لا له
اختلاف الديانة بالأمانة ليس سبب ان أعترض على الارتباط، و الاختلاط . فكلنا من طين مصر الطهور. عاصمة و مهد الخير ، و النور، و الحبور.
و كأن القدر يأمر الجميع ، و الربيع ، و الربوع ان يصمت حتى تنضج مشاعر الفتى ، و الفتاة ليذوقا مواجهة أملاح ، و كبريت الحياة..
مريم ابنتى اليتيمة تعيش معى ، واحدة ، و وحيدة فى كل ركن من أركان البيت الريفي الصعيدى..
.
دخلا الشابان الحبيبان إلى أرض الجامعة معاّ بعدما رفض فارس دخول امتحان الثانوية كى تلحق به مريم و تكون معه فى فصل واحد.
فى قسم اللغة الإنجليزية في كلية الآداب يذهبان معاً جامعة قنا العظمى ، و يعودان معاً ، و ينجحان بامتياز يُذهل الانجليز.
جاءت لى مريم على استحياء قائلة يا بابا فارس عايز يخطبنى.
فقلت يا مريم ليس لى القرار. القرار قرار الأزهر المبهر. و اختلاف الديانات أعقد العقبات يا فُلتي..
أحجز فى القطار العادى للقاهرة التى لا تنادي حيث أفكر فى مستقبل و استقلال الورود.
الحب ليس له لغة، و ليس له ديانة، و ليس له أحكام، و لا سلطان.و لا قيود ، و لا حدود، و لا عروش..
نتجول فى المشيخة أنا، و قلقي، و أحزانى مِن فتاوى ستصدر
للقلبين العاشقين الأخضرين البريئين بالحرمان.
أعرض الموضوع على أصحاب الفضيلة كى يفتون فيما أشاء. . صاح الشيخ فى وجهى ، و قال لا ،و ألف لا ممنوع زواج المسلمة مِن مسيحي.
قلت له أعطنى آيه تمنع زواج المسلمة مِن مسيحى او يهودى .. أو حديث شريف لطيف..
أتجول و أذهب إلى شيخٍ آخر ، و أطلب منه الرأى .. فيجب انتطر اسبوعاً و سأجيبك اليكترونياً.
أعود إلى قنا مكسور المُنى ، و انتظر الرد النهائى مِن صاحب الفضيلة ، و لا رسالة و لا برتقالة..
تنتقل عائلتى كلها ، بقواتها لرفض الموضوع، و التسليح بالشوم و السكين ، و الكيلاشنكوف، و إعلان الحرب على الجموع المسيحية البريئة ، و طردها من قلب القرية، وبدء الاقتتال، و الخراب البدنى ، و البيتي
..
يأتينى نظير أبو فارس و يطلب يد مريم للزواج،،
تستعد قوات العائلة إلى إعلان الحرب ، و الذبح ، و الحرق لعائلة فارس المظلومة.
فأخطب فى جمعهم الولد بيحب البنت ، و البنت بتحبه.. يعنى سعادة ، و أفراح ، و ليالى ملاح.. ليه نقلبها لأحزان، و أتراح، و قبور ، و مآتم.. و أوجاع ، و دموع..
حرب الغباء ، و القتل ، و السجون، و الديون بلا سبب رصين لن تندلع..
كان المسيح عليه السلام يحب الناس جميعا، و ديينا الإسلام هو السلام.
أحضرتُ أكبر محامى في قنا لبيتى ، و عقد قران فارس على مريم ، و وضعت العقد على مئذنة الجامع.
و قلت لهم مريم تزوجت فارس خلاص على مسئوليتي وحدي، و ذهبا كى يصرفا شهر العسل فى أفخر فندق فى شرم الشيخ. تزوجها مدنياّ على يد أشجع محامي ..،
و اذهبوا لأعمالكم و إلا السجون أنا أبوها ، و ليس هناك آيه تحرم زواج المسلمة مِن مسيحى. و لا حديث..
لنذهب للفنادق و للسرور . و نبعد عن البنادق ، و القبور..
و يدعمنى الستار الغفور، الذى أمر بتحريم طرد الناس من بيوتهم و منع القتل. و غضب غضباً عارماً من الظلم ، و الظلمات، و الطلقات، و الجثث، و القطرات الحمراء بلا ذنب.
بارك الله لهما ،و حفظ مصر ، و شبابها، و جيشها، و هدى الله العقول المتحجرة ، و المؤسسات الدينية العتيقة العتيدة.
و الأزهر لن يضطهدني لأنى أحبه ، و يحبنى...
.........
عبداللطيف أحمد فؤاد
|