من الواضح ان كاتب هذه المشاركة ليس على علم أنه خلال الشهر القادم ، ستقوم قواتنا في العراق بحزم امتعتها وعتادها ، وتتوجه في قوافل للعودة الى الوطن. وآخر الجنود الأمريكيين سيعبرون الحدود تاركين العراق ورؤوسهم مرفوعة، وفخورين بنجاح التعاون مع القوات العراقية. نحن نعرف بأن شركاءنا العراقيين قد قاموا بإجراءات شجاعة ضد القاعدة في العراق والجماعات المتطرفة المدعومة من ايران والتي تستهدف كل من السكان المدنيين الأبرياء والقوات الامريكية وقوات الامن العراقية والموظفين الدبلوماسيين.
هذا الإغفال المتعمد لمحاولات القاعدة المستمرة لاسقاط النظام السياسي في العراق يدل بوضوح على عدم قدرة الكاتب على فهم خطورة ما يجري في العراق منذ نهاية النظام السابق ويدل أيضا على محاولة لقلب الحقائق رأسا على عقب.
وكما قال الرئيس أوباما بأن أياما صعبة ستستمر ولكننا نؤمن بأن العراق مستعد لتولي الشؤون الامنية دون وجود القوات الامريكية. لدينا أيضا ثقة بأن شعب العراق سوف يظل صامدا ضد العنف ويواصل السير على الطريق نحو مزيد من الاستقرار والازدهار. وقد رفضت الغالبية الساحقة من العراقيين العنف ، وبينما الأعمال اليائسة التي تقوم بها جماعات متشددة كالقاعدة وغيرها تزيد من عزمنا على مساعدة العراق على تحقيق النجاح.
الهجمات الانتحارية الأخيرة في العراق التي خلفت عشرات القتلى تشير إلى أنه خلال الفترة الانتقالية الجديدة هؤلاء الارهابيين سوف يستمرون في استهداف المدنيين. إرهابيو القاعدة قد يستغلون هذه الفترة الانتقالية لشن مزيد من الهجمات في محاولة لاستعادة مجدها السابق وزعزعة استقرار البلاد. وهذا يثبت الطابع الدموي لهذه المجموعة التي لا تعير أي اهتمام برفاه الشعب العراقي.
وهذا ينبغي أن يجعلكم تدركون مرة واحدة وللأبد بأن عدو الشعب العراقي كان دائما تنظيم القاعدة وغيره من الجماعات الإرهابية التي لديها أجندات سياسية ضيقة الأفق تختلف كثيرا مع تطلعات الشعب العراقي.
شكرا جزيلا
طارق حداد
فريق التواصل الالكتروني
وزارة الخارجية الامريكية