العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نقد كتاب عظيم الأجر في قراءة القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في مقال الطاقة الروحية براهين من العالم الآخر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد بحث لغز مركبات الفيمانا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى كتاب حكم تنفيذ القصاص والإعدام بالوسائل الحديث في الفقه الإسلامي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: The international justice court (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: نقد تنبيه الأنام على مسألة القيام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الزراعة المثالية ولعنــة الأدويــة الكيماويــة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: New death (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة في مقال البروباغاندا الهدوءُ والفتك (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى كتاب إرشاد الأخيار إلى منهجية تلقي الأخبار (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 05-10-2011, 08:42 PM   #1
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي ألا يشبع الكويتيون من هذه الأعمال ؟

د.السميط.. أسلم على يديه 11مليونًا ولا زال مقصرًا!
الاربعاء 05 اكتوبر 2011




مركبةٌعسكرية تلاحق السيارة التي يستقلُّها في إحدى غابات إفريقيا التي يكثر فيها اللصوص، وتضيء أنوارها وتطفئها مما يعني أمرًا للسيارة الأخرى بالتوقف فورًا بما لم يدع مجالاً للشك بأنها تضم لصوصًاوعلى يدهم قد تكون النهاية، تمكنت السيارة العسكرية أخيرًا بسرعتها الصاروخية من إيقافه.. وهنالك حدث عكس المتوقع تمامًا، نزل عقيد وسأل ضيفنا: "أأنت د.عبدالرحمن؟"، ولما أجابه بـ"نعم" أدى "التحية العسكرية، وقال: "أنا أحدأيتامكم، أعمل الآن مديرًا للشؤون الدينية في الجيش، سرت بسيارتي خلفك لأحميك من مخاطر الغابة"، يا له من مشهدٍ كم تأثر به الدكتور عبد الرحمن السميط، لتجتاحه ذات السعادة الغامرة التي تتملكه كلما التقى أيتامًا تربُّوا ضمن مشاريعه، موصيًا ذلك الشاب بأن يتذكر دائمًا أن يشكر الله عبر خدمة مجتمعه والعمل على التغيير فيه.
حفر قبره في مدغشقر
د.السميط طبيبٌ وداعية كويتي شهير نذر نفسه لخدمة أفريقيا فعاش فيهاالقدر الأكبر من حياته، فأسلم على يديه أحد عشر مليونًا ونصف المليون أفريقي، من خلال مؤسسته "جمعية العون المباشر"، والدعاة الأربعة آلاف الذين عملوا معه على مدار اثنين وثلاثين عامًا، ومن نتاج سنوات العمل هذه أيضًا5500 مسجد، و860 مدرسة ضمَّت نصف مليون طالب، وأكثر من 11ألف بئر، وما يزيدعلى 186 مستوصفًا ومستشفى و120مخيمًا طبيًّا، والشيء الجميل أن التحدث بهذه الأرقام لا يروق للسميط، لأن "الله عز وجل لا يتعامل بالأرقام، والأهم هو ما عند الله، فالمطلوب دومًا التغيير للأفضل" كما يقول.
ومن بين المعلومات التي شجعتنا " على البحث على رقم هاتف هذاالرجل لإجراء حوارٍ مختلفٍ من نوعه معه، أنه سبق وأن حفر في مدغشقر التي عاش فيها ثلاث سنوات قبرًا له ولزوجته، متخذًا قرارًا أن يقضي فيها ماتبقى من عمره لولا خروجه منها مكرهًا، كما أنه حائزٌ على جائزة الملك فيصل لخدمةالإسلام والكثير من الجوائز والأوسمة للعمل الخيري والتطوعي.
كان يستعد لرحلةٍ قريبة إلى الصومال فقلبه لايحتمل لوعة فراق القارة السمراء التي يزورها بين فينةٍ وأخرى أو بالأحرى هو شبه مقيم فيها، حيث يعيش مع أهلها في خيام وينام على تراب، ويأكل مماتجودعليهم به المجاعات، ويشرب من مستنقعات أو يرضى بالجفاف، إجاباته عن أسئلتنا جاءت مركزة ومقتضبة بصوت مجهد يبوح بكثرة الأمراض التي يعاني منها،ولا يخفي التأثر بحال إفريقيا المزري.
القارئ الصغير
تَعلُّق السميط بأفريقيا لم ينبع من تعامله مع أهلها وتأثره بأحوالهم،

