بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رُدني الى بغداد
قصيدة بقلم قتيبة محمد الجبوري
= 350) this.width = 350; return false;" border=0>
دَعيني أطوفُ الأرضَ في بَواديِكِ *** فَما الدُنيا بُغدانُ وَلا الناسُ مَقامُ
ذُريني يا بغداد بالفَلاةَِ بِلا خِلٍ *** فَقد هَجَرت جدرانكِ أخلاق الكِرامُ
لي اللهُ يا بغداد من أسيراً بحبكِ *** قتيلُ شَوقٍ ما عَافت فؤادهُ الالآم
أحِنُّ الى المُدام التي شربتي بها *** ويُعشقُ من قبركِ الترابُ والعِظامُُ
أتاني كِتابكِ بعد عُسرٍ وعُسرةٍ *** فَقمُتُ بهِ سُروراً وأزال مني الأسقامُ
وفَارقَتُ فيكِ حبيباً بِلا وَداعٍ *** وَتَرَكتُ فيكِ أحباباً بِِلا سَلامُ
قد مَلَّنِيَ القرِيب وقد كان كفي *** لا يَملُ وَصَل فَمِهِ ويَزيدهُ أطعَامُ
وقَد أمسيتُ لأهل الشُحِ ضيفاً *** وكانت نارَ مَوقدي للِضيفِ حَيثُ يَنامُ
يا نَفسُ كُفّي فليس العَوزُ منقصةٍ *** وأنما المرءُ يزينهُ الخُلقِ والأكِرامُ
ضَاقَ جِِلدي عَن نَفسي وَعَنكِ *** وأن تَوَسعَ فبكل سُقمٍ يُسامُ
أرقني عِشقكِ فبت لا أطيق نوماً *** وليلٌ طويلٌ لا يليهِ انصِرامُ
الغِنى بِالبُعدَ عن بغدادَ فقرٌ *** والدنو منها غِنىً لمن يُضَامُ
يا عَينُ جودي بِالدمعِ على بغدادٍ *** عَروسٌ كَبَدرٍِ يُنير ليلاً وظَلامْ
بغداد إِذا ماطََرَقَ خيالها فكري *** طََرُفت عيني وماء شجونها سِجَامُ
قَلبٌ على مُرَّ الحوادثِ ماردٌ *** وعَزمٌ على جَورُ الزمانِ هُمامُ
القلبُ منكِ لم يترُك لي صنيعاً *** أسمكِ ورسمكِ يشدوا بهما الانامُ
شَطَّ الرصافةِ لا كُتُبٌ ولا خَبرُ *** ما ضرَّكَ ياكرخُِ إن جَادَت بك الاقَدامُ
هو العَتبُ يابغداد أن لم تردي السلامَ *** بقرع النوى وحتى اللقاء حرامُ
يا شامتاً بي وبغدادَ أن تنكرت لي *** فيم الشماته ان فارقت بغداد أرغامُ
فوجه بغداد أزهرٌ لايشوبه كَلفٌ *** وعِرضها أملسٌ لم يدنو منه أدَمُ
هل نارُ بغداد بدَتْ ليَلاً بذي عُتمةً *** أمْ حَريقاً شَبَّ بالزوراء والأعلامُُِ
يا سائق العيس يَطوي البلاد مُتعجلاً *** طَيَّ السِنُونُ بغفلةٍ كأنها الاحَلامُ
قِف بي لأقرأ على أطلالِ بلدتها *** على أبن جعفرها وامامها الاعظمُ سَلامُ
ناشدتُكَ اللهَ إن مررت بدار أهلي ضُحىً *** أن تقْرأ سلامي عليهِمْ فهُم المَرامُ
وقل لهم تركتموه صريعاً ببعدكم عنه *** أو كحيٍ يُصارع سَقماً وأوهامُ
هي سُنّة العُشاق ان عَشِقوا يابغداد *** عهداً بينهم ماجادت بينهم أقلامُ
كَم لائماً لامني بحبها جَهلاً *** كُفوا المَلامةَ فالعاشق لا يُلَامُ
رُدوا لي بغداد لجفني لتسكنه *** أدنو الي وقبليني قُبلةَ الآلآَمُ
إذا ما دنت ساعتي ببعديِ عنكِ *** فأجعلي لي في أرضكِ قبراً ومَقامُ
وأصحبي يا بغداد بغدادَ الى تربتي *** فلعل الله يُحيي بكِ الروح والعِظامُ
على جانبي دِجلة والوادي سَلامُ = وبعضٌ من سلام الزائرينَ غَرامُ