العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات في بحث أشباح بلا أرواح (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد كتاب عظيم الأجر في قراءة القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في مقال الطاقة الروحية براهين من العالم الآخر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد بحث لغز مركبات الفيمانا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى كتاب حكم تنفيذ القصاص والإعدام بالوسائل الحديث في الفقه الإسلامي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: The international justice court (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: نقد تنبيه الأنام على مسألة القيام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الزراعة المثالية ولعنــة الأدويــة الكيماويــة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: New death (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة في مقال البروباغاندا الهدوءُ والفتك (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 25-06-2008, 01:48 AM   #1
صتيمه
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 561
إفتراضي حين ضحى الإمام فيصل بن تركي بحكمه من أجل استقلال عسير!!

نوضح العلاقة التاريخية بين عسير ونجد، وكيف أن الرابطة الاستراتيجية التي تحكم علاقتهما جعلت الحكام التاريخيين لهذين الاقليمين يحرصون على بقاءها حتى لو أدى ذلك إلى تضحية أحدهم بحكمه من أجل تلك الرابطة.
وننقل هنا ما أورده الباحث الدكتور/ خليفة بن عبد الرحمن المسعود، في رسالته للدكتوراة، والتي نشرت في كتاب بعنوان (موقف القوى المناوئة من الدولة السعودية الثانية (1234-1282هـ / 1818-1866م): دراسة تاريخية وثائقية).
حيث أشر الباحث إلى أن الإمام فيصل بن تركي قد عرّض حكمه، ودولته إلى مخاطر كبيرة جراء رفضه الاستجابة لمطالب محمد علي باشا في تقديم المساعدة للقضاء على ثورة أهالي عسير، مما جعل محمد علي باشا يهاجم نجد مرة أخرى، ويسقط حكم الإمام فيصل ويحتل نجد.
يقول الباحث، من صفحة 223 إلى صحفة 227، مع ملاحظة أنني قد أوردت الهوامش الواردة في الكتاب بلون مختلف، لتمييزها عن المتن:
" وحين فشلت وسيلة محمد علي باشا تلك وأدرك مدى قوة موقف الإمام فيصل بن تركي، وتمسكه بأراضي دولته بادر باتخاذ الوسيلة الثانية وهي الضغط على ذلك الإمام لإجباره على دعم القوات المصرية التي عزم على إرسالها للقضاء على ثورة أهالي عسير الذين تمكنوا بقيادة عايض بن مرعي من إلحاق هزيمة فادحة بقوات والي الحجاز أحمد باشا وأمير مكة محمد بن عون عام 1250هـ/1834م، كما غنوا الكثير مما تركه أعداؤهم. (عثمان بن بشر 2/84-85، أحمد دحلان: 310)وكان محمد علي باشا يدرك مدى ارتباط موقف أهالي عسير بموقف الإمام فيصل، واتصلالاتهم به للتنسيق ضد قوات والي مصر (مالك رشوان: المرجع السابق: 306، ويرى أحد الباحثين أن الإمام فيصل كان يعمل لتشجيع أهالي عسير على الثورة ضد قوات محمد علي باشا. مستور محمد الجابري: المرجع السابق: 34). كما كانت الشكوك تراود السلطات المصرية عن دعم عسكري يقدمه الإمام فيصل لأهالي عسير. (ج. ج. لوريمر: المرجع السابق:3/1637)، واتضح الأمر كثيرا عن العلاقة بين الإمام فيصل بن تركي وأهالي عسير حين أرسلوا له كثيرا مما غنموه في معركتهم الأخيرة ضد قوات محمد علي باشا (عثمان بن بشر: المصدر السابق، 2/85. Philbyp.cit. p. 174)، كتأكيد على ولائهم له ورغبتهم بلانضمام تحت لواء دولته (عايض الروقي: حروب محمد علي :196)".