آخر تعديل بواسطة جهراوي ، 05-10-2011 الساعة 08:48 PM.
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 05-10-2011, 08:42 PM   #2
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

بل يكمن السر في مشاعر كانت تداعب خياله عندما كان في السادسة من عمره فكان يرى صورة لنفسه يتجول في غاباتها متكئًا على عصا ويخدم سكانها، غريب أن يكون في عقل طفل في هذه السن الصغيرة حيِّز لمعلومات عن عالم أفريقيا الواسع كصحرائها، لكن الأغرب أن ثقافته عنها تشكلت من خلال القراءة، ليتألم كلماوجد فيها شيئًا عن معاناة الأفارقة ويفكر "لماذا لا نخدمهم نحن المسلمون".
"أيقرأ ابن السادسة؟!.. نعم، كان يقرأ قصص الأطفال، وفي عمر الأحد عشرعامًا دخل مرحلة أخرى من القراءة، إذ انتقل إلى قراءة المجلات الأجنبية رغم بساطة لغته الإنجليزية آنذاك على حد وصفه، وهو اليوم يعترف للقراءة بجميلها وقيمتها في حياته: "القراءة شكلت تفكيري ومستقبلي".
بعد أن تجاوز السميط الخامسة والستين من عمره، ها هو يستبدل عصاه الخيالية بعصا حقيقية تساعده أن يحمل معه آلام ثلاثة عشر مرضًا ألم به وحدَّ من قدرته على المشي.
بعد أن أنهى السميط دراسة الدكتوراه في كندا، اقترحت زوجته أن يسافرا معًاإلى دول شرق آسيا يدعوان فيها إلى الله كونهما "غير مهتمان بالأمور المادية"، وكانت الخطوة الأولى في هذا الاتجاه أن طلب السميط من وزارةالأوقاف الكويتية أن تساعده لتحقيق هدفه، وبعد عدة زيارات للوزارة فشل خلالها في الحصول على مراده، حينها أدرك درسًا اتخذه نهجًا يسير عليه في حياته ويلخصه في: "تعلمت أن مكاني ليس موظفًا في الحكومة وأني لن أعمل ضمن إطارها وروتينها"، وكان الحل كما يقول: "انصرفت مع إخواني لتأسيس منظمةخيرية لا تخضع لبيروقراطية الحكومة وإن كانت تخضع لقوانينها، ولولاالقوانين التي حدَّت من الكثير من نشاطاتنا لكان بإمكاننا أن نقدم الأفضل".
طرف الحبل
وأخيرا.. جاءت الفرصة التي كانت بمثابة طرف خيط أمسكه السميط للدخول إلى أفريقيا، فقد طلبت منه فاعلة خير أن يبني مسجدًا في ملاوي، وهناك كانت"الصفعة" كما اعتاد أن يصف زيارته الأولى لأفريقيا.
"لا أُظهر مشاعري أمام الناس لكن ما إن أغلق على نفسي باب الغرفة أصبح عاطفيًّا لأبعد الحدود، في هذه الرحلة كنت أبكي يوميًّا وأدعو الله أن يعينني على خدمتهم"، كانت هذه مقدمة إجابته عن سؤالنا: "لماذا كانت صفعة؟ وما كانت آثارها عليك؟، وأضاف :"الوضع الذي رأيته أشعرني أني أعيش في برج عاجي بعيدٍ عن الدنيا وأن مآسي الفقراء والمساكين وغير المحظوظين كبيرة جدًّا، فما رأيته لم يكن يخطر على البال رغم كثرة ما قرأته عن أفريقيا، تألمت كثيرًا وشعرت أني أعبث في حياتي".
وتابع: "عندما يموت طفل أمامي من الملاريا تكلفة علاجه لا تزيد عن 3فلس،وعندما يكون في إقليم واحد في إحدى دول أفريقيا 486 ألف طفل أغلبهم مسلمون لا يذهبون لمدارس لعدم امتلاكهم رسوم الدراسة التي هي 5 دولارات فكان لابد من اتخاذ موقف حيال ذلك كله، فغيرت من توجهاتي في الحياة وتبدلت لدي الكثير من القيم، ومن هنا انطلقنا للعمل في أفريقيا".
"خادم أفريقيا" و"رجل الخير" وغيرها من الألقاب التي أُطلِقَت على السميط لا ترضيه، فهو يرى أن لا أحد يمنح الشهادات لكن المهم هو ما عندالله،ويقول: "أتمنى لو أعفوني من هذه الألقاب وتركوني أكمل مشواري، أناأكثرالناس معرفة بنفسي وأنا متأكد أني مقصر تجاه أمتي وإخواني والإنسانية بصورة عامة".
حياته "كلها مواقف لا تنسى"، ومنها يذكر قصة نسي ملامحها بفعل 20 عامًامرت عليها، فعندما أعلنت جمعيته عن مخيم طبي في تشاد في وقتٍ لم يكن بالمستشفى أي نوعٍ من الدواء وقد أضرب الأطباء لعدم تلقي الرواتب لأشهر،اصطفَّ المرضى في طابور لمدة 3 أيام قبل الافتتاح وخلالها توفي3 منهم أثناءالانتظار، يقول: "بكيت حتى شبعت، لكن البكاء لا يحل المشكلة إذا لم يترتب عليه عمل".
الألم الذي تثيره في نفسه هذه الذكريات لمشاهد الموت الكثيرة التي تعجُّ بها ذاكرة السميط ومن بينها حالات لفظت أنفاسها الأخيرة بين يديه،منعه من ذكر المزيد منها ، لكنه أكد أنها غيرت في حياته الكثير فقد لا يأكل اللحوم في بيته لعدة أشهر ولا يقبل لنفسه أن يحتج على افتقاد مكون ما في الطعام في حين يموت آخرون جوعًا، ناهيك عن أنه دائم الشعور بالتقصير... لم ينته حديثنا معه بعد، فلا زال هناك "مزيدًا شيقًا".

