب إنه لم ير حتى وجهها، فكيف أحبها كما قد يتوهم البعض؟!!."
وشفيق هنا محق فى كل ما فاله عدا ما سبق مناقشته من أمر شعيب(ص)فلا يجوز الحديث حديث الشباب فى الشوارع عن القصة لأن الداعية حملها ما لا تحتمل وأفلخ شفيق فى بيان أخطاء الداعية وبعد ذلك استعرض شفيق الروايات فى الأمر فقال:
"ولنقرأ معا جانبا مما قال الإمام الطبري ، لأنه مفيد جدا أيضا في الرد على منكري النقاب الطاهر:": فجاءت موسى إحدى المرأتين اللتين سقى لهما تمشي على استحياء من موسى، قد سترت وجهها بثوبها وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا أبو السائب والفضل بن الصباح، قالا: ثنا ابن فضيل، عن ضرار بن عبد الله بن أبي الهذيل، عن عمر بن الخطاب ، في قوله: {فجاءته إحداهما تمشي على استحياء} قال: مستترة بكم درعها، أو بكم قميصها
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبو أسامة، عن حماد بن عمرو الأسدي، عن أبي سنان، عن ابن أبي الهذيل عن عمر ، قال: واضعة يدها على وجهها مستترة.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن نوف {فجاءته إحداهما تمشي على استحياء} قال: قد سترت وجهها بيديها.
قال: ثنا يحيى، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن نوف بنحوه حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن نوف {فجاءته إحداهما تمشي على استحياء} قال: قائلة بيديها على وجهها، ووضع أبي يده على وجهه.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون {فجاءته إحداهما تمشي على استحياء} قال: ليست بسلفع من النساء خراجة ولاجة واضعة ثوبها على وجهها. تقول {إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا "
وقال الإمام الرازي في تفسيره:" " وقال محمد بن إسحاق في البنتين اسم الكبرى صفورا، والصغرى ليا، وقال غيره صفرا وصفيرا، وقال الضحاك صافورا والتي جاءت إلى موسى (ص)هي الكبرى على قول الأكثرين، وقال الكلبي: هي الصغرى، وليس في القرآن دلالة على شيء من هذه التفاصيل.". انتهى.
لاحظ مقولة الإمام الرازي الأخيرة: وليس في القران دلالة على شيء من هذه التفاصيل).
ألا ترى معي أن هذا أدعى إلى التزام الحرص وعدم محاولة إضافة: (توابل وبهارات) إلى القصص القرانى بغير دليل قاطع؟!!"
والروايات ليس فيها شىء من الوحى فكلها كلام بلا دليل وهى متناقضة فتغطية وجهها مرة بملابس ومرة بيديها وأسماء الأختين غير متفق عليها والغريب أن شفيق الذى انتقد محاولة إضافة (توابل وبهارات) إلى القصص القرانى بغير دليل قاطع وقع فى نفس المحاولة حيث وصف مشى موسى(ص( أمام الفتاة فقال:
"وقد أمر موسى(ص) البنت أن تمشى خلفه وليس أمامه أو إلى جواره، حتى لا يتبادل معها النظرات أو الكلام الذي لا ضرورة له؟!.
فالنبي المعصوم لم يتجاذب معها أطراف الحديث - كما قد تتوهم بعض العقول القاصرة - وسار أمامها إلى أن وصل إلى البيت، فرحب به الأب، وأجلسه معه، وأطعمه، وعرف قصته مع فرعون وقومه .. ثم عرض عليه تزويجه إحدى البنتين بلا تحديد. ووافق موسى (ص)وهكذا تم الزواج بلا أية مقدمات "درامية " وهمية .. ولا يجوز أن يظن غير هذا بهؤلاء الأطهار"
ثم أتانا بكلام أخر لا نص فيه وهو أن زواج الرسل بوحى وكذلك زواج بناتهم فقال:
"ثم إن الأنبياء (ص) لا يتزوجون ولا يزوجون بناتهم إلا بوحي و أمر من الله تعالى، وليس لأن أحدا منهم – حاشا لله – قد وقع في غرام هذه أو تلك .."
وهو كلام من نفس فصيلة التوابل والبهارات التى رفضها من الغير ووقع فيها هو فكيف يكون الزواج بوحى وقد تزوج نوح(ص) كافرة ولوط(ص) كافرة وحتى محمد تزوج قبل نزول الوحى عليه بخمسة عشر عاما طبقا للتاريخ المعروف والسؤال الأخر كيف تتميز البنات على البنين وهم أولاد رجل واحد فغى الزواج؟
بالقطع لا يوجد زواج بوحى إلا زواج لبيان حرمة شىء كحرمة التبنى وأنه لا يثبت نسبا
|