البداوة
يا عاذرا لامرئ قد هـام في الحضر* وعاذلا لمحـب البدو والقفر
لا تذممن بيــــــــوتا خف محملها * وتمدحن بيوت الطين والحجر !
لو كنت تعلم ما في البدو تعذرني * لكن جهلت وكم في الجهل من ضرر !
أو كنت أصبحت في الصحراء مرتقيا* بساط رمل به الحصباء كالدرر
الحسن يظهر في بيتين ، رونقه * بيتٌ من الشِّعْرِ أو بيتٌ من الشَّعَرِ
أنعامنا إن أتت عند العشي تخل * أصواتــــــها كدوىّ الرعد بالسحر
سفائن البر بل أنجى لراكبها * سفائن البـــــــحر كم فيها من الخطر
لنا المهاري وما للريم سرعتــــــــــها * بها وبالخيل نلنا كل مفتخر
فخيلنا دائما للحرب مسرجة * من استـــــــــــــغاث بنا بشره بالظفر
ما في البداوة من عيب تذم به * إلا المروءة والإحســـــــــان بالبدر
وصحة الجسم فيها غير خافية * والعيب والداء مقصور على الحضر
من لم يمت عندنا بالطعن عاش مدى* فنحن أطول خلق الله في العمر ! !
الأمير عبد القادر الجزائري