آخر تعديل بواسطة جهراوي ، 05-10-2011 الساعة 08:55 PM.
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 09-10-2011, 04:05 PM   #3
د.علي
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: May 2009
الإقامة: الأرض.
المشاركات: 778
إفتراضي

الخبر كله يتكلم عن السميط ، ولا يتكلم عن الكويتيين ...
لماذا هذا التزييف في العنوان؟ رجل بذل عمره في خدمة القارة السمراء، تنسب عمله وتضحيته لشعب بأكلمه؟
__________________
القارئ الكبير / زكي داغستاني رحمه الله .







قالوا سلام قالوا .
د.علي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 09-10-2011, 07:12 PM   #4
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة د.علي مشاهدة مشاركة
الخبر كله يتكلم عن السميط ، ولا يتكلم عن الكويتيين ...
لماذا هذا التزييف في العنوان؟ رجل بذل عمره في خدمة القارة السمراء، تنسب عمله وتضحيته لشعب بأكلمه؟

يا دعلة ... لقد بنى الدكتور عبدالرحمن آلاف المدارس و آلاف المستشفيات و و آلاف المنازل و حفر آلاف الآبار و عمّر آلاف القرى و اسلم بفضل الله على يديه 11 مليون انسان ... من أين كل ذلك ؟ أليس من تبرعات الكويتيين ... و لولا خوفي من ضياع الأجر لأعطيتك احصائية بالأرقام عن المبالغ التي تم التبرع بها ... ولكن كما قال الدكتور (( لا يهمنا ما يقول الناس انما يهما ما عند الله ))) ....
ياغ دعله .. لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ... اتمنى ان يهديك الله ويفتح على قلبك لترى الجانب المشرق وتترك الحقد و الحسد .
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 10-10-2011, 08:59 PM   #5
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

تجربة فريدة ومتميزة شهد لها القاصي والداني ... العمل الخيري الكويتي ··· غرس زرعة الأجداد

