اراد اقارب منفذ عملية القدس التي استهدفت الكليه الاستيطانيه ( مركز الراب ) علاء ابو دهيم فتح بيت للتهنئه او " للعزاء " في عمان العاصمه الاردنيه، لكن السلطات الاردنيه منعت هذا الفتح وتوجته باجراس التحذير والتنبيه التي أخذت ترن رنين التخويف والتهويل حيث منعت الناس من الوصول الى بيت العزاء ومصادرة هوياتهم.
سلوك وزاري يحاول مصادرة ما تبقى من أحاسيس الناس، امر غير طبيعي في أجواء مجتمع يجامل بعضه البعض بالاضافه الى المشاعر التي ارادت ان تقرأ الفاتحه على روح من أعاد للزمن تحديه وفجره وحاول أن يبرأ الصمت من لغة التمادي.
نعرف مدى رقة السلطات الاردنيه تجاه التعامل مع اسرائيل، نرى التطبيع الحريري المبتسم وهو يستند على اللقاءات الاسرائيليه وتصوير الوضع التاريخي والاحتلال كأنه كذبه من كذبات نيسان الطفوليه البريئه، التاريخ السري والعلني والصور المفعمه بالود والعناق والركوع ( لا ننسى الملك الراحل حسين بن طلال وهو راكع بكامل فخامة جلالته أمام العائلات اليهوديه التي قُتل اولادها في حادثة قيام جندي اردني باطلاق النار عليهم وهم يتنزهون على الضفه الشرقيه من نهر الاردن بينما لم نره ولم نرى زعيم عربي ركع أمام اسره قُتل اولادها غدراً من قبل الجيش الاسرائيلي).
سئمنا المثل العربي المستسلم الذي يقول ( خدنا معود عاللطم) لأن فكرة شد الخد ومطه حتى أصبح يمثل خارطة الوطن العربي، يُلطم يومياً دون أن نجد أحداً يحاول ايقاف سيل اللطمات والصفعات..
اذا كان الشاب ( علاء ابو دهيم ) استبدل الصمت بالفعل .. حُرم من لذة الحياه ــ مثله مثل المناضلين الذين وهبوا دمهم للوطن وليس خطاباتهم وشعارتهم البارده ــ حُرم كي يقول للآخرين أنه استطاع تطويق شهوة العمر ومنح شهوة الوطن درساً في تصدير القلق
والخوف وعدم الاستقرار للآخرين ، الذين يحتلون أرضه...
الفضائيه الاردنيه ما زالت تغني وتهدر كأنها دائماً في مواسم العز والكبرياء
حنا للسيف
حنا للخيل
حنا للويل
اكوام من الاوسمه والنياشين، جبال من الصور التي تتصدر نشرات الاخبار، مزيفه بديكورات الحرب والقتال، دبابات ، طائرات والكلمات والمديح تُذبح بابجديات الوصف للملك والزعيم والأب ، وما زال التلفزيون يمد لهيبه الرجولي حيث يقاس الملك في كل الاماكن القتاليه العسكريه.
انكسر السيف وهربت الخيول، لم يعد الا ذلك البيت الصغير الذي ينطق باعتزاز ويمر بين فوهات الغضب المكبوت.. يحاصرون ويمنعون بيت التهنئه، العزاء ... السلطات الاردنيه احترمت دم اصدقائها.. لا أحد يحترم دمنا.. هذه المعادله الصعبه في الزمن العربي الرديء...
* كاتبه من فلسطين