قراءة في رسالة الانتخابات .... رؤية شرعية
قراءة في رسالة الانتخابات .... رؤية شرعية
الكتاب من منشورات الدعوة السلفية وقد استهل مؤلفه الحديث بالكلام عن خلط المفاهيم فقال :
"الحمد لله القائل في كتابه العزيز (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون) نعوذ بالله من تلك السبل .. و قبل الشروع في بيان حكم الانتخابات من الناحية الشرعية لا من الناحية السياسية!! والذي دعانا للكتابة في هذا الموضوع هو ما رأيناه من خلط و تلبيس و تدليس بين الحق والباطل ... بين الشورى والديمقراطية!! "
واستهل المنشور بالحديث عن معنى الديمقراطية فقال :
"وإليك البيان .. الديمقراطية جمع كلمتين: ( demos = الشعب)، ( kratos= السلطة) أي: سلطة الشعب!! أو حكم الشعب بالشعب!!
أي أن هذا الشعب هو الذي يسن القوانين لنفسه و يشرع التشريعات المناسبة له غير ملتفت إلى شرع الله! بحيث يكون الشعب هو نفسه السلطة التشريعية! و هو الإله المعبود!! و يتم ذلك بواسطة نواب البرلمان الممثلين للشعب! قال تعالى عن هؤلاء وامثالهم: (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم ياذن به الله ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم وإن الظالمين لهم عذاب أليم)"
بداية الدخول في بقية المنشور أقول أن الإسلام هو حكم الشعب بمعنى أن الشعب قد اختاره دينا فأى دين سواء سموه مذهبا أو دستورا أو غير ذلك يبدأ برضاء الشعب بالدين كما قال تعالى :
" فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"
وفى حالة دين الله الإسلام تنزع حرية الاختيار ممن اختاروه دينا لهم فيكون عليهم طاعة الله وحده كما قال تعالى :
"وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم"
وعرف المنشور الشورى فقال :
"أما الشورى فهي: النظر والترجيح في الأدلة - الكتاب والسنة - لمعرفة حكم الله في النوازل من الناحية الشرعية!!."
وهو تعريف خارج على الشرع فالشورى مختصة بناس وليس بالشرع كما قال تعالى :
" وشاورهم في الأمر"
وقال :
" ,امرهم شورى بينهم"
بمعنى أن القرارات في الموضوعات التى جعل الله فيها خيارات متعددة عائدة إلى اشتراك الناس في اختيار خيار منهم فمثلا في مسألة الخطبة يكون هناك تشاور بين الفتاة وأمها وأبيها واخوانها وأخواتها على حسب مكونات الأسرة فمن حق كل واحد أن يقول رأيه في المتقدم ويبقى القرار للفتاة حيث تختار بناء على دراسة أراء الأسرة ومثلا في مسألة الخطة الحربية يتشاور القائد وجنوده لرسم الخطة فيدلى كل واحد برأيه ويتم اختيار أحسن الخطط من قبل الكل ومثلا في مسألة القتل تتشاور الأسرة هل يقتلون القاتل أم يعفون عنه وفى حالة العفو هل يقبلون الدين أم لا
فالتشاور في النهاية هو اختيار خيار من خيارات متعددة كلها مباحة يتم البحث عن أحسنها للمسلمين ومن ثم فالشورى على نوعين:
الأول الشورى الخاصة بأناس محددين كالأسرة أو فريق من المجاهدين
الثانى الشورى العامة كاختيار والى للبلدة أو للدولة وهذه يشارك فيها كل مسلمى البلدة أو الدولة على حسب
وطبقا لتعريف المنشور للشورى يكون القوم قد انتهوا إلى حيث انتهى الكفار وهو أن الشورى خاصة بالعلماء أى بمن يسمونهم أهل الحل والعقد فالله بالإسلام أنهى على حكم النخبة ليعيدها القوم من جديد تحت مسمى أخر وهو أهل الحل والعقد وهو ما جعله الله سبب دخول الناس النار فقال :
"إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا خالدين فيها أبدا لا يجدون فيها وليا ولا نصيرا يوم تقلب وجوههم فى النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ربنا آتهم ضعفين من العذاب وإلعنهم لعنا كبيرا"
ومن ثم الشورى هى لكل المسلمين للضمير في في بينهم وشاورهم راجع لكل المسلمين فحكم المسلمين وهو ملكهم هو حكم جماع ىكله ينفذ فيه حكم الله كما سمى الله مسلمى بنى إسرائيل كلهم ملوكا فقال:
"وجعلكم ملوكا"
ووصف المنشور الانتخابات عن طريق النظام الديمقراطى بالكفر فقال :
"فإذا علمنا أن الانتخابات لا تتم ولا تتحقق إلا عن طريق النظام الديمقراطي و هو نظام كفري - عياذا بالله - فما بني على باطل فهو باطل! قال تعالى: (أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين)، و قال تعالى: (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله)."