قد يتصور البعض أن العمل الخيري الكويتي حديث العهد، أو هو لاحق على اكتشاف النفط ووفرة المال·
لكن الذي لا يعرفه الكثيرون أن العمل الخيري في الكويت قديم قدم هذا البلد، ومتأصل في نفوس أبنائه الذين عملوا على تطويره حتى أصبحت الكويت منارة العمل الخيري والتطوعي بين دول العالم العربي والإسلامي، حتى أصبح لايذكر العمل الخيري في أصقاع الأرض إلا مقروناً باسم الكويت·
وحري بنا ونحن نتكلم عن المساعدات الإغاثية الكويتية للشعب اللبناني المنكوب، أن نعطي لمحة سريعة وموجزة عن العمل الخيري التطوعي الكويتي قديماً حتى نعطي هذا البلد المعطاء حقه، وحتى يدرك الجميع أن ما يحدث الآن ليس وليد اللحظة، أو مجرد موقف ليس له جذور·
يعتبر العمل الخيري في دولة الكويت سمة من سمات الدولة عرفت به في الماضي، وتعرف به في وقتنا الحاضر، والمتتبع لتاريخ العمل الخيري في دولة الكويت يجد ذلك العطاء الكبير، وذلك العمل العمل العظيم الذي قدمه أبناء الكويت لبلدهم ولأمتهم العربية والإسلامية، والتاريخ يحفظ ويذكر تلك المساعدات الخيرية التي تبرع بها أبناء الكويت حكاماً ومحكومين، تجاراً ومحدودي الدخل في الماضي من مساعدات للقبائل المجاورة، ونجدة ونصرة للقبائل المعتدى عليها والدول المنكوبة، فرغم قلة ذات اليد في الماضي الا أن المساعدات الخيرية التي قدمها أهل الكويت كانت كبيرة، فأزمة >الهيلك< التي تعرض لها سكان فارس خير شاهد على عطاء أبناء الكويت·
واستغاثة الدولة العثمانية في حريق >استانبول< العام 1910م، وتبرع الكويت لها، وإهداء الدولة العثمانية لحاكم الكويت آنذاك وسام >مجيدي< من الدرجة الأولى، ما هو إلا تعبير عما قدمته الكويت ليس منة منها، بل واجباً في نصرة قضايا المسلمين، ومساعدة للإنسانية جمعاء، وما قدمته الكويت في عام 1934م لنجدة فلسطين وتقديم التبرعات المتعددة، الأمر الذي أعجب الأدباء والمؤرخين، وماتعرف به الكويت هذه الأيام من لجان خيرية متنوعة للعمل في شتى بقاع العالم لدليل على استمرار عطاء الكويت، وتعبير عن تضامنهم لأمتهم ودينهم، وشكر لربهم الذي أغدق عليهم بنعمة النفط والوفرة المالية التي تعرضت لها لكويت بعد ظهور النفط فيها·
> مراحل العمل التطوعي في دولة الكويت·
مر العمل التطوعي في دولة الكويت بثلاث مراحل عبر تاريخها نوجزها فيما يلي:

أولاً: العمل التطوعي الفردي:
يعتبر العمل التطوعي الفردي في دولة الكويت، أولى المراحل نظراً لصغر المجتمع وبساطة تكوينة، فلم يكن آنذاك مؤسسات حكومية تدير شؤونه أو مؤسسات أهلية تساهم في بنائه، بل كان الجميع رجالاً ونساءً، حكاماً ومحكومين يساهمون في بناء المجتمع، وكان العمل التطوعي جهوداً ذاتيه كل حسب طاقته وقدراته·
فكان للحكام دور في إدارة شؤون البلاد، وكان للعلماء دور في التعليم والقضاء والتطبيب والوعظ والإرشاد، وكان للتجار دور في مساعدة الضعفاء والمحتاجين، وبناء المساجد، والأوقاف الخيرية التي يصرف ريعها على احتياجات المجتمع، وافتتاح المدارس الأهلية ودعمها مالياً، وتحديد نسبة 2% من ريع بضائعهم وتجارتهم، تعطى للدولة طواعية منهم، لإعانة الحاكم مالياً في إدارة شؤون البلاد، وتصاعدت هذه النسبة حسب احتياجات البلاد حتى وصلت في يوم من الأيام الى 5%، واستمر العمل التطوعي الفردي بين أبناء المجتمع الكويتي جيلاً بعد جيل ليدل على أصالة المجتمع الكويتي وإيمانه وحبه لعمل الخير (2)·

