العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: رد فرية عصماء بنت مروان (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حشرات من الجحيم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال تعددت الأسباب والموت واحد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قميص نومك الناصع الحمـَار (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: الاسم فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال تحديات مجنونة: كسر حدود التحمل (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال باربي الاوكرانية وحلم الدمى البشرية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال أنين الموتى ورعب القبور (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال المنقرض الأفتك (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 08-10-2013, 03:55 PM   #1
صفاء العشري
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2010
المشاركات: 742
إفتراضي الأسلحة الكيميائية

في الآونة الأخيرة، أصبح مصطلح الأسلحة الكيميائية يستخدم كثيرا عند الكلام عن سوريا . لذلك فكرت أنه من المفيد أن أعرض ملخصا تاريخيا وقانونيا، من أجل فهم كل هذه الضجة المثارة حول هذا الموضوع بغض النظر عمن استخدمه في سوريا، ولماذا، وعن المفاوضات و عملية نزع هذا السلاح الخ... لاحقا سأتحدث عن سوريا.
الأسلحة الكيميائية أسلحة مخيفة و مروعة. وهي تسبب معاناة مبرحة وطويلة الأجل على نطاق واسع. بعض الدول تملك القدرة على حماية سكانها ضد الأسلحة الكيميائية، في حين أن البعض الآخر لا يملك هذه القدرة. لذلك تعهدت جميع الدول الأعضاء على تقديم المساعدة والحماية للدول الأخرى المهددة باستخدام الأسلحة الكيميائية ضدها أو بالهجوم عليها بأسلحة كيمائية. هذا هو السبب في أن المجتمع الدولي قلق منذ فترة طويلة بشأن استخدامها. فمنذ عام 1899 و بموجب اتفاقية لاهاي ، حظرت الدول التي وقعت الاتفاقية استخدام هذه الأسلحة. كانت اتفاقية لاهاي لعام 1899 أول معاهدة متعددة الأطراف تعالج مجريات الحروب و قد ارتكزت إلى حد كبير على قانون ليبر Lieber code ، الذي وقعه الرئيس لينكولن وأصدره إلى قوات الاتحاد في 24 أبريل 1863 ، خلال الحرب الأهلية الأمريكية.
إن استخدام المواد الكيميائية في الحروب تقليد قديم ، تم اللجوء إليها كأدوات حربية على مدى آلاف السنين كالأسهم المسممة، والقطران المغلي ودخان الزرنيخ والأبخرة السامة إلخ...إلا أن بدايات الحرب الكيميائية الحديثة كانت مع الحرب العالمية الأولى، عندما لجأ طرفا الصراع لاستخدام غازات سامة سببت معاناة مؤلمة وخسائر كبيرة في ساحات المعارك. وهؤلاء الذين أصيبوا عانوا طوال حياتهم من الآثار الناتجة عن هذه المواد. مع نهاية الحرب العالمية الأولى كان قد تم استهلاك حوالي 124000 طن من المركبات الكيميائية. ومع تطور وسائل إطلاق هذه المركّبات الكيميائية في النصف الأول من القرن العشرين زادت قدرة هذا السلاح المخيفة على التشويه من خلال تطوير الذخائر الكيميائية على شكل قذائف مدفعية وقذائف هاون، وقنابل جوية وفي رشاشات الدبابات والألغام الأرضية. وتألفت هذه الأسلحة أساسا من المواد الكيميائية التجارية المعروفة جيدا التي وضعت في الذخائر العادية مثل القنابل اليدوية و قذائف المدفعية . كان الكلور والفوسجين (مادة تسبب الاختناق ) و غاز الخردل ( الذي يلحق حروقا مؤلمة على الجلد ) بين المواد الكيميائية المستخدمة . النتائج كانت عشوائية و مدمرة في معظم الأحيان وأدت إلى ما يقرب من 100000 حالة وفاة. كما تسببت الأسلحة الكيميائية بأكثر من مليون إصابة على مستوى العالم منذ الحرب العالمية الأولى.
نتيجة لغضب الرأي العام، تم توقيع بروتوكول جنيف الذي يحظر استخدام الأسلحة الكيميائية في الحرب، عام 1925. لاقت هذه الخطوة الترحيب ولكن كان في البروتوكول العديد من أوجه القصور، بما في ذلك حقيقة أنه لم يحظر استحداث أو إنتاج أو تخزين الأسلحة الكيميائية. الإشكالية الأخرى أيضا كانت أن العديد من الدول التي صدقت على البروتوكول احتفظت بحقها باستخدام الأسلحة المحظورة ضد الدول التي ليست طرفا في البروتوكول أو بحق الانتقام إذا تم استخدام الأسلحة الكيميائية ضدها.
وقد شهدت فترة الحرب الباردة تطورا هاما في تصنيع و تخزين الأسلحة الكيميائية. خلال السبعينات والثمانينات، كان لدى حوالي 25 دولة من الدول النامية قدرات كيميائية. لكن منذ نهاية الحرب العالمية الثانية لم يتم استخدام الأسلحة الكيميائية إلا في عدد قليل من الحالات.
بعد 12 عاما من المفاوضات، اعتمدت اتفاقية الأسلحة الكيميائية من قبل مؤتمر نزع السلاح في جنيف يوم 3 سبتمبر 1992. هذه الاتفاقية سمحت بالتحقق الصارم من امتثال الدول الأعضاء. فتح باب التوقيع على الاتفاقية في باريس في 13 كانون ثاني 1993 ودخلت حيز النفاذ في 29 أبريل 1997. اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية هي أول اتفاق نزع للسلاح تم التفاوض حوله في إطار متعدد الأطراف وينص على إزالة فئة كاملة من أسلحة الدمار الشامل في ظل رقابة دولية تطبق عالميا.
استخدم المجتمع الدولي هذه الأداة للقضاء على إمكانية تطوير وإنتاج واستخدام وتخزين أو تحويل هذه الأسلحة المرعبة إلى الأبد. مهمة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تنفيذ أحكام الاتفاقية لكي يتم التوصل إلى عالم خالٍ من الأسلحة الكيميائية، عالم يـُتعزَّز فيه التعاون لتسخير الكيمياء للأغراض السلمية

إن الآثار المدمرة التي تتركها الأسلحة الكيميائية واحتمال استخدام مواد حديثة وأكثر فتكا ليس من قبل الدول خلال الحرب وحسب، بل ومن قبل مجموعات في صراعات عنيفة أخرى حتم توافر الجهد الدولي لدعم حظر أسلحة مماثلة والعمل باتجاه القضاء الكامل والشامل على الأسلحة الكيميائية.
صفاء العشري غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .