مكافحة القرصنة
لأكثر من2000 سنة اعتبر القراصنة أعداء للجنس البشري في دول العالم. ومشكلة القرصنة البحرية هي مشكلة قديمة مارسها الفينيقيون واليونان والرومان، والبربر من دول شمال أفريقيا في عصر الإمبراطورية العثمانية خلال القرن السادس عشر وحتى القرن الثامن عشر, إلا أنها اضمحلت في القرن التاسع عشر بفضل الأساطيل العسكرية الإنجليزية والفرنسية.
عادت القرصنة البحرية مرة أخرى في القرن العشرين في بحر الصين، ولكنها ازدهرت منذ عدة سنوات أمام سواحل الصومال وخليج عدن. و القرصنة حاليا لا تقتصر على الاستيلاء على السفن الصغيرة بل تشمل عمليات الاستيلاء والخطف السفن التجارية الكبيرة والضخمة، وسفن البترول بل شملت كذلك السفن الحربية، عندما قام القراصنة بالاستيلاء على إحدى السفن التابعة لدولة أوكرانيا والتي كانت محملة بالدبابات والعربات المصفحة والمعدات الحربية. وترجع قوة وسطوة هذه الموجة الجديدة من القرصنة إلى أن هؤلاء القراصنة يستخدمون الآن أجهزة اتصالات حديثة ومتطورة.
لكل دولة السلطة القانونية في إنشاء سلطة قضائية لضبط القرصنة ومعاقبة المعتدين بغض النظر عن جنسية المجرم أو الضحية. ولكن قرصنة القرن العشرين تحولت إلى مشكلة خطيرة ومتزايدة. فنحن نعيش في مجتمع مترابط ومتصل قائم على اقتصاد عالمي شامل لا يمكنه أن يعمل إذا لم تكن محيطات العالم آمنة للتجارة العالمية.
لذلك كان على دول العالم أن تعمل مع المنظمات العالمية وشركات النقل البحري لمواجهة وكبح أي تهديد متكرر للنقل البحري العالمي وحرية الملاحة التي يعتمد عليها. لقد شكلت هجمات القرصنة في القرن الإفريقي تهديدا لحياة مواطني وبحارة العديد من الدول. حوالي 12% من نفط العالم يمر عبر خليج عدن الذي يعتبر أهم الممرات المائية في العالم. وأكثر من 41% من التجارة العالمية تمر عبر مسارات إفريقية، بما فيها 55% من النفط الخام المنقول بحرا بحسب البحرية الأمريكية. وبشكل عام، كلفة القرصنة البحرية سنويا هي 16 مليار دولار بحسب خفر السواحل الأمريكية. كما أن هجوما واحدا تتضرر منه عدة دول في نفس الوقت.
أحصي 297 هجوم قرصنة و28 عملية خطف عام 2012 ، بحسب مركز المكتب البحري الدولي للإبلاغ عن القرصنة. 75 من هذه الهجمات قام بها القراصنة الصوماليون الذين أسروا 250 رهينة العام الماضي.
وقد شارك أكثر من 100 دولة بمن فيها الولايات المتحدة وأعضاء في الاتحاد الأوروبي في جهود دولية متعددة الأطراف في السنوات الأخيرة تهدف إلى القضاء على القرصنة. كما أن البحرية الأمريكية كانت تقوم بتدريبات نشطة مع القوات البحرية وخفر السواحل الشرق إفريقية في تنزانيا وكينيا ودجيبوتي على أمل أن تتمكن إفريقيا يوما ما من معالجة المشكلة بنفسها.
سوف أتناول في الأيام القادمة الإجراءات والوضع الحالي حول نتائج جهود مكافحة القرصنة.
|