وقد أدى هذا الموقف المتقارب بين الإمام فيصل وأهالي عسير إلى قلق محمد علي باشا خاصة حين بدأ والي العراق العثماني يولي هذا الأمر اهتمامه ويتابع أخبار عسير بواسطة الإمام فيصل (المرجع السابق: 197)، ولذا فإن والي مصر اتخذ أسلوب التهديد مع الإمام فيصل بن تركي حين أرسل إليه وفدا بزعامة دوسري بن عبد الوهاب أبو نقطة ليطلب منه عدداً من المطالب من بينها دفع الخراج لحكومته (عثمان بن بشر: المصدر السابق:2/86) إضافة إلى مساعدات تتمثل بدعم قوات محمد علي باشا في الحجاز المزمع إرسالها إلى عسير بالجمال بعدد يقدره البعض بعشرة آلاف جمل (خير الدين الزركلي: شبه الجزيرة العربية: 1/45، ويقدره آخرون بخمسة عشر ألف جمل: Winder: op. cit. p. 108)، مع إعلان التبعية لحكومة الحجاز (عبد الفتاح أبو عليه: تاريخ الدولة السعودية الثانية: 56)، وضرورة القدوم لمقابلة والي الحجاز أحمد باشا للتباحث معه في أمر القضاء على ثورة عسير (محمد نخلة: المرجع السابق 67).
ولا شكل أن إرسال دوسري كان بهدف اختبار ولائه لمحمد علي باشا، وإحراجه مع من كان تابعاً لهم، ولا سيما أن دوسرياً كان لا يزال يحتفظ بالود والولاء للدولة السعودية (موريس تاميزيه: المرجع السابق: 35 وهذا ينفي صفة الخيانة التي وصف العجلاني بها دوسريا. منير العجلاني: عهد الإمام فيصل بن تركي، ط1، بيروت، دار النفائس، 1415هـ/1994م: 37) رغم إقامته طويلاً في مصر وما أولاه له محمد علي من عناية ورعاية.
ويعلل ابن بشر مطالب محمد علي باشا تلك بالتذرع لمناصبة فيصل العداء ومن ثم إرسال قواته إلى نجد للسيطرة عليها (عثمان بن بشر: المصدر السابق:2/86)، خاصة أنه يدرك مدى العلاقة القوية التي تربط الإمام فيصلاً بأهالي عسير مما يجعل قبوله للطلب أمراً بعيد المنال في ظل معرفته التامة بأن جيش محمد علي باشا في الحجاز مصدر خطر كبير عليه سواء استخدم ضد دولته أو ضد ثورة عسير (عبد الله العثيمين: تاريخ المملكة: 1/242)".

ويستمر الباحث في سرد الأحداث إلى أن يقول:
"ومن الواضح أن محمد علي باشا كان يدرك أن الإمام فيصلاً لن يقبل بذلك الطلب لضخامة العدد المطلوب من الجمال، ولأن قدومه للحجاز مخاطرة كبيرة قد ينجم عنها القبض عليه هو إرساله إلى مصر، ولم تفلح محاولة الإمام فيصل بن تركي بتوسيط والي الحجاز أحمد باشا لإقناع حكومة محمد لي باشا بالموافقة على مطلبة (عبد الفتاح أبو عليه: تاريخ الدولة السعودية الثانية: 57)، بل إن جلوي بن تركي وقبل أن يعود إلى نجد اطلع بواسطة والي الحجاز على ما عزم عليه محمد علي باشا من إقصاء الإمام فيصل عن الحكم، وتعيين خالد بن سعود المقيم في مصر بدلا عنه (عايض الروقي: حروب محمد علي :198)، لأنه وكما تقول الوثائق أبدى استعداده لمهاجمة عسير بجنود من أهل نجد حين وصوله إلى هناك (Hatti-Humayun: No. 23133. Tarihi: 8-10- 1254)، الأمر الذي يدل على ارتباط كبير بين عودة نشاط محمد علي باشا المناوئ للدولة السعودية الثانية وبين موضوع القضاء على ثورة عسير.
وقد أعلن محمد علي باشا سياسته تلك بشكل رسمي منذ شهر محرم سنة 1252هـ في رسالتين ينبئ مضمونهما عن اهتمامه الكبير بالأمر واستعداده للحضور بنفسه إلى الجزيرة العربية لتنفيذ ما عزم عليه من تجريد حملة عسكرية قوية ضد الإمام فيصل بن تركي، لأنه "أظهر عدم الانقياد بتردده في إعطاء بعض ما يلزم للجيش....." (معيه تركي: دفتر (70) وثيقة (407) رسالة من الجناب العالي إلى عباس باشا بشأن إرسال الغلال إلى الحجاز لدعم حملة اسماعيل بك، 19 محرم 1252هـ)، ولأنه بذلك قد "أظهر التمرد ...." (معية تركي: دفتر (70) وثيقة (489) رسالة من الجناب العالي إلى حبيب أفندي بشأن تجريد حملة ضد فيصل بن تركي، 29 محرم 1252هـ).وهكذا كان اعتذار الإمام فيصل عن تقديم المساعدة ذريعة لمحمد علي باشا لبدء حملاته العسكرية من جديد ضد الدولة السعودية الثانية...".
