أخي الفاضل زهير
المصلح السياسي كالمصلح الاجتماعي، يكتشف ما سيكتشفه من هم في محيطه، قبل أن يكتشفوه بأيام أو شهور، ولكن نادرا ما تطول تلك الفترة لتصبح سنينا.. هذا يعني أن الأوساط الشعبية هي من تهيئ الفرص لبروز قادتها ومصلحيها .. فإن استمر الوضع لمدد طويلة، فهذا يعني بكل تأكيد أن البيئة المنتجة لمثل هؤلاء القادة لم تكتمل بعد.
الحالات الموجودة في بلادنا العربية، تتكلم عن نفسها، لقد تناوب على حكم بلادنا العربية، قادة من مناشئ مختلفة، فمنهم من جاء من وسط أرستقراطي (خلفته الإدارات الاستعمارية) ومنهم من جاء من وسط عسكري، ومنهم من جاء من الأرياف. لكن كل تلك النماذج تحتكم الى البيئة نفسها التي وجدت داخلها، والتي سرعان ما تتقبل الجسم الجديد وتتماهى معه ولا ترفضه رفضا كبيرا ليتحول بعدها الى ارتكاسة في شكل الحكم.
ألم يمر عليك نماذج من المثقفين (الثوريين) الذين لا يتوانوا عن الذهاب لتهنئة وزيرا أو مديرا عاما من أقاربهم أو يذهبون للتوسط لديه في مسألة ما، في حين يقفون شكليا ضد نظام الحكم الذي ينتمي اليه ذلك القريب؟
إن عدم تطابق النظرية مع السلوك العام يتساوى به الحاكم والمحكوم لدينا..
احترامي و تقديري
__________________
ابن حوران
|