ابا عمر
جار لنا بلغ من الكبر عتيا .إحدودب ظهره ،قلٌ سمعه و بصره . مائة عام أو جاوزها بقليل ،لكنه لا يزال متمسكا بأهداب الدنيا و زينتها و ما رمى سلاحا و لا استسلم للهرم يوما .
تجاذبت معه أطراف الحديث ذاة يوم، فكنت أستل لسانه ،ليحدثنى عما يرغب فيه من متاع الدنيا و قد صار على شفير القبر ،يوشك أن يودع الدنيا كلها حلوها و مرها فقال:
ادعو الله ان يمد في عمري أعوام حتى أنكح إمرأة اخرى.
قلت و'' ام عمر'' التى عاشرتك عمرا كاملا الا تقوم على قضاء حوائجك ؟
ضحك الشيخ و قال:
لقد طلبت منها يوما أن تدنو منى فأتكئ على كتفها لأستوي واقفا فرفضت. قلت و ماذا ايضا ؟
قال :لم تعد تجيد تحضير حساء الحنطة بالتوابل المغربية، و انا كما تعلم اشتهي هذا النوع من الحساء في شهر رمضان المبارك كوجبة رئيسية في الافطار هههههههههههه
قلت و كيف إخترتها زوجة لك من بين حسناوات الحي كلهن ؟
ارسل زفرات كادت تتقطع منها نياط قلبه ،و تدحرجت من عينه دمعة في حجم رأس النملة .مسحها بطرف رداءه و مضى يقول :
كنت و انا شاب في العشرين من العمر امشي في أحد الأزقة، و إذا ببصري يقع على ساعد إمرأة يرمي ماءًا من شق في الباب ،فأعجبت بروعة جمال ذالك الساعد و بياضه .
طلبت من أهلي خطبة صاحبة ذاك الساعد فورا و دون تردد و لو كانت بكماء، صماء، قبيحة المسفر .هههههههههههه قهقه مطولا حتى ظننت نَفَسَه سيتوقف .
قلت و هل وجدتها كما تخيلتها ؟
قال أجل و رب الكعبة ما خاب ضني فيها قط .
عرجت على خيامكم و انا في طريقى للكوفة ،فاحببت أن اهديكم ما تبقى لدي من روح الدعابة.
لك تحياتي يا رجل .الي بفنجان قهوة فالشمس اوشكت على المغيب و اخشى على النوق من الذئب.
الشكر على هذه القصة التي الساخرة والتي نسخر بها على أنفسنا ... فما أقبح ما وصلنا إليه فإن كان هذا تفكير شيخ هرم فما بالك بشاب في مقتبل العمر أو أقول لكم إن الشباب تركوا الساحة للشياب ها ها ها....