ثم يستمر الباحث في سرد الأحداث، حتى يصل إلى عودة الإمام فيصل بن تركي للحكم مرة أخرى. وتتكرر محاولات العثمانيين هذه المرة، فيرسل إسماعيل باشا (حاكم مصر) رسالة إلى الإمام فيصل بن تركي بتاريخ 25 ذي الحجة 1280هـ، " يطلب منه التعاون مع القوات التي قرر إرسالها بطلب من السلطان العثماني لقتال أهالي عسير، وطلب منه تسهيل أمور الحملة وتقديم ما يلزمها...". (ص 399)
ويستمر الباحث، فيؤكد أنه الإمام فيصل رفض مرة أخرى مساعدة الدولة العثمانية ضد أهالي عسير، رغم استخدامه، في هذه المرة، سياسة اللين والمداهنة، لكنه في النهاية لم يحقق مآرب الدولة العثمانية. يورد الباحث:
" ولقد جاء ذلك التكليف أقسى امتحان للإمام فيصل إذ لم يعد لديه خيار إلا تنفيذ ما طلب منه أو رفض المهمة، ففي حال قبول المهمة فإن ذلك يعني إعلان الحرب على جزء من دولة آبائه وأجداده، وحلفاء مخلصين ومؤيدين له....." (ص 400)
إلى أن يقول الباحث: " وهنا تتجلى براعة الإمام فيصل بن تركي وحنكته السياسية، فلم يبد جوابا واضحا فضل السكوت امتصاصا للحماس العثماني، كما أن علاقته الطيبة مع مؤيديه في عسير تمنعه من تقديم المساعدة لأعدائهم، لذا عاد إلى حياده ولم يقدم الدعم للقوات العثمانية...." (ص 400)

منقول
__________________
ان لم تكن معي والزمان شرم برم...لاخير فيك والزمان ترللي
صتيمه غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 25-06-2008, 01:51 AM   #2
صتيمه
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 561
إفتراضي

في عام 1269هـ هاجم المصريون عسير، فتصد لهم العسيريون وهزموهم شر هزيمة، وغنموا الكثير من الغنائم. وبعث الأمير عايض بن مرعي جزء من الغنائم إلى الإمام فيصل بن تركي آل سعود ومعها قصيدة للعلامة علي بن الحسين الحفظي، قال فيها:





أيـا أم عبـد مـالـك والتـشـرد
ومسـراك بالليـل البهيـم لتبعـدي
ومأواك أوصـاد الكهـوف توحشـاً
ومثـواك أفيـاء النصـوب وغرقـد
وما جاوزت ساقاك من سفح رهـوة
وأشعافهـا مـا بيـن عـال ووهـد
ومسراك من ذات العميـق وكوثـر
ونهـران مـزور القـذال الملـبـد
وما السر إن أبدلت قصـراً مشرفـاً
وعرشـاً وفرشـاً بالقـرى والتلـدد
فمـا مثـل هـذا منـك إلا لضيقـة
من العيش أو من سوء أخلاق معتدي
فقالت: رويداً يـا أبـا عبـد إنمـا
أضاق بنـا ذرعـاً شديـد التوعـد
عرمرم جيش سيق من مصر معنفـاً
يهتـك أستـار النسـاء ويعـتـدي
ويسبـي ذراري الأكرميـن جبـارة
وينظـم سـادات الرجـال بمقـلـد
فقلت لهـا: مـن دونكـن ودونهـم
ضـروب حمـاة بالحديـد المهنـد
وضرب يزيل الهام عما ربـت بـه
ويظهـر مكنونـات أجـواف أكبـد
وطعنـاً تـري نفـذ الأسنـة لمعـاً
من القوم يعوي جرحها لـم يسـدد
قفي وانظري يـا أم عبـد معاركـاً
يشيب لها الولدان مـن كـل أمـرد
وإن كنت عنها في البعـاد فسائلـي
ففيها أسـود مـن مغيـد بمرصـد
وفيها ليوث الأزد مـن كـل شيعـة
يصالون نار الحرب حزنـاً لمفسـد
وفيها رئيس (عائض) حول وجهـه
حياض المنايا أصدرت كـل مـورد
خليفـة عصـر للحنيفـي مثـقـف
لما اعوج منه فـي حجـاز وأنجـد