والانتخابات الحالية في كل دول العالم هى خروج صريح على الإسلام لأنها تكرس حكم النخبة أو الصفة الغنية والوصولية أى السادة والكبراء
ولأنها تقوم على تزكية النفس وهو ما يسمى الترشح مخالفة قوله تعالى :
" فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بما اتقى"
وتحدث المنشور عن مفاسد النظام الانتخابى فقال :
مفاسد النظام الانتخابي باختصار!!
أولا عدم تحكيم شرع الله: ذلك لن النظام الانتخابي يملك الشعب السلطة التشريعية من دون الله!! و هذا بحد ذاته كفر - عياذا بالله - قال العزيز الحكيم: (أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون)، و قال العليم الحكيم: (إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه)، و قال أحكم الحاكمين: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون).
1 - و في ذلك فتح باب الادعاء بأن الشريعة ناقصة وادعاء أنها لا تقوم بكل مهام الأمة .. والا فما قيمة البحث عن تشريعات جديدة!! و هذا كله مخالف و مناقض لقوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا).
واعلم أخي في الله .. أن هذه المجالس هي نفسها مجلس الآلهة!! التي كانت عند الأمم الوثنية الهالكة من الإغريق والرومان!! - نعوذ بالله من الكفر والخذلان!! - فجعل دعاة الانتخابات - أشعروا أم لم يشعروا - الكتاب والسنة لا يستطيعان أن يقدما الحلول في مثل هذه القضايا!! قال الله تعالى عن مثل هؤلاء وامثالهم: (أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون).
2 - الاستهزاء بالكتاب والسنة و جعلهما رأيا من الآراء قابلان للأخذ والرد .. و للقبول والرفض!! و هذا الذي يحصل في المجلس التشريعي تماما! و قد نهى الله عن مجالسة من هذا حالهم قال تعالى: (وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا).
3 - و زد على ذلك تبني المبدأ العلماني " فصل الدين عن الدولة!! " - شعر بذلك دعاة الانتخابات أم لم يشعروا!! - و بيان ذلك أن يقال: أن النظام الانتخابي يحمل في طياته بل من مبادئه!! أن مصدر السلطة سواء أكانت تشريعية ... أم تنفيذية ... أم قضائية هو الشعب ... لا دخل للكتاب والسنة فيها!! رضي بذلك الإسلاميون أم لم يرضوا .. نعوذ بالله من الخذلان.
4 - ناهيك عن إخضاع كل شيء يطرحه النواب للتنفيذ لعملية التصويت بحيث يكون المعتبر في المجلس الأغلبية فقط و لو كانت غوغائية .. و لو خالفت الكتاب والسنة!! و هذا تأصيل باطل يؤدي حتما إلى باطل، قال تعالى: (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله)، و قال العليم الحكيم: (وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين).
آلله أمر بذلك ... أم على الله تفترون؟!
5 - تسوية النظام الانتخابي بين صوت المسلم والكافر!! والعالم والجاهل!! والرجل والمرأة!! وقد سمعنا من يسوغ هذا ويقول بأن التسجيل للانتخابات واجب ديني .. وحكمها حكم الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم!! فاعلم يا عبد الله أن هذا كله باطل حرام لأن الله فرق بين شهادة - صوت!! المسلم والكافر .. والعالم والجاهل .. والرجل والمرأة!! قال العزيز الحكيم: (أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار)، و قال سبحانه: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب)، و قال اللطيف الخبير: (واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء)، وقال عز و جل: (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون)، وقال أحكم الحاكمين: (أفنجعل المسلمين كالمجرمين)، فكيف نساوي بين من فرق بينهم العزيز الحكيم ما لكم كيف تحكمون؟! فتنبه .. و لا تكن من المعرضين!!"
وما قاله القوم هنا صحيح في معناه ومضار الانتخابات معروفة فهى تكريس لحكم الأغنياء ومنافقيهم كى يستولوا على ثروات البلد ويتصرفون فيها على هواهم
وتحدث المنشور عن الغايات والوسائل فقال :
"بين الغايات ... والوسائل!!
ثانيا: تبني الفكرة اليهودية القائلة بأن الغاية تبرر الوسيلة!! و بيان ذلك: أن الغاية فيما يزعمه دعاة الانتخابات هو اصلاح العباد والبلاد!! فيستخدمون الوسيلة المحرمة - الانتخابات - لتحقيق ذلك و هذا في حد ذاته مخالف للقاعدة الشرعية الصحيحة " الوسائل تأخذ أحكام المقاصد - يا أهل المقاصد!! - " أي أنه إذا كان المقصد حلال فالوسيلة يجب أن تكون حلالا أيضا .. - نعوذ بالله من زمان أصبحت فيه الوسائل غايات!! والغايات وسائل!! فتنبه و لا تكن من الغافلين! و فوق كل ذلك إن الأخذ بالنظام الانتخابي معناه " قضاء على الغاية بالوسيلة! " ذلك أن الغاية في النظام الانتخابي إقامة حاكمية الله - زعموا!
|