الرد على مقال هل الجن والشياطين يسكنون البحار ؟
المقال لزهرة إبراهيم وكعادة الكثير من القرآنيين لا يتناولون إلا الغرائب والعجائب التى يأتون بها وهو أمر غريب أن ألوف من الأشخاص لا تجد فيهم من يتكلم عن التعليم وإصلاحه أو الاعلام وإصلاحه أو تنظيم عمل المنظمات الصحية أو تنظيم المجتمع ..... كل ما يتعلق بتنظيم حياة المسلمين بعد غائب عند القرآنيين إلا قليلا جدا فمنذ أكثر من عقد لم أجد أحد يتكلم في الموضوعات التى هى ستفيد الناس في حياتهم الحالية وإنما الموضوعات التى يتم الحديث عنها كلها تدور في إطار التاريخيات أو في إطار الموضوعات البعيدة عن منفعة المسلم المعاصر
مقال زهرة إبراهيم من نفس النوعية وهو إجابة نظن أنها جديدة ومع هذا تمت مناقشتها من قبل
استهلت المقال بسؤال وردت عليه وأجابت في البداية إجابات صحيحة فقالت :
"هل الجن والشياطين يسكنون البحار ؟
* الإجابة لا !!
* ما يستنبط من القرءان يدلنا على خطأ الاعتقاد السائد بأن الجن والشياطين يسكنون البحار والمحيطات أو أن البعض منهم فقط يسكن البحار والمحيطات ، أو أن إبليس عرشه على الماء وما إلى ذلك من خرافات ومعتقدات خاطئة تتعارض مع العقيدة ومع ما يستنبط من القرءان الكريم
* عندما تحدث القرءان عن ملك سليمان عليه السلام وتسخير الله للشياطين لخدمة ملك سليمان عليه السلام
قال تعالى ( وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ ﴾ [ سورة ص: 37]
(( بناء )) صيغة مبالغة تعنى كثير البناء
(( غواص )) صيغة مبالغة تعنى كثير الغوص
* فلو كان الجن والشياطين أوفئة منهم يسكنون البحار لما أطلق القرءان عليهم ذلك التوصيف (( غواص ))
حيث إن البحار وقتها ستكون بيئتهم الطبيعية التى يعيشون فيها ويألفونها ولا يحتاجون لأن يمتهنوا تلك المهنة أو الحرفة أو المهارة والوظيفة التى يمتهنها البعض من بنى آدم والتى يطلق عليها غواص
* لو كان البعض من الجن والشياطين يسكنون البحار كان المولى عز وجل سخر من تلك الفئة من يحضرون ما يحتاجه ملك سليمان من أعماق البحار ويأتون به دون توصيفهم بأنهم غواصون
* اذا توصيفهم بأن منهم كل بناء وغواص ساوى بين الجن والإنس من حيث البيئة الحياتية ومن حيث القدرات والحرف أو المهن والوظائف والأليات كذلك "
وكل ما سبق من كلام صحيح ولكنها خرجت عن الموضوع لموضوع أخر مع وجود ارتباط بينهما وهو قدرات الجن وتكلمت كلاما صحيحا فقالت :
* فلا صحة لما يعتقده البعض من القدرات الخارقة للجن التى يتخيلونها ، وكأن الجن بإمكانه ان يقول للشيئ كن فيكون
حاش لله !!