فيالك من يوم (الحفيـر) ومـا بـدا
لريدة مـن طـول الغمـام المشيـد
ويالك مـن يـوم اللحـوم سباعـه
شباع وطير الجـو تحظـى لمشهـد
ويالـك مـن أيـام نصـر تتابعـت
بها من شواظ الحـرب ذات التوقـد
تطامت رقاب (الروم) فيها عيوقهـا
كمـا عـاق دود للجـراد المـقـدد
فأضحى جثاثاً فـي البقـاع مركمـا
تزعزعـه ريـح العشيـة والـغـد
ويالك مـن يـوم (المـرار) لـواؤه
تقنع بالصرعـى بـه كـل مقصـد
كـأن تقحـام الشـريـد وعــوره
قـرود نحاهـا فجـأة أعسـر اليـد
تخرمهـا نحـر الهجيـر وإنـهـا
لتعهد منـه فـري نـاب ومفصـد
ويا عجباً من في (حبضي) وما دنـا
لوادي (كسـان) مـن قتيـل مسنـد
وفي ربوة (الشعبين) داهيـة أتـت
عليهم فمـا أغنـى دفـاع بعسجـد
ويم (المقضى) قد تقضـت أمورهـم
بفاقـرة الظهـر التـي لـم تضمـد
ومن قبل ذا يوم (العزيـزة) عزهـم
ذليـل بضـرب المشرفـي المجـرد
كتائب فيها أضرمـوا ثـم غـودروا
بأشلائهـم قانـي الــدم المكـنـد
بأيدي رجـال مـن شنـوءة جدهـم
رقى بهم مجـداً إلـى حـذو فرقـد
تداعى عليهم من صميـم أصولهـا
ثبـات وجمـع كالمحيـط المـزبـد
ففاخر بهم يا خاطبـاً فـوق منبـر
على الناس فاقوا بالحسـام وسـؤدد
فليهن بنو قحطـان مجـد فخارهـم
مدى الدهر في نـادي بـواد وأبلـد
فيـا راكبـاً إمـا لقيـت ببيـشـة
ومـا دفعتـه مـن ضـراب وفدفـد
فسلم على قبر ابـن شكبـان سالـم
فقد كـان قدمـاً قادمـاً كـل سيـد
يحامي على التوحيد حتى عرى لـه
من الحتف كأس جرعـه ذو تـردد
ومر على أجزاع (ضلفع) وقف بهـا
قليلاً وما يغنيك عن ضـرب مبعـد
على ظهر قبـاء الكلـى لا يريبهـا
حفـا حـزن منجـاة قفـر منـكـد
تثر الحصا بالخف كالحـذف قبلهـا
وقد ضـاق همـا صدرهـا للتبعـد
كما ثر عن عيـن برمـلان وحشـه
يجفـلـه قـنــاص بالـتـرصـد
توسمـت (الوسمـى) أمـا بكـوره
فمن (نقا الدهناء) سعدانهـا النـدي
وأمـا ثوانيـه فـإن زال ظعنـهـا
فمن (حضن) حتى (الرشاء) الممهـد
تـعللها منـه غــواد فاشـطـأت
بقـول ورمـث زهرهـا ذو تطـرد
فأضحت تاسمى في (سنـام) كأنهـا
بخد تليع (الهضب) عالـي التصعـد
فقـل لمعـد لا تـغـر بسرحـهـا
فتلقى كمـاة الحـي جنبـاً بموعـد
بسمر العوالـي والمواضـي دونهـا
ومبيض موضون الحديـد المسـرد
وأما أجازتك (الدخول) ف(حمومـل)
ف(صبحا) ف(السراديـح) فاعتـدي
وسقها علـى نجـد يؤمـك ليلهـا
بنات لنعش والضحى فيـه تهتـدي
وإن خلأت يومـاً لشحـط مزارهـا
فأبـدل بهـا عينـاء ذات التـعـرد
ودعها عن التهجيـر حتـى إذا رأت
وروداً بماء مـن (صفـار) فـأورد
وأشرف على وادي اليمامـة قائـلاً
ودمعك سفاحاً على الخـد والثـدي
سـلام علـى عبدالعزيـز وشيخـه
وتابـع رشـد لـلإمـام المـجـدد
دعا النـاس دهـراً للهدى فأجابـه
فئـام فمنهـم عالمـون ومقـتـدي
وقفاهمـا حـذواً (سعـود) بسيفـه
مميز مجـود النقـود مـن الـردي
وعرج بها ذات اليمين وقـد هـوت
على عرصـات للريـاض بمقصـد
وناد بأعلى الصوت بشرى (لفيصل)
ومن نسل سـادات الملـوك مسـدد
إليـك نظامـاً نشـره فـي وقائـع
على جحفل المصري قد شـد باليـد
فعشرون ألفاً قـد قضـى الله منهـم
فمـا بيـن مقتـول وعـار مجـرد