ثانياً: العمل التطوعي الجماعي
مع وجود العمل التطوعي الفردي في الكويت قديماً، وجد كذلك العمل التطوعي الجماعي الذي كان يأخذ صورة العفوية والبساطة وتكاتف أبناء المجتمع وتلاحمهم وتعاونهم، ولم يأخذ الجانب المؤسسي آنذاك لصغر المجتمع وقلة إمكاناته·
وكان العمل التطوعي الجماعي في ذاك الوقت يعرف بتطوع >الفزعة< والذي يفزع فيه أبناء المجتمع بصورة جماعية لحل مشكلة ما أو تقديم خدمات لمحتاجين أو مكروبين، وقد كانت هذه >الفزعة< تأخذ أشكالاً عدة منها:
1- فزعة الصاري: وهي أن يفزع الناس في مساعدة صاحب السفية الجديدة في حمل الصاري على ظهر السفينة وهو عمود خشبي كبير·
2- فزعة السفينة: بعد أن يتم تجهيز السفينة الجديدة يفزع الناس لإنزالها الى البحر وهي تحتاج لجهد كبير وعدد من الناس كثير، وهو نوع من أنواع التطوع الجماعي·
3- فزعة إنقاذ السفينة: من المعلوم أن الكثير من الكويتيين كانوا هم ملاك السفن التي كانت مصدر رزقهم، ومن المعلوم أيضاً هذا العمل محفوف بالمخاطر، فإذا ما وقعت كارثة بإحدى السفن - كالغرق أو التحطم - كان الأصدقاء يسارعون الى جمع التبرعات دون علم من أصابته الكارثة وكانت هذه التبرعات الآتية كفيلة بتغطية الخسارة كلها وفي بعض الأحيان كانت تزيد على جملة الخسارة·
كما كان الكويتيون يسارعون دون تفريق لإنقاذ السفن التي تجنح في الخليج اثناء رحلاتها وكانت حملات الإنقاذ تتم طوعاً وبسرعة، أما مصاريف الحملة الإنقاذية فكان يتكلف بها أحد الموسرين، أو أكثر من واحد إن تعذر ذلك على أصحاب السفينة·
4- فزعة الحرائق: يصف الأديب حمد الرجيب صورة من صور التطوع الجماعي في الكويت أثناء الحرائق في كتابة >مسافر في شرايين الوطن< فيقول:
أتذكر مشهداً من مشاهد التواد والتراحم والعطف الذي امتاز به الكويتيون في ذلك الزمان·· ويتذكره جيلنا والجيل الذي سبقنا·· كان ذلك عند حدوث حرائق في منزل أو دكان أو سفينة·· لم يكن في البلاد كما هو الحال الآن سيارات للإطفاء، يقوم عليها رجال متخصصون، وأتمنى لو كانت عندنا في تلك السنين كاميرات فيديو تصور تلك المشاهد وتصور النجدة التي يقوم بها الناس·· نجدة بكل ما تحمل الكلمة من معان·
5- فزعة في الكوارث العامة: فزع أهل الكويت فزعة رجل واحد حين أصابت الكويت عدة نكبات تطوعوا فيها لسد حاجات الناس وتخفيف وطأة الكوارث التي حلت بهم، ومن هذه الكوارث:
> أزمة >الهيلك< عام 1869م، وهي مجاعة أصابت أهل فارس فنزحوا الى الكويت، وأبلى فيها أهل الكويت بعطائّهم وسخائهم بلاءً حسناً·
> عام 1872م غرقت سفن كثيرة لأهل الكويت ففزع الناس لمساعدة المتضررين·
> عام 1934م وتسمى بسنة >الهدامة< في هذا العام تهدمت بيوت كثيرة ففزع أهل الكويت لنجدة أصحابها·

