نشأته
ولد هارون في عام 148 هجري، وكان مولده في مدينة الري حين كان أبوه أميراً عليها وعلى خراسان. ونشأ الرشيد في بيت ملك، وأُعد ليتولى المناصب القيادية في الخلافة، وعهد به أبوه الخليفة أبو عبد الله محمد المهدي إلى من يقوم على أمره تهذيبًا وتعليمًا وتثقيفًا، حتى إذا أشتد عودهُ وأستقام أمره، ألقى به أبوه في ميادين الجهاد، وجعل حولهُ القادة الأكفاء، يتأسى بهم، ويتعلم من تجاربهم وخبراتهم، فخرج في عام 165هـ أي 781م، على رأس حملة عسكرية ضد الروم، وعاد محملاً بأكاليل النصر، فكوفئ على ذلك بأن اختارهُ أبوهُ ولياً ثانياً للعهد بعد أخيه أبو محمد موسى الهادي وكان طيب القلب ومحافظاً على تكاليفه الشرعية و الادبية. كذلك نظم الرشيد طرق الوصول إلى الحجاز فبنى المنازل والقصور على طول طريق مكة المكرمة طلباً لراحة الحجاج وكذلك خلد التاريخ الخليفة هارون الرشيد عن طريق مقتنيات أكتشفت في عصرهِ تبين التقدم الحضاري في فن الزخرفة الإسلامية كصندوق مكتشف للخليفة هارون الرشيد وقد وثق أسم الخليفة وسنة الصنع ثلاث وثمانين ومائة بزخرفة إسلامية مبهرة وآيات قرانية مذهبة وتجده معروض لدى متحف سعودي يخص الشيخ محمد آل محمود.
[] توليه الخلافة
تمت البيعة للرشيد بالخلافة في (14 ربيع الأول 170هـ/14 سبتمبر 786م)، بعد وفاة أخيه موسى الهادي، وكانت الدولة العباسية حين آلت خلافتها إليه مترامية الأطراف متباعدة تمتد من وسط آسيا حتى المحيط الأطلنطي، معرضة لظهور الفتن والثورات، تحتاج إلى قيادة حكيمة وحاسمة يفرض سلطانها الأمن والسلام، وتنهض سياستها بالبلاد، وكان الرشيد أهلاً لهذه المهمة الصعبة في وقت كانت فيه وسائل الإتصال صعبة، ومتابعة الأمور شاقة.
سير أعلام النبلاء للذهبي (يتبع)