ولم ينج منهم غيـر قـواد قومهـم
علـى صافنـات فـي قليـل معـود
كـأن أنيـن المومقيـن ومـن بـه
جـوارح رمـي قاصفـات لأعـمـد
أنين معيـز زارهـا داؤهـا الـذي
بأكبادهـا أضنـى عليهـا ليعتـدي
أو ساكني الأمصار قـد حـل فيهـم
عقاص فأصماهم علـى كـل مرقـد
أتاهم بها إذ غـاب نجـم مشعشـع
من الجو في مغرابه نحـس أسعـد
فكل الـذي لاقـوه يحسـب دونمـا
تعكس مـن حـزم الهمـام المعمـد
فقـل لدليـل القـوم هـلا أفــاده
من العلـم أن البغـي قتـال معتـد
ومهمـا أعادتـه الأمانـي لحربنـا
نصبنـا لهـم أمثالهـا بالمـجـدد
ويـا قافـلاً إمـا ثنيـت زمامـهـا
وأقبلـت مـا استدبرتـه للتـعـود
ولاح سهيـل ضاحكـاً لـك ثغـره
وقـد لمحتـه عينهـا مفلـق الغـد
فسلم على الأحبـاب تسليـم موجـد
ولا تنس جيـران (البجيـر) بألحـد
وآخـر قولـي وابتـدائـي فيـهـم
صلاة وتسليماً علـى خيـر مرشـد
وآل وصحـب كلمـا قـال منـشـد
أيـا أم عبـد مـالـك والتـشرد
__________________
ان لم تكن معي والزمان شرم برم...لاخير فيك والزمان ترللي
صتيمه غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 25-06-2008, 01:51 AM   #3
صتيمه
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 561
إفتراضي

حين وصلت قصيدة الحفظي أعلاه التي بعثها الأمير عايض بن مرعي إلى الإمام فيصل بن تركي، بعثها الأمام فيصل إلى عدد من الشعراء ليردوا عليها، ثم أختار أحسن تلك الردود، وهي قصيدة أحمد بن علي بن مشرف، ثم بعثها إلى الأمير عايض بن مرعي. وإليكم القصيدة:





بشير سعـاد جـاء نحـوك فسعـد
وقد وعدت وصـلا فأوفـت بموعـد
لقد عرفـت وقـت المـزار فأقبلـت
إليك وقـد نامـت عيـون الحسـد
فجاءت تجر الذيـل خشيـة قائـف
لمعرفـة الآثـار بالحـدس يهتـدي
يؤرج ترب الأرض عـرف عبيرهـا
وتهدي لسمع الصب وساوس عسجد
أتتـك سحيـراً والنجـوم كأنـهـا
دراري ترى في قبـة مـن زبرجـد
فلما حوتها عرصـة الـدار سلمـت
سـلام حبيـب زائــر ذي تــودد
فقر بنيـل الوصـل عينـاً وطالمـا
تبيـت لذكـراهـا بليـلـة أرمــد
فتاة يريـك الصبـح غـرة وجههـا
ويبدو الدجى من شعرهـا المتجعـد
ويعجب غصن البان إن هبت الصبـا
لـه سحـر مـن قدهـا المتمـيـد
يريك ابتساماً لامـع البـرق ثغرهـا
ويسفـر عـن شهـد ودر منـضـد
فقد جملـت كـل المحاسـن جملـة
فلم يستطـع تفصيلهـا مـن معـدد
وفاقت جمـالاً كـل هيفـاء كاعـب
إذا ما مشت ما بيـن غيـد وخـرد
فاعص جميـع العاذليـن ولا تطـع
بهـا كـل واش لائــم أو مفـنـد
فلو برزت يوماً لغيلان(1) لـم يهـم
بمي ولـم يبـد القريـض لمنشـد
ولو لمحت بالطرف طرفة(2) ما بكى
لخولـة أطـلال ببـرقـة ثهـمـد
لقد أصبحت فـي الغانيـات فريـدة
كما انفرد الوالـي بحـزم وسـؤدد
حليف المعالي فيصلٌ(3) ناصر الهدى
مذيق العدا كـأس الـردى بالمهنـد
ترى الوفد والأضياف من حول قصره
عكوفاً كـورد حومـاً حـول مـورد
فيصـدر كـل مـدرك مـا يرومـه
من الفضل والجدوى ومن كل مقصد
يقضـي ببـذل المكرمـات نهـاره
سماحـاً ويحـي ليلـه بالتهـجـد
لقد سـاد أبنـاء الزمـان وفاقهـم
بعفـو وإقـدام وكـف لـه نــدي
وميـراث مجـد نالـه عـن أئمـة
