ايران ترفض رسميا مطلب الرئيس العراقى باعادة النظر فى اتفاقية الجزائر بشأن الحدود بين البلدين 2007
رفضت ايران يوم الثلاثاء رسميا مطلب الرئيس العراقى جلال طالبانى اعادة النظر فى اتفاقية الجزائر المبرمة عام 1975 بشأن الحدود البرية والنهرية بين الدولتين, حسبما ذكرت وكالة الانباء الايرانية (ارنا).
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية محمد على حسينى مساء يوم الثلاثاء ردا على تصريح الرئيس العراقى الاخير حول الغاء اتفاقية الجزائر المبرمة عام 1975 بين ايران والعراق, ان أى وجهات نظر حيال الغاء هذه المعاهدة تفتقد الى الاسس القانونية.
وأضاف حسينى أن موقف ايران يقوم على اعتبار هذه الاتفاقية بمثابة حجر الاساس فى اقامة علاقات الصداقة وتعزيز العلاقات بين البلدين وأن أفاق تنمية وتطوير العلاقات بين ايران والعراق يمكن صياغتها فى اطار الاتفاقية المذكورة فقط.
واعرب عن امله فى ان يلتزم الرئيس العراقى بتعهدات بلده حيال أسس وقواعد الحقوق الدولية التى تؤكد الالتزام والوفاء بالتعهدات الثنائية بين الحكومات وكذلك مبدأ حسن الجوار.
وأشار المتحدث الايرانى الى أن العلاقات بين ايران والعراق قامت منذ عام 1975 على الاتفاقية المذكورة التى حددت الحدود الرسمية بين البلدين وأكدت على علاقات حسن الجوار وقد وقعها البلدان فى 13 يونيو عام 1975 فى الجزائر, اضافة الى الاتفاقات والبروتوكولات الاضافية والملحقة بها.
وقال حسينى ان القضايا المختلفة مثل الحروب وتغيير الحكومات والاوضاع بصورة أساسية لا يمكنها أن تؤدى الى خروقات فى الاتفاقات السارية المفعول.
فى سياق متصل, اكد حسن كاظمى قمى السفير الايرانى لدى العراق فى اليوم نفسه ان التسوية الحدودية المتفق عليها بين ايران والعراق المعروفة باتفاقية الجزائر اتفاق رسمى ووثيقة دولية لا يمكن تغييرها.
يذكر أن الرئيس العراقى صرح فى مقابلة صحفية بأنه يعتبر أن الاتفاق الموقع بين العراق وايران عام 1975 الخاص بتقسيم ممر أرواند المائى لاغيا, مضيفا أن الاتفاق يعتبر لاغيا أيضا بالنسبة لجماعات المعارضة لحكومة العراق السابقة التى تحكم البلاد حاليا.
يشار الى ان ممر ارواند المائى يقع على مسافة اربعمائة كيلو متر شرق بغداد وتشكل من التقاء خلال نهرى دجلة والفرات العراقيين ويبلغ طوله 190 كيلوم ترا بينما يبلغ عرضه فى بعض المناطق كيلو مترين.
وكانت اتفاقية الجزائر قد تم التوقيع عليها عام 1975 بين نائب الرئيس العراقي انذاك صدام حسين وشاه ايران محمد رضا بهلوي وباشراف رئيس الجزائر انذاك هواري بومدين.
وشكلت حدود العراق مع ايران احدى المسائل التي تسببت في اثارة الكثير من النزاعات في تاريخ العراق.
ففي عام 1937 عندما كان العراق تحت الاحتلال البريطاني, تم توقيع اتفاقية تعتبر ان نقطة معينة في شط العرب غير خط القعر هي الحدود البحرية بين العراق وايران, لكن الحكومات المتلاحقة في ايران رفضت هذا الترسيم الحدودي واعتبرته "صنيعة امبريالية".
واعتبرت ايران نقطة خط القعر في شط العرب التي كان متفقا عليها عام 1913 ب ين ايران والعثمانيين بمثابة الحدود الرسمية ونقطة خط القعر هي النقطة التي يكون الشط فيها باشد حالات انحداره.
وفي عام 1969 ابلغ العراق الحكومة الايرانية ان شط العرب كاملا هو مياه عراقية ولم يعترف بفكرة خط القعر.
لكنه في عام 1975 ولاخماد الصراع المسلح للاكراد بقيادة مصطفى بارزاني الذي كان مدعوما من شاه ايران, قام العراق بتوقيع اتفاقية الجزائر مع ايران وتم الاتفاق على نقطة خط القعر كحدود بين الدولتين ولكن ايران مزقت هذه الأتفاقية في عام 1980 وبدأت الحرب العراقية الايرانية.