فريسة بين مخالب لا ترحم ...
صور حُفرت في ذاكرتنا لملائكة بريئة تتوسط الصفحات الأولى من الجرائد، أكثر من 841 طفلا مفقودا منذ عام 2001 ، أكثر من 180 طفلا مفقودا فقط في العام الفارط، من بينهم 25 طفلا قتلوا بعد تعرضهم لتشوهات جسدية تترجم وحشية القاتل وتحكي معاناة سبقت قتلهم بلحظات ... كل الضحايا لم تتجاوز أعمارهم السادسة عشر ....
أي نوع من الوحوش البشرية هم ؟ من يتلذذون في قتل من لا ذنب لهم سوى أنهم يجهلون عالم الكبار بوحشيته وقسوته، أين منظمات حقوق الإنسان من كل هذا؟ لم نشهد تماطلا وبحثا هزيلا في مثل هذه القضايا على مستوى الجهات الأمنية ؟
من وراء هذا الجرم البشع الذي بدأ يغلغل جذوره عميقا في المجتمع الجزائري ؟؟ هل هي شبكات مهمتها سلب الأرواح من الأجساد البريئة ؟؟ هل يمكن أن نتهم الأولياء باللامبالاة وإهمال أولادهم بين أزقة الشوارع؟؟؟
فل نكسر طابوهات الصمت التي طالما كبلت ألسنة المجتمع، وأغمضت عيون الحقيقة على مناظر أساءت للإنسانية بوحشيتها، ألسنا قوم محمد الذي دعانا إلى عدم السكوت أو التستر على الباطل ؟؟؟
أطفال في سن الزهور لا حول لهم ولا قوة، بين عشية وضحاها يجدون أنفسهم فوق حلبة الغدر في مواجهة غير متكافئة، خصومهم وحوش لا دين ولا قانون يردعهم، فتستسلم الأجساد الغضة لمخالب لا ترحم براءتها ولا ضعفها ولا حتى توسلات عيون ملائكية تذرف عبرات حارة من حدة الألم ....
يستبعد المحققون في مثل هذه القضايا وجود شبكات مختصة في اختطاف الأطفال، بل يؤكدون كون المختطف غالبا ما يكون من المحيط العائلي للطفل أو من جيرانه، لذا يلجأ معظمهم إلى قتل الضحية بعد اغتصابها، مخفيا بذلك آثار جريمته البشعة إلى الأبد، لأنه بذلك يدفن تفاصيل جرمه في ذاكرة ميتة لن تفضحه ما عاش ...
وحسب نفس المحققين، فان عملية اختطاف الأطفال شاعت بطريقة تستدعي الخوف لاسيما في المدن الكبرى، ونادرا ما يكون دافع الجاني انتقاميا أو محاولة رهن الطفل بمقابل مادي، بل دافعهم أبشع بكثير، مؤشر على انحلال خلقي وغياب للرادع الديني وحتى الأخلاقي في صفوف شباب بطال يلجأ إلى إشباع حاجاته الجنسية في أجساد لا تعرف بل لا تقو على المقاومة، ومن المخزي أن الخطفة غالبا ما يكونون من أقارب الضحية أو جيرانهم ...
كيف للطفل الذي حفظ عن ظهر قلب وصية أمه "لا تكلم الغرباء" أن يخاف ممن يعرفهم ويثق بهم وأحيانا يعيش معهم، هل نحمل الآباء مسؤولية اللامبالاة والإهمال وترك أولادهم يقطعون أميالا بمفردهم ؟ أم هي مسؤولية السلطات الأمنية التي تخفق في بناء حاجز يمنع عملية القتل بعد حدوث عملية الاختطاف؟؟؟
لا... بل هي مسؤولية طيور كاسرة تمزق أجسادا ضعيفة بدون رحمة وتدعي الرجولة....
رغم ذلك، لابد من تحسيس الأولياء بضرورة مراقبة أولادهم ومنعهم من الخروج بمفردهم ... تظل تلك الأرواح الطاهرة فلذات أكبادنا وجب علينا المحافظة عليها.
__________________
فانفذوا...........لا تنفذون الا بسلطان
|