ثالثاً: العمل التطوعي المؤسسي:
بدأت ملامح العمل التطوعي الجماعي المؤسسي في الظهور في دولة الكويت مع مطلع القرن العشرين، وكان لظهور هذه المؤسسات أسباب عدة أدت الى ظهورها رغم بساطة المجتمع وقلة إمكاناته وعدد سكانه·
من هذه الأسباب: موقع الكويت الاستراتيجي المطل على الخليج، الأمر الذي أدى الى مرور العديد من التجار والعلماء والأدباء على دولة الكويت واحتكاكهم بأبناء الكويت أمثال الشيخ محمد رشيد رضا، والمصلح التونسي عبدالعزيز الثعالبي، والشيخ محمد الشنقيطي، فهؤلاء المفكرون والرواد كان لهم أثر واضح على أبناء الكويت في دعوتهم لإقامة مثل هذه المؤسسات التعليمية والثقافية والخيرية، وما تأسيس الجمعية الخيرية العربية في دولة الكويت عام 1913م إلا تأكيد لتأثر أبناء الكويت بهؤلاء المصلحين الرواد·
كما أدى عمل أبناء الكويت في البحر الى احتكاكهم بالدول القريبة والبعيدة، والتقائهم وتعارفهم على الدول والشعوب والحضارات·
وكان حب حكام الكويت لعمل الخير من الأسباب الرئيسية التي أدت الى ظهور هذه المؤسسات التطوعية والخيرية·
وبناءً على هذه الأسباب ولدت أول مؤسسة تطوعية في الكويت وكانت المدرسة المباركية وهي مؤسسة تعليمية ثقافية ساهم أبناء الكويت في دعمها مالياً كما ساهموا بالتعليم فيها وإدارتها، وتوفير كافة احتياجاتها، وكان ذلك في عام 1911م·
ثم تلى ذلك الجمعية الخيرية العربية عام 1913م، والتي ساهمت في ترميم وإصلاح المساجد القديمة، وتوفير كل احتياجاتها وساهمت بمساعدة الأسر الفقيرة، وتعليم كبار السن، وساهمت بالدعوة والوعظ والإرشاد، وساهمت ايضاً بتجهيز مستوصف خيري ليقدم خدماته للمرضى·
ثم المدرسة الأحمدية في عام 1921م، لتقف بجانب المدرسة المباركية في الارتقاء بالتعليم، ثم النادي الأدبي كملتقى للأدباء والشعراء والعلماء والمثقفين، وكان ذلك في عام 1922م، ثم المكتبة الأهلية كموسسة ثقافية فكرية في عام 1926م·
وفي مطلع الستينيات وذلك في عام 1961م، تم فتح المجال لإنشاء جمعيات النفع العام التطوعية لتساهم مع مؤسسات الدولة في تنمية المجتمع وازدهاره تحت إشراف وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، حتى بلغت في يومنا هذا ما يزيد عن خمس وخمسين جمعيمة نفع عام في كافة المجالات، لم يتوقف نشاطها داخل المجتمع بل خرج إلى بقاع كثيرة على وجه الأرض، تبني وتعمر، وتعلم وتطبب، تقدم العون والغوث في النكبات والنوازل·
وأخيراً: فإن دولة الكويت استطاعت عبر قرون رغم الظروف التي مرت بها من فقر أو رخاء أن تقدم كثيراً كثيراً من المساهمات لأبناء وطنها وأبناء الأمة الإسلامية في بقاع شتى من العالم، وأن هذه التجربة في العمل الخيري والتطوعي تجربة فريدة ومتميزة، تستحق تسليط الضوء علىها وتقديرها بقدر ما قدمته وتقدمة دائماً·

آخر تعديل بواسطة جهراوي ، 10-10-2011 الساعة 09:05 PM.
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 10-10-2011, 11:32 PM   #6
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

