أنتِ كالزهرة ِ الجميلة ِ في الغاب*** ولكنْ مَا بينَ شَوكٍ، ودودِ
والرياحينُ تَحْسَبُ الحسَكَ الشِّرِّيرَ*** والدُّودَ من صُنوفِ الورودِ
فافهمي النَاسَ. إنما النّاسُ خَلْقٌ*** مُفْسِدٌ في الوجودِ، غيرُ رشيدِ
والسَّعيدُ السَّعيدُ من عاشَ كاللَّيل*** غريباً في أهلِ هَذا الوجودِ
وَدَعِيهِمْ يَحْيَوْنَ في ظُلْمة ِ الإثْمِ *** وعِيشيي في طهرك المحمودِ
كالملاك البريءِ، كالوردة البيضاءَ*** كالموجِ، في الخضمَّ البعيدَ
كأغاني الطُّيور، كالشَّفَقِ السَّاحِرِ*** كالكوكبِ البعيدِ السّعيدِ
كَثلوجِ الجبال، يغَمرها النورُ*** وَتَسمو على غُبارِ الصّعيدِ
أنتِ تحتَ السماء رُوحٌ جميلٌ*** صَاغَهُ اللَّهُ من عَبيرِ الوُرودِ
وبنو الأرض كالقرود،وما أضـ*** أضْيَعَ عِطرَ الورودِ بين القرودِ!
أنتِ من ريشة الإله، فلا تُلْقِ*** ي بفنِّ السّما لِجَهْلِ العبيدِ
أنت لم تُخْلَقي ليقْربَكِ النَّاسُ*** ولكن لتُعبدي من بعيدِ...
أبو القاسم الشابي