[quote=
والخلاصة : لا تجديد في الأصول والثوابت . نعم للتجديد في الأساليب والطرائق والوسائل التي تحقق المقاصد الشرعية بأبعادها وكل عناصرها المعرفية والوجدانية والمهارية في وقت قصير وجهد قليل .
![New14](images/smilies/New14.gif)
[/QUOTE]
بسم الله الرحمن الرحيم
أتفق معك بلا أي أدنى شك في هذا الأمر .. بالنسبة لأخينا السائل عن البدائل فأقول ما أكثرها ونحن من منهج الإسلا م نستقي كل الأفكار والذي يهمني أن أضيفه هو :
أن جميع الأفكار المستقاة من الأديان السماوية أو الأفكار الوضعية أو الأديان المدعاة الأرضية كلها تمحورت حول الإنسان وكيفية جعله قادرًا على النهوض بأعباء هذه المبادئ التي تسعى لنشرها . الإسلام وضح هذا " لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات" وبالتالي فإن أي نظام تربوي مهما ادعى أنه صالح للتطبيق أو عصري ولم يراعِ ِ هذه الجوانب فالحكم بالفشل عليه قبل البدء هو الحقيقة التي لا جدال فيها .. مطلقًا ومن كذب فعليه بالرجوع إلى مبادئ الماركسية وفلسفتها التربوية والنظم القائمة على عسكرة المجتمعات .
أن تكريس الأسلوب التقليدي في التعامل مع القضايا التربوية باعتبار أننا مصيرون لا مخيرون إنما هو أشد أنواع التدمير النفسي والاجتماعي ، فالواقع الذي نحن فيه لابد أن نطوعه لما نريد نحن لا لما يفرضه هو علينا . ومن هنا تنشأ إشكالية الإصلاح بين أحلام الرومانسيين واستسلام اليائسين من ناحية والفكر الموضوعي المتزن متعدد الرؤى من ناحية أخرى.
لقد قال تعالى "أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلاً"
فهذه هي الأغلبية وإن كان مقصد الآية الكفار إلا أن المعنى ينسحب على حالات كثيرة يكون هم المرء المطعم والمشرب و..إمضاء الحياة.وكما يقولون في المثل العامي المصري "الدنيا ماشية نخبط فيها وتخبط فينا ".
ووصف الله بعضًا من الناس بأنهم مقتصدون "منهم أمة مقتصدة" هذه الأمة المقتصدة هي التي لابد أن تكون أمتنا وأهليتها لهذا الوصف (الخيرية) خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر تأتي من جعل الإسلام مرجعية لا نزاع فيها من ناحية ثم الأخذ بالأسباب المادية والمعنوية المعينة على ذلك وفي القرآن الكريم ذكر ما يربو عن الأربعين مرة لفظ "يعقلون ، يتذكرون ، يتدبرون، يذّكرون" وهذه الألفاظ كلها تأتي لتجعل الإنسان الذي استخلفه الله على الأرض وجعله ممكنًا فيها ساعيًا إلى الأحسن والأصح . قال تعالى " هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور"
السيرة النبوية من ناحية ثم تاريخ كفاح الشعوب من ناحية أخرى يرينا الدور الذي تلعبه التربية في التغيير الاجتماعي . فكيف تغير المجتمع الإسلامي في عقدين فقط أو ثلاثة من جاهليته إلى قوة هي القطب الأوحد المسيطر على مقاليد الأمور في الأرض بالعدل والإحسان .. إننا نعاني من فساد ورشوة وتهتك وانحلال وبطالة...إلخ لكن كل ذلك يهون مقارنة بما كان في مجتمع ما قبل الإسلام من وثنية وغيرها من عبودية الإنسان . هذه السيرة واقعية هي رسالة إلينا معشر المسلمين أن لا استحالة إذا ما تواجدت العقيدة الراسخة . أبسط مثال هو ما صار لدولة الأندلس على أيدي الصليبيين إذ أنهم لم ييأسوا من رسوخ الإسلام بها ثمانية قرون وإن أردت المزيد فانظر إلى دولة ماليزيا كيف كانت منذ ربع قرن.. رغم تسمية البعض القرن العشرين والحادي والعشرين بالجاهلية الجديدة لكنها لا تكون مثلها أبدًا فهي أقل منها لأسباب كثيرة يطول النقاش فيها . إذا هذه السيرة المحمدية هل مستلهمنا في البحث عن بدائل وسوف أقوم بتوضيح تفصيلي لأنماط التربية الصحيحة التي لا تنتهي على اعتبار أن الإنسان هو المنتج النهائي لها وليس المال..
أقول انظروا كيف قامت الثورة الفرنسية وغيرت أوروبا من عبودية الكهنوت ورجال الدين وأتت بما هي عليه الآن .. لم يكن هذا من فراغ بل إن أوضاعهم كانت أسوأ من أن توصف كانت كحال الإمبراطورية الفارسية في آخر أنفاسها .. لكن نراعي أن نجاح التجربة الفرنسية رجع إلى أن الدين الذي ادعوا أنه إرث المسيح عليه السلام محرف واستطاعت العقيدة الوضعية المنشورة في العقد الاجتماعي لجان جاك روسو أن تدهسها .. القضية لم تكن قضية عقائد بقدر ما كانت الإيمان بهذه العقائد .. انظروا للمجتمع التركي وما فعلت به التربية الآن مقارنة بالدولة العثمانية ....لا تنتهي الأمثلة.
نحن قوم أعزنا الله بالإسلام وإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله كما قال عمر رضي الله عنه.
هذا الدين الإسلام الخاتم لا نأخذ منه جانبًا ونعطل جانبًا فنعود لعصور حرم الناس فيها الاجتهاد وهي تالية على البعثة بسبعة أو ثمانية قرون أو يزيد .
الرهان على التربية واضح ونظرة في المنهج الصهيوني تعرفنا كيف استطاعت التربية نقلهم من حال لحال .. نقاط المناقشة بإذن الله هي :
*أنماط تربوية سليمة
إسلامية متعددة
* رؤية في المناهج (مقارنة بين الأنموذج العربي والأنموذج الصهيوني
*رؤية تفصيلية في أهداف التربية العربية من كتاب (أهداف التربية العربية) للدكتور محمود قمبر أستاذ التربية بجامعة الدوحة
يرعاكم الله