* تلك المعتقدات خاطئة الجن له قدرات محدودة ومتفاوتة بينهم ، وإن فاقت قدرات الإنس فى بعض الأمور
* الجن يستخدم الأسباب والأليات وله نفس الوظائف والمهارات شأنه فى ذلك شأن الإنس تماما
* الجن بناء غواص يصنع تماثيل ومحاريب
يعمل ويصاب بالتعب والنصب والعذاب الأليم جراء العمل الشاق
﴿ فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّو كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ﴾[ سبأ: 14]
* يستغرق وقتا ما فى الإنتقال ونقل الأشياء والسفر بها
قال عفريت من الجن انا آتيك به قبل ان تقوم من مقامك
قال الذى عنده علم من الكتاب (( اللى هو من الجن أيضا )) انا آتيك به قبل أن يرتد اليك طرفك إذا الجن له قدرات محدودة ومتفاوتة وتختلف قدراته تلك من نفر لآخر من الجن تبعا لامتلاكه للعلم والأسباب ،
وتفوقه نسبيا فى ذلك عن الإنس
هو شبيه بتفاوت القوة والقدرات بين البشر بعضهم البعض !!
* اذا الجن له قدرات متفاوته تبعا لإتباعه لأسباب العلم والقوة والتقدم
الجن لا يقول للشيئ كن فيكون
* كما ان تكاليف وفرائض و شرائع الدين و الإسلام المفروضة على الجن والإنس على حد سواء كلها تخضع لطبيعة ونواميس من يعيشون على الأرض وليس فى اعماق البحار "
وبعد هذه الفقرة المعترضة عادت للموضوع الأصلى فأحسنت القول فقالت:
"يعنى مثلا هل يتوضأ ويصلى الجن ويسجد فى أعماق البحار !!
هل يحج فى أعماق البحار !!هل يصوم فى أعماق البحار !!
والمولى عز وجل يعدل ويساوى بين مخلوقاته فليس من المتصور ان يفرض المولى عز وجل نفس الفرائض والتكاليف والثواب والعقاب والفتن والابتلاءات على مخلوقات وعباد بعضهم يعيش فى بيئة الأرض اليابسة والبعض الأخر يعيش فى بيئة الماء !!
كيف يتحقق العدل والمساواة اذا !!"
إلى هنا والكلام صحيح ولكنها أتت بموضوع أخر اعتراضى أخطأت فيه حيث زعمت أن إبليس هو أول الجن فقالت :
" فى بداية الخلق وأثناء مشهد سجود الملائكة لآدم عليه السلام ، كان إبليس وهو أول خلق الجن ونظير آدم والذى هو أول خلق الإنس كان إبليس حاضرا فى مشهد سجود الملائكة لآدم
ذلك المشهد الذى كان على الأرض بمكة حيث اول بيت وضع للناس
كما وضحنا سابقا فلو كان الجن يسكنون البحار ، لكان أولى الناس فيهم بذلك هو إبليس نفسه ، ولما كان وقتها حاضرا فى مشهد السجود لآدم ، ولا كان خرج من الجنة قبله ، وهبط منها هبوط درجة هو وجنسه بأمر إلهى معه فالأمر الإلهى بالهبوط من تلك الجنة (( الأرضية )) إلى العيش فى الأرض كافة وشقاءها كان للثقلين معا ، ولم يكن لأدم وزوجه أو للإنس فقط "
وفى الفقرة عدة أخطاء :
الأول : إبليس هو أول الجن وهوما يخالف أن الجان هو أبو الجن كما قال تعالى :
" والجان خلقناه من قبل من نار السموم"
الثانى أن سجود الملائكة لآدم(ص) كان في جنة أرضية في مكة وهو ما يخالف أن الملائكة تعيش في السموات كما قال تعالى :
" وكم من ملك في السموات "
وأنها تخاف من نزول الأرض ولا تطمئن فيها كما قال تعالى :
" قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا "
كما أن قوله تعالى :
"وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ"
لا يكون له أى معنى فلو كانوا في الأرض ما قال " ولكم في الأرض مستقر ومتاع" أى معنى لأنهما في تلك الحال في الأرض وإنما لابد أن يكونوا في مكان أخر وهو السماء حيث الخلد والملك الذى لا يبلى وهو الجنة التى لا تفنى ولا تبيد
وتحدثت عن وجود الجن والإنس في الأرض وأنها عملية توازن بين الاثنين فقالت :
|