نظرات فى مجلس ابن هزارمرد الصريفيني
نظرات فى مجلس ابن هزارمرد الصريفيني
الكتاب من كتب الحديث وهو يذكر عدة أحاديث متنوعة الموضوعات لا رابط بينها وقد استهله من سمعه ذاكرا سند المجلس أى الكتاب فقال:
"أخبرنا الشيخ الإمام بقية المشايخ فخر الدين أبوالحسن علي بن أحمد بن عبدالواحد ابن البخاري المقدسي قراءة عليه وأنا حاضر قال: أخبرنا الإمام تاج الدين أبواليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي قراءة عليه ونحن نسمع قال: أخبرنا أبوعبدالله الحسين بن علي بن أحمد المقرئ سبط أبي منصور الخياط قراءة عليه ونحن نسمع في الحادي عشر من رمضان سنة ثلاثين وخمسمئة ببغداد قال:حدثنا أبومحمد عبدالله بن محمد بن عبدالله بن عمر بن أحمد بن المجمع المعروف بابن هزارمرد الصريفيني قراءة عليه وأنا أسمع في رجب سنة ثلاث وستين وأربعمئة قال"
وأول الأحاديث هو :
(1) أخبرنا أبوالحسين محمد بن عبدالله بن الحسين بن محمد بن عبدالله بن هارون الدقاق المعروف بابن أخي ميمي قراءة عليه وأنا أسمع في قطيعة الدقيق في سنة تسعين وثلاثمئة: حدثنا عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز البغوي إملاء من كتابه يوم الجمعة لست بقين من شعبان سنة سبع عشرة وثلاثمئة قال: حدثنا أبوعبدالله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني رحمة الله عليه: حدثنا إبراهيم بن خالد الصنعاني: حدثنا رباح، عن معمر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:
كان رسول الله (ص) حين قبض مسندا ظهره إلي، فدخل عبدالرحمن بن أبي بكر عليه وفي يده سواك، فدعا به النبي (ص)فأخذت السواك فطيبته ثم دفعته إليه، فجعل يستن به، فثقلت يده عليه وهو يقول: «اللهم في الرفيق الأعلى » قالت: ثم قبض رسول الله (ص)وهو بين سحري ونحري."
هذه هى الرواية الأشهر فى وفاة النبى(ص) ومن الجائز وقوعها مع اختلاف الروايات وتناقضها في أخر ما نطق به فمرة الصلاة ومرة الصلاة وما ملكن أيمانكم وما شابه ذلك وإن كان المعقول أن يقول لا إله إلا الله أو فى الرفيق الأعلى
(2) أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبدالله بن أخي ميمي: حدثنا عبدالله هو البغوي: حدثنا داود هو ابن رشيد: حدثنا الوليد بن مسلم، عن أبي غسان محمد بن مطرف، عن زيد بن أسلم، عن علي بن الحسين، عن سعيد بن مرجانة، عن أبي هريرة،عن رسول الله (ص)قال: «من أعتق رقبة أعتق الله عز وجل بكل عضو منها عضوا منه من النار، حتى فرجه بفرجه»."
الخطأ أن ثواب العتق فكل عضو بعضو وهو ما يخالف أن أى عمل مالى ثوابه سبعمائة حسنة أو الضعف كما قال تعالى:
"مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء "
(3) أخبرنا أبوالحسين محمد بن عبدالله بن أخي ميمي وأبوحفص عمر بن إبراهيم بن أحمد الكتاني قالا: حدثنا عبدالله بن محمد البغوي: حدثنا أبوخيثمة زهير بن حرب: حدثنا وكيع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبدالله بن عمرو قال:
قال رسول الله (ص): «إن الله لايقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا».
الخطأ هلاك العلم ممثلا فى نزع العلم بموت العلماء وهو ما يناقض أن العلم محفوظ عاش العلماء أو ماتوا كما قال تعالى :
"إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافطون"
4) حدثنا أبوحفص الكتاني إملاء رحمه الله: حدثنا عبدالله هو البغوي: حدثنا شيبان بن فروخ: حدثنا سلام بن مسكين: حدثنا عقيل بن طلحة السلمي، عن أبي جري الهجيمي أنه قال:
يا رسول الله، إنا قوم من أهل البادية، فنحب أن تعلمنا عملا لعل الله عز وجل ينفعنا به، فقال: «لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، ولو أن تكلم أخاك ووجهك إليه منبسط، وإياك وتسبيل الإزار فإنها من الخيلاء، والخيلاء لا يحبها الله عز وجل، وإذا سبك رجل بما يعلم فيك فلا تسبه بما تعلم منه، فيكون أجر ذلك لك ووباله عليه».
الحديث صحيح المعانى
(5) حدثنا أبوحفص عمر: حدثنا عبدالله هو البغوي: حدثنا عبدالأعلى بن حماد يعني النرسي: حدثنا حماد بن سلمة، عن محمد بن واسع وأبي سورة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله (ص): «من ستر أخاه المسلم ستره الله يوم القيامة، ومن نفس عن أخيه كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب الآخرة، والله عز وجل في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه».