سموا للعلا حتى استووا فوق فرقـد
حنيفيـة فــي دينـهـا حنفـيـة
فأنسابهـم تعـزى لأفخـر محـتـد
هم نصروا التوحيد بالبيض والقنـا
فنال المنـى بالنصـر كـل موحـد
وآووا إمـامـاً قــام لله داعـيـاً
يسمى بشيخ المسلميـن محمـد(4)
لقد أوضح الإسـلام بعـد اغترابـه
وقد جـد فـي إخفائـه كـل ملحـد
وجـدد منهـاج الشريعـة إذ عفـت
فأكـرم بـه مـن عالـم ومـجـدد
وأحيا بدرس العلـم دارس رسمهـا
كما قد أمات الشرك بالقـول واليـد
وكـم شبهـة للمشركيـن أزاحهـا
بـكـل دلـيـل كـاشـف لـتـردد
وألف فـي التوحيـد أوجـز نبـذة
بها قد هدى الرحمن للحق من هـدي
نصوصاً من القرآن تشفى من العمى
وكـل حـديـث للأئـمـة مسـنـد
فـآزره عبدالعـزيـز(5) ورهـطـه
علـى قلـة منهـم وعيـش منكـد
فما خاف في الرحمـن لومـة لائـم
ولم تثنـه صـولات بـاغ ومعتـد
وقفا سعود(6) إثـره طـول عمـره
إلى حين وري في الصفيـح الملحـد
وقد جاهدوا فـي الله حـق جهـاده
فمـا وهنـوا للحـرب أو للتـهـدد
وكم غارة شعواء شنوا علـى العـدا
وكم طـارف منهـم حـووه ومتلـد
وكم سنة أحيوا وكـم بدعـة نفـوا
وكم هدمـوا بنيـان شـرك مشيـد
وقائعهـم لا يحصـر النظـم عدهـا
وإن تسأل السمار عـن ذاك ترشـد
وكم لهم من وقعـة شـاع صيتهـا
بهـا أيـد الرحمـن سنـة أحـمـد
وكـم فتحـوا مـن قريـة ومدينـة
ودانـت لهـم بـدو وسكـان أبلـد
وكم ملكوا مـا بيـن ينبـع بالقنـا
وما بين جعلان إلـى جنـب مزبـد
ومـن عـدن حتـى تنيـخ بأيلـة
قلوصك من مبدا سهيل إلى الجـدي
وقد طهروا تلـك الديـار وطـردوا
ذوي الشرك والإفسـاد كـل مطـرد
بأمر بمعروف ونهـي عـن الـردى
وبالصلـوات الخـمـس للمتعـبـد
وقد هدموا الأوثان فـي كـل قريـة
كما عمـرت أيديهـم كـل مسجـد
فكن ذاكـراً فـوق المنابـر فخرهـم
وناد بـه فـي كـل نـادٍ ومشهـد
تغمـدهـم رب العـبـاد برحـمـة
وأسكنهـم روض النعيـم المخـلـد
ولا تنـس ذا الحـي اليمانـي إنـه
لشيعة أهل الحـق بالحـق مقتـدي
قبائل من همـدان أو مـن شنـوءة
من الأزد أتباع الرئيس المسـود(7)
هم قد حموا للديـن إذا فـل عضبـه
وبـدد منـه الشمـل كـل مـبـدد
فهـم فئـة للمسلمـيـن ومعـقـل
وكهـف منيـع للطريـد المـشـرد
سما للعلا حقاً علي (8) ولـم يـزل
يـروح بأسبـاب الجهـاد ويغتـدي
وكـم عسكـر للمسرفيـن أبادهـم
بحـد الظبـا والسمهـري المسـدد
وصيرهم صنفيـن مـا بيـن هالـك
وبيـن أسيـر بالحـديـد مصـفـد
وما زال يغزوهـم ويرمـي ديارهـم
بفرسان حرب في الـدلاص المسـرد
وفتح المخا بالسيـف للديـن آيـة
وزجـر وإنـذار لأهــل التـمـرد
فلما تولـى عاضنـا منـه عائـض
إمـام همـام كالحسـام المـجـرد
فما زال يحمي بالسيوف حمى الهدى
ويردي العدا في كل جمـع ومحشـد
ويهزم منهم عسكـراً بعـد عسكـر
ويضرب من هاماتهـم كـل قمحـد
فلما أتـى الأحـزاب منهـم وألبـوا
شفا النفس من أعداء ديـن محمـد
فـلا زال تأيـيـد الإلــه يـمـده
بنصر وإسعـاف علـى كـل مفسـد
ودونكهـا بكـراً عروسـاً زففتهـا
إليك تهـادى فـي حريـر وعسجـد
تجشمت الأخطار شوقاً ولـم تهـب
وطيس هجيـر أو وغـى ذي توقـد
إليك من الإحسـاء زمـت ركابهـا
فكم جاوزت مـن فدفـد بعـد فدفـد
