السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
لم يتمكن كل من سعى للرباط في الأقصى يوم الأحد 27-9-2009م، من أجل المشاركة في التصدي للمستوطنين اليهود -الذين أعلنوا عن مخطط لاقتحامه وأداء صلاة جماعية فيه بل والمكث فيه- من دخول المسجد المبارك، بعد أن سارعت سلطات الاحتلال، التي تحاصر أبوابه، إلى إغلاقها في وجوههم منذ الصباح الباكر، بينما فتحت باب المغاربة الذي تسيطر على مفاتيحه منذ احتلال عام 1967م أمام المستوطنين.
فقط مصلو الفجر في المسرى الأسير هم من استطاعوا أن يكونوا جنودا وحماة له من الداخل، فحظوا بشرف إفشال محاولة هؤلاء المستوطنين الذين استغلوا قلة عدد المترددين على المساجد بعد انتهاء شهر رمضان المبارك لكي يدنسوا المسجد الأقصى وسط حراسة مشددة وفرتها لهم دولة الاحتلال.
نفس الموقف كان قد حدث من قبل يوم 28 –9- 2000م، يوم الاقتحام الشاروني للأقصى المبارك، والذي فجر انتفاضة الأقصى المباركة التي لا يزال أثرها متواصلا، رغم مرور كل تلك السنوات. ففي ذلك اليوم أيضا، حرص الصهاينة على إغلاق أبواب المسجد المبارك أمام أهله وأصحابه الحقيقيين منذ الصباح الباكر، لإفساح الطريق أمام مجرم الحرب العتيد لاستباحته في 3 آلاف جندي. وأيضا، ثبت، في مواجهتهم، أقل من 150 شخصا كانوا قد أدوا صلاة الفجر جماعة في المسجد.
ولا عجب في هذا الفضل الكبير الذي حظي به هؤلاء القلة في المرتين. فالله تعالى ذكر شروطا لمن يعمر مساجده حيث يقول عز وجل: (مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ. إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ) (سورة التوبة: 17 - 18)
كما أن لمصلي الفجر عموما، سواء في المسجد أو في غيره، ضمانات خاصة. فهذه الصلاة مشهودة تشهدها الملائكة يقول تعالى: (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً) (سورة الإسراء: 78). ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم (من صلى الصبح فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء فيدركه فيكبه في نار جهنم) (رواه مسلم)
ولابد أن الصهاينة فهموا هذه الأدلة الشرعية، ربما أكثر من بعض المسلمين في هذا العصر، حيث نقل عن رئيسة وزرائهم "جولدا مائير" القول بأن المسلمين الذين يخشاهم الصهاينة هم أولئك الذين يؤمون المساجد في صلاة الفجر كما يؤمونها في صلاة الجمعة.
فعلى المتكاسلين عن أداء هذه الصلاة المباركة في وقتها أن يتداركوا أنفسهم، وعلى من هجروا المساجد بعد رمضان أن يعودوا إليها، وليتذكر الجميع إخوانا لهم في المسجد الأقصى الأسير يجاهدون محتلا متغطرسا، وليضيفوا إلى نياتهم الطيبة في السعي إلى ذكر الله في المساجد نية السعي لتطبيق سنة شد الرحال إلى الأقصى.
أما المراهنين على توفير الأمن للظالمين الذين يمنعون بيت الله المقدس من أن يذكر فيه اسمه ويسعون لتدميره، فعليهم أن يتأكدوا أن مصيرهم، هم ومن معهم، إلى الفشل والخسارة في الدنيا وفي الآخرة. يقول الله عز وجل في كتابه العزيز: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ.) (سورة البقرة: 114)
من موقع أخوات من أجل الأقصى