الخطأ أن تنفيس الكربة ثوابه تنفيس كربة من كرب القيامة وهو ما يخالف أن الثواب عشر حسنات كما قال تعالى :
"من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
ولو سار هذا الجزء مع بقية الحديث دون ذكر كربة من كرب بالقول نفس الله عنه طربه يوم القيامة لكان صحيح المعنى ولكن الواضع وضع الجزء للضحك علينا
(6) أخبرنا أبوالقاسم عبيدالله بن محمد بن إسحاق بن سليمان بن مخلد بن حبابة قراءة عليه وأنا أسمع: حدثنا عبدالله بن محمد البغوي: حدثنا علي بن الجعد: أخبرنا شعبة، عن ثابت، عن أنس،
عن رسول الله (ص)قال: «لا يتمنى أحدكم الموت من ضر أصابه، فإن كان لابد فاعلا فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي».
الحديث صحيح المعنى
7) حدثنا أبوطاهر محمد بن عبدالرحمن بن العباس بن عبدالرحمن بن العباس المخلص إملاء: حدثنا أبوالقاسم عبدالله بن محمد البغوي: حدثنا هدبة بن خالد أبوخالد القيسي: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب قال:
قرأ رسول الله (ص) هذه الآية: { للذين أحسنوا الحسنى وزيادة } قال: «إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادى مناد: يا أهل الجنة، إن لكم عند الله عز وجل موعدا يريد أن ينجزكموه، فيقولون: ما هو؟ ألم يثقل موازيننا ويبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة ويجرنا من النار؟ فيكشف الحجاب فينظرون إلى الله عز وجل، فما شيء أعطوه أحب إليهم من النظر إلى الله عز وجل، وهي الزيادة».
الخطأ رؤية الله يوم القيامة وهو ما يخالف أن معنى ذلك أن يحل الله فى جسم مادى حتى يمكن رؤيته والله ليس له جسم كخلقه ومعناه أن يحل فى مكان وهو الجنة والله لا يوجد فى مكان كخلقه لأنه هذا يناقض قوله تعالى:
" ليس كمثله شىء"
والسؤال :
لا يوجد فى الوحى موعد عن رؤية الله وإنما الموعد أو الوعد هو دخول الجنة كما قال تعالى :
"وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات "
والوعد الأخر وعد الكفار النار كما قال :
"وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم"
(8) حدثنا أبوطاهر محمد بن عبدالرحمن المخلص إملاء: حدثنا أحمد بن عبدالله بن سيف أبوبكر: حدثنا عمر بن شبة: حدثنا يوسف بن عطية: حدثنا هشام القردوسي، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة،
أن رسول الله (ص)لم يتم صوم شهر بعد رمضان إلا رجب وشعبان."
الخطأ صوم النبى(ص) لرجب وشعبان وتشريع صوم غير رمضان هو كلام لم يحدث من النبى(ص) لأنه يعلم أم الافطار أكثر ثوابتا من الصوم فالصوم إذا اعتبرناه عمل صالح فى غير رمضان وغير الكفارات لكان ثوابه عشر حسنات وأما الافطار بوجبتى الفطار والغداء وشرب مرتين بأربعين حسنة كما قال تعالى:
" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
9) أخبرنا أبوالقاسم عبيدالله بن محمد بن إسحاق بن حبابة قراءة عليه وأنا أسمع: حدثنا عبدالله بن محمد البغوي: حدثنا مصعب بن عبدالله: حدثنا عبدالعزيز بن محمد الدراوردي، عن عبيدالله بن عمر، عن ثابت البناني، عن أنس،
أن رجلا كان يلزم قراءة { قل هو الله أحد } في الصلاة مع كل سورة هو وأناس من أصحابه، فقال له رسول الله (ص): «ما يلزمك هذه السورة ؟» قال: إني أحبها قال: «حبها أدخلك الجنة»."
الخطأ تمرار سورة فى كل صرى وهو ما يناقض وجوب قراءة القرآن كله كل يوم ما تيسر كما قال تعالى :
"فاقرءوا ما تيسر من القرآن"
فالغرض من القراءة وهى الصلاة هو تعلم أحكام الدين وهو لا يتحقق بسورة واحدة
(10) أخبرنا أبوالقاسم عبيدالله بن محمد بن حبابة: حدثنا عبدالله: حدثنا مصعب: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن سفيان بن سعيد، عن عبدالملك بن عمير، عن هلال مولى ربعي، عن ربعي، عن حذيفة،
عن رسول الله (ص)قال: «اقتدوا باللذين من بعدي: أبي بكر وعمر» "
الخطأ الأول العلم بالغيب الممثل فى حياة المذكورين فى القول بعده وهو ما يخالف أنه لا يعلم الغيب مصداق لقوله تعالى :
"ولا أعلم الغيب "
والخطأ الثانى هو مطالبة المسلمين بالإقتداء والإهتداء بالمذكورين فقط وكأن الصحابة الأخرين كلهم مضلون يضلون الناس وكأنهم لم يتعلموا منه مثلهم مثل المذكورين منه وإنما الاقتداء بالهدى وهو الوحى المنزل كما قال تعالى :
" فبهداهم اقتده"
(11) حدثنا أبوحفص الكتاني: حدثنا سعيد أخو زبير: حدثنا إسحاق: حدثنا عبدالرزاق: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، أن رسول الله (ص)رأى على عمر قميصا أبيض فقال: «أجديد قميصك هذا أم غسيل؟» فقال: حسبت أنه قال: غسيل، فقال النبي ?: «البس جديدا وعش حميدا ومت شهيدا».
الخطأ العلم بالغيب الممثل فى حياة استشهاد عمر بعده وهو ما يخالف أنه لا يعلم الغيب مصداق لقوله تعالى :
"ولا أعلم الغيب "
|