فأحسن قراهـا بالقبـول وبالرضـا
ودع أم عبـد عنـك ذات التـشـرد
وأحسن ما يحلـو بـه الختـم أننـا
نصلي دواماً في الرواح وفـي الغـد
على المصطفى والآل ما هبت الصبا
ومـا أطـرب الأسمـاع المـغـرد


1- غيلان: أسم ذي الرمة الشاعر الذي هام بمي.
2- طرفة: طرفة ابن العبد الذي تغزل في معلقته بخولة.
3- فيصل: فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود.
4- محمد: الشيخ محمد بن عبد الوهاب صاحب الدعوة الإصلاحية.
5- عبد العزيز: عبد العزيز بن محمد بن سعود، ثاني أئمة آل سعود في الدولة السعودية الأولى.
6- سعود: سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود، ثالث أئمة آل سعود في الدولة السعودية الأولى.
7- الرئيس المسود: الأمير عايض بن مرعي، أمير عسير.
8- علي: الأمير علي بن مجثل، أمير عسير.
__________________
ان لم تكن معي والزمان شرم برم...لاخير فيك والزمان ترللي
صتيمه غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 25-06-2008, 01:53 AM   #4
صتيمه
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 561
إفتراضي

في عام 1219هـ حدث خلاف بين الأمير عبد الوهاب بن عامر المتحمي وبين الشريف حمود أبو مسمار، إذ كان الشريف يحاول الانفصال عن التبعية لعبد الوهاب، فطلب الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود من الطرفين القدوم إلى الدرعية من أجل النظر في الخلاف بينهما. فاستجاب الأمير عبد الوهاب للطلب، وحمله العلامة محمد بن أحمد الحفظي رسالة إلى الإمام سعود وقصيدة، توصيه خيرا بالأمير عبد الوهاب وتبثه مشاعر العسيريين ناحية الإمام سعود والدعوة الإصلاحية. وأنا أقتصر على إيراد بعض هذه القصيدة لطولها:
فبعد أن أورد ستة وثلاثون بيتا وصف فيها حال الحزيرة العربية قبل دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ثم ظهور الدعوة، قال:





وأبـو سعـود مستقيـم ثابـت
يحمي جوار الداعـي المفضـال
حتـى أراد الله نـصـر ديـنـه
بقتال أهـل الشـرك باستئصـال
فسرت سرايا آل مقـرن قبلهـم
عبد العزيـز بسيفـه المصقـال
ذاك الخليفـة والإمـام المتقـى
الراعي الداعـي لخيـر خصـال
فوق الركاب وفوق خيـل ضمـر
متضابحـات رأس كـل قــلال
لمع السيوف كبارق فـي ظلمـة
والنقع فـوق رؤسهـم كظـلال
من كل قرم في الضراب سميـدع
قـرم إلـى لحـم العـدا قتـال
والنصر معقـود علـى راياتهـم
والله عاملهـم بخـيـر نــوال
والغزو يتلو بعضـه بعضـا إذا
صدر السرايـا جهـزو اللتالـي
حتى أقر الناس بالتوحيـد عـن
برهان سيف أو عـن استـدلال
وانقادت الأمـم الكثيـرة للهدى
وعساكر القـرآن فـي استقبـال
وشعائر الإسلام في أعلى الـذرى
والشرك في أسفل وفـي إسفـال
والمرء يخجل أن تذكر ما مضـى
ويعض من ندم علـى الأوصـال
ولنـا بحمـد الله سبـق إجابـة
مـن غيـر رد قبلهـا ومطـال
وأميرنا أعني (بن عامر) تابـع
يقفو الحوافـر للإمـام الوالـي
وأتاه شوق للوصال إلـى الـذي
ورث المكـارم والـد الأشـبـال
أعني سعودا مـن سعدنـا منـه
بالسعد السيع وفوق ما في البال
فاستوص خيرا يا سعود إمامنـا
