أفردت الإندبندنت عدة صفحات من عددها ليوم الأربعاء لتغطية الذكرى الخامسة لاجتياح العراق، واعتبرت في صفحتها الأولى -التي تتصدرها صورة مركبة لاجتياح قوات الإسكندر المقدوني لبابل و لدبابة أمريكية في العراق- أن "ما تعلمناه من دروس التاريخ هو أننا لم نتعلم الدرس."
وخصصت الصحيفة إلى جانب مقال روبرت فيسك وتقرير مراسلها باتريك كوكبرن، افتتاحية عنوانها: "بعد خمس سنوات من الاجتياح، فشلنا ذريع وتام".
وتقول الصحيفة إن ما يمكن أن يحسب في خانة الربح هو إزاحة صدام حسين. وفي خانة الخسارة تعدد الصحيفة :" آلاف القتلى، استفحال العمليات الانتحارية، فتور اتجاه الديمقراطية، فشل أمني، وانبعاث إيران لتملأ الفراغ الذي خلفه صدام."
وتعتبر الصحيفة أن بريطانيا والولايات المتحدة فقدتا من وزنهما على الساحة الدولية وصارتا دويلتين صغيرتين.
وتطالب الصحيفة في أخر الافتتاحية بإجراء تحقيق شامل في الظروف التي سبقت اتخاذ قرار اجتياح العراق.
ليس حبا في القاعدة"
وتواصل الجارديان نشر تقارير الصحافي العراقي غيث عبد الأحد بنفس المناسبة، وتنشر في عددها ليوم الأربعاء تقريرا يتحدث عن وقائع حياة عضو سابق في الحركات المسلحة في العراق، يسمى خليل في التقرير.
خليل -حسب التقرير- لم ينخرط في صفوف الحركة المسلحة إيمانا بما يدعو إليه تنظيم القاعدة، فعلى الرغم من انتمائه إلى الدين الإسلامي فإنه غير ملتزم بعدد من شعائره.
إنه -يقول- التحق بهذه الحركة إيمانا بضرورة مقاومة المحتل. وقد أدى به هذا الموقف إلى انهيار حياته العائلية، بعد أن طلق زوجته لأنها طلبت منه التوقف عن القتال.
ثم إن لميول المقاومة لديه جذور نفسية عميقة تعود إلى بداية التسعينيات من القرن الماضي عندما قضت قنبلة أمريكية على كل أسرته، وحولته إلى يتيم بين عشية وضحاها.
لكن خليل سيتحول عن مقاومة الأمريكيين إلى القتال إلى جانبهم، بعد أن انتشر تنظيم القاعدة في العراق، " وبدأ يقتل دون تمييز". وهو الآن ضابط في صفوف فرق الصحوة.
وفي أثناء حديثه يسعى خليل إلى تكذيب ما يشاع عن تمويل الحركات المسلحة في العراق، ويقول: "كنت أتلقى الأومر بتفيذ كمين، فيصرف لي مبلغ لا يتجاوز مائة دولار، اشتري بها ذخيرة، وبنزينا وأطعم بها المقاتلين إلى أن تحين الفرصة المناسبة للقيام بالعملية."
لا داعي للتشاؤم"
وتخصص التايمز افتتاحيتها الأولى للتعليق على حصيلة خمس سنوات من اجتياح العراق، فتعرض أهم ما تحقق خلال هذه المدة.
وتقر الصحيفة بالأخطاء "البليدة" للاحتلال والتي أعقبت "انتصارا باهرا"، ولكنها ترى أن الشكوى لا تصنع خطة لبناء المستقبل، وأن هناك ما يبعث على التفاؤل، حتى وإن كان تفاؤلا محتشما، لأن الحذر واجب خاصة وأن تنظيم القاعدة لا زال قويا في بعض المناطق.
وترى الصحيفة أن ما سيحدث بالعراق خلال السنوات المقبلة رهن بالولايات المتحدة وإيران والوضع الميداني.
وتستبعد التايمز أن تنسحب الولايات المتحدة من العراق على المدى القريب كيفما كانت نتائج اننتخابات هذه السنة، "لأن ذلك سيكون مجازفة بما تحقق مؤخرا."
ولن يستطيع العراق أن يتعافي -حسب الصحيفة- دون مساعدة جيرانه وعلى الأخص منهم إيران.
وتعتقد الصحيفة أن إيران قد أبانت عن قدراتها في هذا المجال إن خيرا أو شرا.
لكن الاعتماد على إيران-تقول الصحيفة- لا ينبغي أن يمهد لها الطريق للهيمنة على مصير المنطقة بأسرها.
وتطالب الصحيفة في هذا السياق جيران العراق من البلدان العربية بالتخلي عن "جبنها" وإصرارها على عدم التدخل وربط علاقات دبلوماسية مع هذا البلد.
وتتحول الصحيفة في ختام افتتاحيتها إلى العراقيين أنفسهم، مؤكدة أن معظم عبء إخراج بلادهم من المأزق، يقع على عاتقهم. وهي في هذا الصدد تحضهم على العمل من أجل توافق طائفي حقيقي قائم على مبادئ العدالة والديمقراطية.
ثمن "الانتصار"
نبرة الفاينانشل تايمز أقل تفاؤلا.
ففي تقريرين نشرتهما بمناسبة الذكرى الخامسة لحرب العراق، ينقل مراسلو الصحيفة وجهات للنظر تعرض للوضع في العراق على أنه ورطة للدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة.
ففي تقرير وقعه دانييل دومبي وستيفن فيدلر، يُستخلص أن الولايات المتحدة فقدت الكثير من سطوتها في العديد من المناطق هي أحيانا أكثر أهمية من الشرق الأوسط كأمريكا اللاتينية وبعض جهات آسيا، وذلك من أجل التفرغ للعراق.
لكنها لم تجن الثمار المرجوة من مهمتها العراقية. فحسب ستروب تالبوت، أحد مساعدي وزيرة الخارجية على عهد الرئيس السابق بيل كلينتون لقد تحول العراق " من بلد موحد، يخضع إلى ديكتاتورية غريبة وهمجية إلى بلد على حافة الدولة الفاشلة... أو إلى فراغ في السلطة يُتستر عليه بما يشبه الدولة أو حزمة من الكيانات قد تصير دولا."
ويعكس ديميتري سيفاستوبولو في تقريره بعضا مما يراه حيرة المسؤولين الأمريكيين مدنيين كانوا او عسكريين.
فالولايات المتحدة تحتاج إلى تعزيز وجودها العسكري في العراق إذا ما أرادت الحفاظ على ماحققته من مكتسبات بعد الزيادة في عدد القوات للصيف الماضي، لكن القادة العسكريين لا ينظرون بعين الرضى إلى هذه الفكرة، ويرون أن هناك سقفا، تجاوزه مضر بقدرات الجيش الأمريكي. لذا فهم لا يمتنعون عن التفكير في تخفيض من عدد تلك القوات والاعتماد على القوات المحلية.
نقلا عن موقع البى بى سى
هذا ما جاء فى الصحف البريطانية
هكذا يرون الامور فما رايكم؟