دور المرأة في مكافحة التطرف
خلقت التحولات السياسية الأخيرة وعدم الاستقرار والصراع في منطقة الشرق الأوسط فراغا في السلطة، استغلته الجماعات المتطرفة ذات الدرجة العالية من التنظيم، لنشر رسائلها، وفرض شكل صارم من الحكم الديني. التطرف الديني يعرف في العموم على أنه التفسيرات الصارمة للدين التي تفرض على الآخرين عبر استخدام الإكراه الاجتماعي و الاقتصادي، والقوانين، والتعصب، والعنف.
من المهم أن نلاحظ أن التطرف الديني ظهر في العديد من مناطق مختلفة من العالم، وظهر لدى مختلف الأديان. واستخدام العنف لغايات دينية كمبرر هو سمة من سمات بعض الحركات المتطرفة، ولكن ليس كلها.
العالم العربي يعاني من التطرف منذ بعض الوقت . ويؤثر هذا الصراع العنيف في المجتمعات العربية بطرق مختلفة؛ خسائر في الأرواح وتدمير الممتلكات والتشريد والمشاكل الاقتصادية، والتعليمية، والبؤس، والطائفية، واستهداف الأقليات الخ ...
ولكن في وسط هذا كله، تعاني المرأة العربية أكثر من الرجال. إذ إنها تعاني من انعدام الأمن المادي الأكثر مباشرة، وتتعرض للاعتداء في الأماكن العامة. كل يوم نسمع قصصا جديدة حول التحرش الجنسي، والاغتصاب، وزواج القاصرات، وفقدان المعيل والأطفال، وظروف غير إنسانية وأكثر.
الحركات المتطرفة تستهدف النساء بشكل مباشر ومتعمد في كلا الاتجاهين خفية وعلانية. والقوى المتطرفة تمارس ضغوطا قوية لتقييد الحقوق القانونية للمرأة وتقييد مشاركة المرأة في الحياة المدنية والسياسية. هذا الوضع جعل العديد من المنظمات الدولية والإقليمية تدعو لدور للمرأة أكبر يكون في نفس الوقت وقائيا وفعالا؛ دور لمساعدة المجتمع ككل على مواجهة هذه الموجة من التطرف.
كثيرا ما تكون النساء الأكثر التصاقا بمجتمعاتهن و أسرهن- وبالتالي لديهن وضع فريد لمنع زحف الفكر المتطرف . هن لذلك الأكثر تأهيلا على تعليم المجتمع الاحترام والتسامح. الأدوار التقليدية للنساء في كثير من المجتمعات هي -الزوجة والأم والمربية مما يمكنهن ليصبحن أوصياء على القيم الثقافية والاجتماعية والدينية. يمكن للمرأة أن تمجد وتشجع أفراد الأسرة والأطفال على التطلع إلى "الشهادة" وتزويد المنظمات الإرهابية بالمزيد . ولكنها أيضا يمكنها أن تكون مساهمة قوية في الوقاية ومشاركة فعالة في تعليم و وصياغة والوقاية من آثار التطرف العنيف.
ولأن النساء أقل ميلا إلى العنف، ولأن المرأة هي رمز التسامح والصبر والمحبة والتضحية، فهي تتحمل العواقب دون أن تكون لها كلمة في الوضع برمته.
هل تعتقدون أن المرأة يمكن أن تلعب دورا إيجابيا وقائيا لمواجهة التطرف؟ هل ترون أن من واجبها لعب هذا الدور، وكيف يمكن أن تقوم بذلك؟
|