أحمدي نجاد الخليجي .. ماذا بعد؟
عندما تتم دعوة رئيس إيران لحضور مؤتمر قمة مجلس التعاون الخليجي، أو أن الرجل قد استأذن من أمير قطر أن يحضر هذا الاجتماع، أو أن وحيا خفيا قد أوحى لمن أوحى أن يدعو رئيس أحد دول محور الشر .. في حين تساوت كل المؤتمرات لأكثر من ثلاث عشرة سنة، في شجب ومطالبة العراق الشقيق (أحد أطراف محور الشر آنذاك) بالامتثال للقوانين الدولية، أو أن دولة اليمن التي رغبت حضور تلك الاجتماعات لكن دون جدوى .. سنعلم عندها أن أمرا هاما يلتصق بتلك الدعوة ..
فرح الرجل بالدعوة، ووجه خطابا في حقيقته كان للداخل الإيراني، ليقول لهم: أنظروا ها نحن ننتصر و نجبر جيراننا على الاعتراف بقوتنا وصواب سياستنا وإجراءاتنا، فقد تعاونا مع أمريكا بالسر في تصفية ما كان يخيفنا من الشرق (طالبان) وفي الغرب (العراق) وها نحن نقترب من قطف ثمار جهودنا ..
لن نخوض بوجهات النظر حول تلك المشاركة الإيرانية، فقد بثتها القنوات التلفزيونية واستدعت الكثير من المحللين السياسيين لشرح جميع أبعادها. لكننا سنتناول الشطر الثاني من العنوان وهو : ماذا بعد؟
لم تكن الراحة بادية على الزعماء الخليجيين من تلك المشاركة، والتي بدت كأنها عطاء وقع بالإلزام عليهم .. ولم تكن صيغة الخطاب المستعلي تروق لا للحاضرين ولا لمن شاهد النقل المباشر ..
هناك من يقول: أن تلك الخطوة كانت من الذكاء لجعل إيران تحس بزهوها بانتصارها ولو لوقت، حتى يتسنى إزاحة عامل التحفز عند قياداتها لتتلقى ضربات جوية ماحقة لمواقعها ذات الإشكالية الجدلية القائمة .. وهناك من يقول إن أمريكا بوضعها الداخلي لن تقوم بتلك الضربات، بل ستنسق مع الكيان الصهيوني ليقوم بجولتين للضربات، جولة أولية تخرج من قواعدها في أربيل بالعراق .. والجولة الثانية ستتحدد بعد تقييم ردة فعل إيران .. وهذا السيناريو سيعفي إدارة بوش من ثقل اعتراض الداخل الأمريكي المأزوم ..
وهناك من يقول: إن هذه الدعوة مقدمة لتشكيل حلف إقليمي لمواجهة إيران بعد إعطائها فرصة كاذبة من الراحة .. ومن يتبنى مثل هذا الرأي يعطي فترة زمنية لا تزيد كثيرا عن أربعة شهور ..
__________________
ابن حوران
|