(حكاية الدب وانعكاس فعله الجميل)
رووا اولو الأخبار عن رجل سيار
ابصر في صحراء فسيحة الأرجاء
دبا عظيما موثقا في سرحة معلقا
يعوي عواء الكلب من شدة وكرب
فأدركته الشفقة عليه حتى اطلقه
وحله من قيده لأمنه من كيده
ونام تحت الشجرة منام من قد ضجره
طول الطريق والسفر فنام من فرط الضجر
فجاء ذاك الدب عن وجهه يدب
وقال ذاك الخل جفاه لا يحل
انقذني من اسري وفك قيد عسري
فحقه ان ارصده من كل سوء قصده
فأقبلت ذبابة ترن كالربابة
فوقعت لحيته على شفار عينه
فجاش غيظ الدب وقال لا وربي
لا ادع الذبابا ليسومه عذابا
فأسرع الدبيبا لصخرة قريبا
فقلها واقبلا يسعى اليه عجلا
حتى اذا حاذاه صك بها مجلاه
ليقتل الذبابة من غير ما ارابه
فرض منه الراسا وفرق الأضراسا
واهلك الخليلا بقصده الجليلا
فهذه الرواية تنهى عن الغواية
في طلب الصداقة عند اولي الحماقة
ان كان فعل الدب هذا لفرط الحب