د.السميط.. ولا يزال لـ"تجربة الخير" بقية
الخميس 06 اكتوبر 2011















"أين أنتم يا مسلمون؟!"..سؤال كثيرًا ما يردده الأفارقة المنكوبون بعد أن اشتقوه من الدكتور عبد الرحمن السميط بنبرة لومٍ للمسلمين الذين غرقوا في نعيم الدنيا، وغفلوا عن أحوالهم والواجب المطلوب منهم، حيث يؤثِّر هذا السؤال في نفس السميط إلى حد البكاء، لكنه في ذات الوقت يُشكل له قوة دفعٍ تُمكنه من نفي التهمة عن المسلمين بالعمل لا بالقول.
في الحلقة الأولى من حوار "فلسطين" مع الدكتور عبد الرحمن السميط - المنشورة أمس - تعرفنا على ملامح عامة في تجربته مع "عمل الخير"، لاسيما في بداية علاقاته بأفريقيا وعمله فيها، واليوم إليكم "الجزء الثاني" من حديثنا مع الداعية الطبيب الكويتي لنتوقف معه عند بعض مشاهداته هناك، وما تعلمه من حياته برفقة الأفارقة وما ينصحنا به...
تعددت أشكال المعاناة والمخاطر التي واجهها السميط في رحلته مع أبناء القارة السمراء، فقد كان يشرب معهم من مستنقعات المياه التي تشرب منها الحيوانات والمليئة بـ"روثهم وفضلاتهم"، ومثلهم أيضًا ينام على التراب، وكذلك فهو لا يعرف عددًا محددًا لحوادث إطلاق النيران عليه سواء المقصود منها اغتياله أو غير المقصودة.
ويصف ما يكابده في أفريقيا بأنه أمرٌ بدهي وثمن يدفعه من يريد أن يخدم الفقراء، ورغم قدرته على تأمين المياه والطعام والتسهيلات الأخرى إلا أنه يرفض ذلك مطلقًا، ويستحي من الله إن هو فعل - كما يقول - بل ويرى في ذلك متعة فيشعر بالسعادة عندما ينقذ طفلاً أو يلتقي بأحد الأيتام الذين تربَّوا بفضل أحد المشاريع التي ساهم فيها، وقد أصبح طبيبًا أو مهندسًا أو سفيرًا.
ويندرج قبوله للمعاناة التي يعيشها في خدمة الأفارقة أيضًا تحت مبدأ ضرورة امتلاك معرفة كاملة بتاريخ الشعوب التي يتعامل معها وعاداتها وتقاليدها، ليس هذا فحسب فهو يؤمن بأنه ينبغي أن يحيا كحياتهم، وهو مبدأ ينصح من يسير في طريق العمل الخيري أن يتبعه.
حليب بنكهة "الذباب"
من ذكرياته في هذا التعايش مع الأفارقة أنه في زيارة لإحدى القبائل قُدِّم له حليب لم يميِّز لونه الأبيض لكثرة الذباب فيه، لكنه ليس بمقدوره أن يرفضه لأنه في مهمة دعوية فاضطر إلى وضع قطعة قماش على فمه دون أن يلحظ مُضيفوه لتكون "كالمنخل من الذباب".
تعلَّم السميط أثناء عمله في الغرب من "الكنائس والشخصيات (المسيحية)" أن الدعوة ينبغي أن تُبنَى على أسس علمية، ويضرب مثالاً على ذلك ما فعله مع سكان ست قرى في مدغشقر وست أخرى في البنغال، إذ لم يذكر لهم شيئًا عن الإسلام ولم يدعهم إليه مباشرة، بل بدأ علاقته معهم بقوله لزعمائهم: "أنا من مكة، أهلي هناك سمعوا أنكم بحاجة إلى ماء وطلبوا مني أن أحفر لكم بئرًا أين تريدونني أن أحفرها؟".
يحفر البئر ويرفق بها لوحة مكتوبًا عليها "هدية من المسلمين في مكة لإخوانهم في القرية".. وردة الفعل الطبيعية هي استغراب شديد اعتراهم أنه كيف له أن يخدمهم دون مقابل؟! فيخبرهم حينها أن الإسلام يأمر بمساعدة أي إنسان - مسلمًا أو غير مسلم - ويعود بعد سنة لم يزرهم خلالها ليدعوهم، فيجد أن القرية أسلمت عن "بكرة أبيها"، وعندها فقط يرسل إليهم الدعاة بناءً على طلبهم.
أما غير المسلمين فمساعدتهم واجبة أيضًا امتثالاً للدين الإسلامي - كما يرى السميط - فإن كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبرنا أن الله غفر لامرأة عاهرة لأنها سقت كلبًا، فمن باب أولى أن نعامل البشر بهذه الطريقة - كما يقول - إلى جانب أنه يعد الأفارقة يندرجون جميعًا تحت فئة "المؤلفة قلوبهم".
ومن بين العوامل الأساسية للنجاح في العمل الخيري التي اتبعها السميط منذ بداياته الأولى مع هذا النوع من العمل قبل 32 عامًا، عدم ربطه بالسياسة كسببٍ للنجاح، فالسياسة لها رجالها والعمل الخيري له رجاله - على حد قوله.
وبحكم التجربة، ينصح السميط كل من يعمل في المجال الخيري أن يكون قدوة لغيره، وأن يتقي الله بأن يكون داعيًا بالعمل لا باللسان فقط، وأن يشعر أن السعادة الحقيقية تكمن في زرع السعادة في قلوب الناس.
