المال زينة الحياة الدنيا، لكنه أيضا فتنة الدنيا، والفتنة مصيبة لمن يقع فيها، وإمتحان لمن ينتصر عليها
وعندما يقاس كل شيئ بالمال ويطغى قانونه على العقول والنفوس يصبح الإنسان أرخص سلعة قابلة للبيع والشراء، وتصبح العملة التي إخترعها لتخدمه وتسهل أموره وتعاملاته سيدا تحكمه وتنهيه ويصبح هو خادمها وعبدها المطيع ... وما أبشعها العبودية حتى ولو كانت من الذهب الخالص ...
ومن آفات الإنسان الحديث اليوم أن مفهوم العطاء إقترن في أغلب الأحيان بالعطاء المادي مع أن المعاملة الطيبة في حد ذاتها صدقة والنصيحة عطاء والكلمة الطيبة عطاء، لكن مع الأسف المتصدقين بهذه الأشياء اليوم قليلا ما يُدرجون في سلم الكرماء لأن مانح المال هو الجدير بالشكر والإحترام والتودد والإقتراب ...وكم من فقير كان فقره مدرسة نموذجية لكثير من أغنياء الجيوب فقراء النفوس،
فكم ياترى عدد الذين لا يزالون يتعاطون بهذه المقاييس في زمن البنوك والبورصة وأسواق المال ؟
وكم عدد النفوس السامية الذين لديهم القدرة على أن يقيسوا الربح والخسارة من دون إستعمال الآلة الحاسبة أو دفتر الشيكات ؟
وكم عدد من يبصر أن أفقر الناس قد يكون أقدر الناس على العطاء بالقليل الذي عنده ؟