بأميرنـا وأمنـحـه بالاقـبـال
واذكر لآل الشيخ أشياخ الهـدى
لا يذخرون عن الأميـر معالـي
وأخي صفي الدين أحمد قل لـه
يرويـه مـن مـاء لديـه زلال
وعليكم أزكى السـلام جميعكـم
يعتـاد بالابـكـار والآصــال
وعلى ذويكم وابن غنـام التقـي
ويعـم كـل أخ لكـم وموالـي
مني ومن شيخي أبي الحفظي من
يـهـواكـم لله لا لـلـمــال
وأخوكـم مستنظـر لدعائـكـم
بشفائـه ودوائـه فـي الحـال




ثم بدأ في وصية الإمام سعود بوصايا فيها العبر والتأمل، فقال:





ووصيتي لك يا سعود إمامنـا
وأنا المقصر والجهول التالـي
أن تستقيم على الكتاب وسنة
وتقيم وزن القسط في الأقوال
وتقيم دعوة شيخكـم وأبيكـم
وتجدد الدين الصحيح البالـي
متفقدا حال الرعايـا مشفقـا
من غير ما عنف ولا إهمـال
والله أسأل للجميـع رضـاءه
والفوز عند خواتـم الآجـال
وصلاة ربي والسلام على الذي
حسن الجهاد وصحبـه والآل
__________________
ان لم تكن معي والزمان شرم برم...لاخير فيك والزمان ترللي
صتيمه غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 25-06-2008, 01:55 AM   #5
صتيمه
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 561
إفتراضي

في عام 1224هـ وصلت رسالة من إمام اليمن أحمد المتوكل بن المنصور إلى العلامة محمد بن أحمد الحفظي الألمعي العسيري يخبره فيها بوصول وفد إليه من الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود يدعوه للاستجابة لدعوة التجديد، فبعث المتوكل يسأل الحفظي عن سيرة الإمام سعود وأحوال الدعوة، فأجابه الحفظي بأرجوزة مكونة من ستة وخمسون بيتا، نورد منها الشاهد، وهو الجزء الأخير فيها:





وقد أتتني يا أخـي رسالـة
من ذلك الندب أخ البسالـة
تخبر عن عصابـة ووفـد
جاءت إليه من إمـام نجـد
معرضا في تلـك بالسـؤال
عن زبدة الأقوال والأفعـال
وما نراه من صفات القـوم
وما يكـون غايـة للعـوم
وإنني أحمي هديت سمعـي
وبصري عن كل شيء بدعي
في الدعوة الواضحة الجليلة
إلى معاني لفظـة التهليلـة
وكل دعوى فعليهـا حجـة
تهدي المريد واضح المحجة
مجدديـن سبـل الـسـلام
متبعيـن سـيـد الأنــام
يدعون للتوحيـد والتفريـد
وتركنا الإشـراك والتنديـد
مجاهدين بالنفوس والمهـج
على صراط مستقيم لا عوج
وتابعيـن للفتـى سـعـود
بأوثـق الإيمـان والعهـود
ذاك الإمام الفارس المفضال
العالـم العلامـة العـمـال
وعنده من علمـاء السنـة
من يحمل الأسياف والأسنة
في خلق مستحسـن كريـم
وعندهـم البعيـد كالحميـم
وقد اجابته الجموع الجمـة
والنصر معقود بتلك الهمـة
معظمـا شعائـر الاسـلام
وهادما مشاعـر الأصنـام
وقد رأيـت منكـم رسالـة
إليه تمشي في البها مختالة
شممت منها نسمة الوفـاق
وشمت منها لمعة البـراق
والاجتماع في طريق الحـق
مطلب أهل الاهتداء والصدق
وبيننـا وبينهـم مراسلـة
في غاية الولاء والمواصلة
وإننـي مرتقـب بـشـارة
تسعى بها الركبان والسيارة
فأسـأل الله صـلاح الكـل
وحقق الظن بمجمع الشمـل
__________________
ان لم تكن معي والزمان شرم برم...لاخير فيك والزمان ترللي
صتيمه غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .