قراءة فى كتاب مساوئ الفرقة
قراءة فى كتاب مساوئ الفرقة
المؤلف محمد الحسينى الشيرازى والكتاب يدور حول انقسام مسلمى العصر وقد استهله بالحديث عن وسائل الاحتلال الكفرى لبلاد المسلمين كفرض الحكام الجبابرة على كل بلد للتفرقة بينهم وعدم قيام دولتهم الواحدة فقال :
"من أساليب الاستعمار
قال الله تعالي: "ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم" .
لقد خرج العراق من أيدي المسلمين الذين يشكل الشيعة (85%) منهم ووقع بسبب الحوادث الأخيرة التي حدثت في الشرق الأوسط بيد الغربيين وهم الآن يديرونه ويحكمون قبضتهم عليه، ولكن بواسطة أذنابهم البعثيين المتسلطين علي الحكم.
ومن المعلوم أن مخطط الغربيين يبتني دائما علي فرض الحاكم المتجبر حتي إذا لم يرضه الشعب المسلم؛ لأن المستعمرين يريدون من الحاكم في البلاد الإسلامية أن يكون لهم كالبقرة الحلوب؛ لذلك فانهم إذا ما شعروا يوما بأن صداما كمثال لم يستطيع تنفيذ ما يخططون له فانهم اما أن يقتلوه ويأتون بغيره، أو يقومون بواسطة أذنابهم الآخرين بانقلاب عسكري يقتلون من خلاله الحاكم العميل ويأتون بحكومة تغاير حكومته ولو كانت مائلة إلي الاعتدال نسبيا، كما قاموا بذلك في تركيا.
ومشاكل البلاد الإسلامية حاليا ازدادت بدرجة كبيرة، بحيث أصبحت القوانين والمقررات التي تحدد مسير الدولة داخليا وخارجيا تأتي من الغرب، وبعض السبب في ذلك يقع علي عاتق المسلمين أنفسهم؛ لأنهم لا يهتمون بالتوعية والتثقيف وتنظيم أمورهم لكي يأخذوا بزمام إدارة بلادهم بأيديهم. ومن الواضح إذا لم يهتم الإنسان لحل مشاكله ويبدي جانب العجز في إدارة أموره سيعطي للآخرين الفرصة للتدخل في شؤونه وأخذ زمام الأمر من يده."
وكلمة الاستعمار كلمة استعمالها خاطىء فى الفقرة فهو تخريب وليس تعمير وتحدث عما أسماه سقوط وانحطاط الناس فى منطقتنا فقال :
"السقوط والانحطاط:
هناك صفتان إذا اتصف بهما أي مجتمع فانه سيؤول إلي السقوط والانحطاط، وهاتان الصفتان قد اجتمعتا عند بعض المسلمين أخيرا.
الأولي: النزاع
لقد استفحلت هذه الظاهرة في بعض المجتمعات الإسلامية بشكل عجيب، بحيث لا تراهم إلا في نزاع دائم فيما بينهم، مما أدي ذلك إلي اتحاد الشرق والغرب ضد المسلمين، وصاروا يتلاعبون بهم ويحركونهم ذات اليمين وذات الشمال كسحاب الربيع الذي تتقاذفه الرياح وتفرقه هنا وهناك ويعملون في بلادهم ما شاءوا من دون أي مانع أو رادع."
وحدثنا عن أصول الفرقة حيث كل فريق فى بلادنا يربى أولاده على كراهية غيرهم وحكى لنا حكاية عن أحداث جرت فقال :
بذور التفرقة
ذات يوم كنا بصحبة الشيخ عبد الزهراء الكعبي الله عليه ذاهبين لزيارة مرقد الشهيد الحر الرياحي مشيا علي الأقدام، وذلك في الفترة التي كان زوار العتبات المقدسة يتوافدون بشكل مكثف من إيران وغيرها إلي العراق للزيارة، وفي أثناء ذلك مرت بجوارنا عربة يجرها اثنان من الخيول تحمل مجموعة من البدو، فصاح أطفال تلك المنطقة بصوت واحد (حاج عرب موش ميخورد) ومضمونها (العرب يأكلون الفئران) ثم مشينا مقدار من الطريق فمرت عربة أخري فيها مجموعة من الزائرين الإيرانيين، فصاح أطفال تلك المنطقة وأطلقوا كلاما أيضا مخالف وغير صحيح لإهانة الزائرين.
أنظر .. في هذه المسافة القصيرة كم تتحسس بذور التفرقة والنزاع بين المسلمين، إنها سياسة استعمارية لإثارة النعرات فقد بذرت بهذا الشكل في بلادنا وصار بعض أبناءنا وأطفالنا وسيلة لتنفيذها بسبب عدم الوعي والثقافة .. ومن الواضح أن هذا الكلام السيئ وإن كان قد صدر من أطفال إلا أنه من شأنه أن يثير حفيظة الآخرين وبسبب عدم الوعي أيضا، وهكذا يبعثهم للمقابلة بالمثل وتستمر هذه التصرفات السيئة وتنعكس في جوانب أخري من الحياة حتي تتحول الأمة الواحدة التي رفع الإسلام الحواجز النفسية والأرضية منها إلي أمم مشتتة متفرقة البعض يتهجم علي البعض الآخر ويسخر منه وقد قال تعالي: "يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسي أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسي أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الإسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون" ومعلوم أن هذا السلوك يؤدي إلي ضعف الأمة وانهيارها، ويوقعها لقمة سائغة في فم الاستعمار الذي ما فتئ يخطط لتنفيذ هذه الأساليب والخطط.
وقد قال تعالي: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا" "
ما لا حظه الرجل فى زيارة هى الأخرى لا أساس لها فى الدين هو أمر طبيعى فالناس نتيجة الأحقاد التاريخية يورثون أولادهم أحقادهم ولا يربونهم على وحى الله
وحدثنا عن أهل العنف وهم العسكر ومن يستعينون بهم من أهل الجريمة يخدعون شعوبهم فقال:
"الثانية: العنف والتهور
الناس بطبيعتهم لا يميلون إلي الأفراد العنيفين وسيئي الأخلاق ولا يجلونهم بملء اختيارهم، وإذا حدث وأن استطاع بعض أصحاب القدرة والعنف استغفال وخداع مجموعة من الناس لفترة. فان أوراقهم سرعان ما تنكشف وينقلب الأمر عليهم وينفض الناس من حولهم إن لم ينقلبوا عليهم.
ونحن نري الإسلام الذي بقي لحد الآن، وسيبقي إلي أبد الدهر إنما هو بسبب مجموعة من الخصائص والسمات الفريدة، منها دعوته السليمة حيث استطاع النبي الأكرم (ص) والأئمة الأطهار عليهم السلام أن يدخلوا الإسلام في قلوب الناس عن طريق الكلام اللين، ومكارم الأخلاق التي يدعو إليها الإسلام حيث يقول تعالي: "فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك" .
وقد جاء في بعض التفاسير عن لين وحسن خلق الرسول الأعظم (ص):
«معناه ان لينك لهم مما يوجب دخولهم في الدين لأنك تأتيهم مع سجاحة أخلاقك وكرم سجيتك بالحجج والبراهين "ولو كنت" يا محمد "فظا" أي جافيا سيئ الخلق "غليظ القلب" أي قاسي الفؤاد وغير ذي رحمة ولا رأفة "لانفضوا من حولك" أي لتفرق أصحابك عنك ونفروا منك ... » .
ويقول الله تعالي في آية أخري: "واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين" .
فيأمر النبي (ص) بأن يلين جانبه ويتواضع لهم ويحسن معاملتهم، لأن تواضع القادة وحسن معاملتهم من شأنها أن تزيد محبة الناس وتشدهم إليهم أكثر"
وحدثنا عن اللين فى التعامل فحكى لنا حديثا باطلا فقال :
من سيرة الرسول الأعظم (ص)
"عن الإمام أمير المؤمنين أنه قال: «ان يهوديا كان له علي رسول الله (ص) دنانير فتقاضاه. فقال له: يا يهودي ما عندي ما أعطيك.
فقال: فاني لا أفارقك يا محمد حتي تقضيني.
فقال: إذا أجلس معك، فجلس معه حتي صلي في ذلك الموضع الظهر والعصر والمغرب والعشاء والآخرة والغداة، وكان أصحاب رسول الله (ص) يتهددونه ويتواعدونه، فنظر رسول الله (ص) إليهم فقال: ما الذي تصنعون به؟
فقالوا: يا رسول الله يهودي يحبسك؟!
فقال (ص)لم يبعثني ربي عز وجل بأن أظلم معاهدا ولا غيره، فلما علا النهار قال اليهودي: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وشطر مالي في سبيل الله، أما والله ما فعلت بك الذي فعلت إلا لأنظر إلي نعتك في التوراة، فإني قرأت نعتك في التوراة: محمد بن عبد الله مولده بمكة ومهاجره بطيبة وليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب ولا متزين بالفحش .. » ."
الحديث باطل والخطأ الأول فيه هو استدانة النبى(ص) من يهودى وهو ما يخالف أن الأنصار كانوا يعطون المهاجرين ومنهم النبى(ص) ما يريدون حتى ولو كانوا يحتاجونه وهو قوله تعالى :
" ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة"
والخطأ الثانى دخول اليهودى المسجد ووجوده فيه طول اليوم وكأن الرسول(ص) والمؤمنون به أناس لا عمل لهم فى مهن كالزرع والتجارة وغيرها وهو ما يخالف أن المسجد لصلاة المسلمين لا يدخله سوى مصل أى ذاكر لله كما قال تعالى :
" فى بيوت اذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه"
فالحديث اتهام للمسلمين بأنهم قوم تنابلة لا يعملون بقوا فى المسجد طوال الليل والنهار
ثم حدثنا عن جانب اللين المستفاد من الحديث الباطل فقال :
"هذا الحديث يعكس لمحة موجزة عن أخلاق وسيرة النبي الأعظم (ص) في اتباعه سياسة اللاعنف وعدم التهور في مواقفه الظاهرية والباطنية، وهذا اللين وانشراح الصدر هو أحد العوامل التي جذبت الناس إلي الإسلام من أهل الكتاب وغيرهم، وجعلت المسلمين أيضا يتمسكون بالدين الإسلامي أكثر بإيمان عال ويعملون لنشره بين الناس بإخلاص وتفان، علي العكس من الذين يتبعون مبدأ العنف والتهور فعقائدهم تحجمت بل واندثرت"
وحدثنا عن أن من يحبون القسوة لو اخفوا قسوتهم فستظهر عاجلا أو آجلا فقال:
"وإن كان البعض يستبطن العنف ويظهر العطف واللين في بعض الأحيان فإنه سرعان ما ينكشف وينتهي به المطاف ولا تبقي له نائرة فقد قال أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب : «ما أضمر أحد شيئا إلا وظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه» لذا نحن نري الإسلام باقيا بقاء الدهر؛
|