آممدوح فى بغداد ما زال يزئر..؟. 
 
 
ظل اسم بغداد قبلة انظار المسلمين ، وجنينة معلقة فى قلوبهم  ، وواحة تسلقت عروقها فى دمائهم  رغم عالم  ساده التصحر آلآمريكى ، حتي انه ؛ بات  من الفخر ان تقتنى  قطعة نحاس مزخرفة بآحرف  سوق الصفاريين  ذو المطرق الطارق ونوتة السندان المداعب لآمواج  دجلة  وقداح خمائل الفرات .
بغداد ماتزال  تمطرنا  بآحبار آبن خلدون وفى الشارع العربى بهجة وجمال ً، ورئفة بنا فآن رذاذها  العذب يرطب ذاكرتنا كلما جففها زمن ما من آزمنة  آلآحتلال البربرى  ؛ لاسيما ان  قنابل  آلآعداء تسابق فى سقوطها قطرات آمطار بغدادنا..
 فى آحد ايام آلآحتلال البربرى آلآمريكى آستيقظت بغداد علي  حادثة  مفجعة .  الحادثة  كان  حدوثها  تجديد لكل المشاهد الدموية التى آحترفها  الهمج آلآمريكان فى العراق  ،  هؤلاء الهمج   ازهقوا الآلاف  من  الارواح  ، حيث روّع الملايين من  الاطفال الابرياء والرضع ، وقتلوا العديد من النساء و كبار السن ، لقد  جلب هؤلاء الهمج فى جعبهم كل ملاذات العسف والنهب والقتل لدمار مدينتا الخالدة بغداد الرشيد...
  كان  الجنود الامريكان  يلتهبون بالانتقام والحقد والكراهية ضد كل البشر والحيوان ، وضد كل مَعْلَم من معالم تلك المدينة  الوديعة ، ولهذا  فقد  وجدنا :  الاخ مقطع الاشلاء ،  وآلآب الوقور خرمته زخات الرصاص  ، والابن مفقودا  ، والحيوانات الاليفة  طعنت بالحراب.. .
لقد صوبوا  مدافعهم  علي اخر مترس من متاريسها   حتى طعنوا و ذبحوا  وقتلوا  آلآلآف  من آلآبرياء  ، حيث كانت شوارع العراق تشهد دوريات الهمج  الذين  يجهلون لغة اهل البلد وعاداتهم  وتقاليدهم  ودياناتهم جهلا تاما  ، لذا فقد قتلوا  الملايين  من العراقيين الابرياء  وهو ما كشفت عنه تسريبات نشرها موقع ويكيليكس ،  وعلى حين غرة ؛ هدأت  مدينة  بغداد وهي مضرجة بالدماء ومخضبة  به ، ثم  صرخت مستغيثة  ، فآستغاث لصريخها  ممن آحسس بها..
صرخت بغداد  لنبأ مقتل *ممدوح ، وصرخ لصراخها  العالم في سبتمبر / ايلول 2003، اي بعد الغزو والاحتلال الامريكي الهمجى للعراق (6) بستة شهور.
 ففي ليلة من ليالي سبتمبر / ايلول 2003، اقامت مجموعة من الجنود الامريكيين حفلة شرب (خمر وزنى ولواط ببعضهم البعض)  في حديقة الحيوان ببغداد ، و اثناء الحفل ، قرر احد الجنود التقرب من قفص  النمر ممدوح ، وحين  آصبح قاب قوسيين وآدنى ، وثب  ممدوح وثبته  القاتلة ، عاضا ذراع ذاك المخنث  بكل مالديه من قوة ، وبزئيره الهادر فقد قطع  ممدوح  فريسته  قطعا رغم جور غضبان القفص الحديدى ؛ نعم لقد آفترس  ممدوحا  ذاك المخنث ، آفترسه ليشفى غليل آطفال العراق العزيز  ، مما فزع منظر الفريسة بقية المخموريين فسددوا صوب بنادقهم الغادره على ممدوح وقتلوه في الحال ... 
النمر "ممدوح"  آلهمت  جريمة قتله ملايين العراقيين من السُنة  و بقية نمورالمسلمين  فى الآنظمام الى المقاومة  البطلة ليفترسوا  كل مخنث  آمريكى ، ثآرا للممدوحنا البطل..
ماتزال ذكرى قتل  ممدوح  طرية في نفوس كل العراقيين ، لانه كان آلآبن الوديع الشرس ، والصديق الحميم الثائرالمقاوم ، ورمز للجراءة والشجاعة فى الدفاع عن بغداد الرشيد الخالدة..  
"لقد اجهش  بالبكاء كل من سمع ببطولة ممدوح ودفاعه عن بغداد" ، فقد دافع ممدوح  بكل مايملك من جراءة وشجاعة  ، وعانى كما عانى اهل العراق معا، عانى من الحروب التى شنتها آمركا الظالمة والعقوبات آلآقتصادية الجائرة ، حيث كان العراق ببشره ونموره  يموتوا  جوعا لندرة قوتهم  اليومى ..
ممدوح النمر مازال يؤرق شبحه قاتليه ، ويتأمل العراقيون يوما ليحاسبوا من آرتكب جريمة قتله .. بلا شك  فآن ممدوحا  آبن  بغداد البطلة الذى  آنحاز للموت بدل الحياة  فى دفاعه عن بغداد  ، وآفترس  الهمج الامريكان رغم تماطر زخات الرصاص على جسده الشريف ، فطوبا لابطالنا  الذين آفترسوا الهمج وهم خلف قضبان السجون وآلآقفاص ...
حين تأملت شجاعة هذا النمر البطل ، تذكرت بطولة ابو مصعب الزرقاوى ، لأن العملين قائما على نفس البطولة من الجرءة .
ربما. .قائل ، يقول : آنها مفارقة....
لكن؛ المتأمل في العمق لشجاعتهما  سيستطيع تبين المعالم الكبيرة للجراءة والأشكال الكثيرة فى البطولة  ، على الرغم من قلة الفترة الزمنية لكلا البطليين ، والعنصر الأكثر بلاغة في التشابة  هو الجرءة التى سبقت البطولة .. 
آما المفارقة:  فلا آجد لها مكان على  آلاطلاق  فى حقبة البطلين...
فوثبة ممدوح وافتراسه  المخنث آلآمريكى رغم غضبان السجن القفصى ،  ما هى آلآ  صرخة غضب ، صرخة  إلى عالم  آجمع ، صرخة صدرت عمن يحس بداخله يتمزق ،  ولوثبة البطلان هو  نفس المصدر ، حيث وثب وصرخ  وآفترس كل منهما  المخنث آلآمريكى على طريقته  الخاصة ،  وإن كانت بعض الخطوط الخفية تربط فيما بينهما في الحالتين  والتى لايعلمها الآ الله سبحانه وتعالى.
آنها ..وثبة من وثبات نمور الرافدين ، آفهل من وثبة آخرى   تفترس  الخونة وخنثى آلآحتلال..؟
....
*ممدوح: تسمية آطلقت على نمر من الفصيلة البنغالية فى حديقة الحيوان ببغداد ، قتلته القوات الامريكية بعد آن خاض معها معركة شرسة ، آنتهت بمقتله بوابل من الرصاص وهو حبيس القفص..