يفارقهم 11 شهرًا
الأخطاء التي يقع فيها السميط هي كنزٌ يعتمد عليه ليصنع منه النجاحات، وهو يؤمن أن الإنسان إن لم يُخطئ فهذا يعني أنه لن ينجز مطلقًا.
ومن بين أفكار السميط التي تُوضَع تحتها خطوط عريضة لأهميتها مكانة عائلته في عمله، يقول: "كثير ممن فشلوا في حياتهم العملية كانوا قد وضعوا زوجاتهم وأبناءهم على الرف وعملوا بمفردهم، وهذا سبب رئيس للفشل"، ويوضح أنه كان يفارق أبناءه ما قد يصل إلى 11 شهرًا في العام الواحد، فواجه مشكلة نفورهم منه عند زيارته لهم؛ ولذا خصص إجازتهم الصيفية لزيارته في إفريقيا يعيشون معه في الغابات والصحاري، حتى انتقلت إليهم عدوى حب تلك البلاد منذ نعومة أظفارهم.
التعليم بالقدوة يظهر جليًّا فيما يرويه السميط عن ابنه الأكبر، حين زار أفريقيا لأول مرة عندما كان طالبًا في الصف الثاني الابتدائي عام 1980، فرصد من مآسيها ما يتناسب مع صغر سنه، إذ توجه إلى والده بسؤال: "بابا ليه ما عندهم مراجيح؟!"، الأب الذي يدرك أن ليس لديهم طعام ليفكروا بالألعاب أجاب بما يستوعبه عقل الطفل: "لأنه ليس لديهم نقود"، وبعد أيام من التفكير عاد الابن طالبًا "حصالة" ليجمع أموالاً لفقراء أفريقيا من زملائه، فصنع له والده صندوقًا خشبيًّا لهذا الغرض، ليفاجئه في اليوم التالي بمبلغ كبير تبرع به فصله فقط، والمفاجأة الأكبر أن باقي فصول المدرسة طلبت صناديق مشابهة، يقول السميط: "أعطيته صناديق لكافة الفصول، ثم امتدت الفكرة في مدارس أخرى، وأخذ تطبيقها يتسع ويتسع حتى انتشرت في جميع ارجاء الكويت ومن هنا كان أصل الفكرة".
ويوجه كلمةً للآباء في هذا السياق: "تربية الأبناء على الخير لا تتم نظريًّا بل بإقحامهم في معمعة عمل الخير، وذلك لا يكون في أفريقيا فحسب، بل أيضًا في حيِّهم ومع جيرانهم وزملائهم"و نشير هنا إلى ان ابنه البكر و هو طبيب ايضا قضى شهر العسل في افريقيا هو وزوجته التي هي ايضا طبيبة و قضوا معظم وقتهم في تطبيب و مساعدة الفقراء.
ومن عجائب أفريقيا، قريةٌ في مدغشقر اسمها "مكة" تأكد السميط عبر 19 خبيرًا أن قبيلة الأنتيمور التي تسكنها هاجرت من الحجاز قبل1000عام، دفع اسم القرية السميط لزيارتها، وهناك فوجئ بأن سكانها "مسلمون بروتستانت"!! كيف يكون المسلم بروتستانتيًّا؟! أبلغوه أن آباءهم أخبروهم أنهم مسلمون، ثم بنى لهم البروتستانت كنيسة وعلموهم الإنجيل وصومًا وصلاة وأنهم "مسلمون بروتستانت"، هناك ورثوا عن آبائهم حب "رجل طيب" عاش قديمًا في "قرية مكة" التي هاجروا منها اسمه "محمد"، ويمتنعون عن أكل الخنزير وتربية الكلاب وما زالوا يحتفظون بالكثير مما يؤكد أن أصلهم مسلمون، عندما وصل إليهم ضيفنا منذ15عامًا كانت نسبة المسلمين2% فقط من القبيلة واليوم يشكلون20%.
حكمة مدرسة أفريقيا
بعد اثنين وثلاثين عامًا من الارتباط بأفريقيا، ماذا يقول السميط؟: "تعلمت أن السعادة الحقيقية هي أن أُدخل السعادة إلى قلوب الآخرين، أنا لا أعمل مع أفراد وإنما مع مجتمعات مهمشة في أفريقيا، أعتقد أني أديت جزءًا من الدور المطلوب مني في حياتي بأني غيَّرت من واقع هذه المجتمعات".
إذن، هل أنت راضٍ عن نفسك الآن؟ د.عبد الرحمن: "بالتأكيد لا، أنا مقتنع أني مقصِّر بحق أمتي، ولو كنت راضيًا لتقاعدت، فقد كبرت في السن وأعاني من 13مرضًا، لكني لا أترك السفر لأفريقيا؛ إذ أخشى الحساب يوم القيامة إن لم أساعدهم".
ورغم أنه أجاب عن سؤالنا له أثناء الحوار عن نصيحة للشباب، إلا أنه آثر أن تكون كلمته الأخيرة موجهة لهم أيضًا، فكان مجمل ما خاطبهم به: "حدد هدفًا لحياتك وسجله على ورقة، اجعل لحياتك طعمًا وقدم خدمة لأمتك وللإنسانية بشكل عام، وحاول أن تغيِّر من الواقع المر الذي تعيشه المجتمعات المهمشة، ليس شرطًا أن يكون الهدف دينيًّا بل حتى في أمور الحياة، تواضَع بعض الشيء في اختيار هدفك، لكن لا تتواضع كثيرًا، واجعل حياتك كلها سعيًا لتحويله من مكتوب على ورقة إلى واقعي".
المصدر: صحيفة فلسطين

آخر تعديل بواسطة جهراوي ، 10-10-2011 الساعة 11:40 PM.
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .