آموىّ الآمويين
كان عمر بن عبد العزيز، يصبغ بيته بالطين ، وكانت سفنه تمخر عباب البحر مثقلة بالدعوة والتكبير ، اول سفينة رست فى سمرقند استقبلت بالتهليل ، قد جاء نصر الله والفتح وتلاه الحمد و التسبيح.
انك انت ابن ربيب الخليفه (أسرة الخلافة والحكم)، وحفيد المجد، وابن القصور الناعمة ، ومباهجها الهاطلة .
عندما آل امر المسلمين لك ، اصبحت الإمام الحافظ، والعلامة المجتهد، والزاهد العابد، والسيد أمير المؤمنين ، الخليفة الزاهد الراشد ، أبو حفص ، القرشي الأُموي المدني المصري ، ، أشجُّ بني أمية.
فأمرت بمواكب الجياد المطهمة ومظاهرها البَاذِخة وبالأردية المزركشة والطيلسانات الحريرية المذهبة أمرت بها تبرعا لبيت المال ، ودعوة بحصيرة ففرشتها على بساط الأرض ، وأمرت بعزل الولاة الظلمة (زمن قسوة من الأمراء ") حيث قلت :" امتلأت الأرض والله جوراً" وأمرت الجميع بتنفيذ السُنة على الجميع " من أين لك هذا ".
فاختفت مظاهر البذخ ، والفقر ، وشبع في عهدك الجياع ، وكسى الفقراء ، واستجاب للمستضعفين .
فكنت أباً لليتامى ، وعائلاً للأيامى ، وملاذاً للضائعين ، فخرج الأغنياء بزكاة أموالهم فلا يجدوا فقيراً ، ولم يصادفهم سائلا ، ولم ينتظرهم مترقبا ، فكان عدلك رحمة وكرامة ، وآيمانك بالله قناعة ، فصارت بلاد المسلمين بمدادها تمتد من فرنسا إلى الصين ، وقد قالوا رعاة الغنم ان "عدلك كف الذئاب عن شاتهم"، وسرحت الحقول بمنآئ عن مخافتهم.
وعندما رأيت خادماً يسحب برذونه ، فسألته قائلا : كيف حال الناس ؟ فأجابك : كل الناس في راحة ؛ إلا أنت وأنا ، وهذا البرذون !.
و عمة لك كان يوقرها بنوا أمية لكبر سنها وشرفها فقالت : هذا ذنبكم لماذا زوجتم أباه بنت عمر بن الخطاب ، اصبروا فإنه لا يجير .
وحين اصطحبك الخليفة سليمان بن عبد الملك يوماً لزيارة بعض معسكرات الجيش وكان الخليفة سليمان بن عبد الملك من أمثل الخلفاء ،حيث نشر عَلَم الجهاد ، وجهّز (100000) مائة ألف مجاهد برّاً وبحراً، فنازلوا القسطنطينية ، واشتد القتال والحصار عليها أكثر من سنة ، وأمام معسكرا يعج بالعتاد والرجال ، سألك الخليفة سليمان وكان في زهوه: " ما تقول في هذا الذي ترى يا عمر؟".
قلت :"أرى دنيا، يأكل بعضها بعضاً ، وأنت المسؤول عنها والمأخوذ بها".
فقال لك بعد أن بُهت:"ما أعجبك!!"
فقلت :"بل ما أعجب من عرف الله فعصاه، وعرف الشيطان فاتبعه، وعرف الدنيا فركن إليها".
وحينما علمت إن الوليد عزم على أن يخلع أخاه سليمان من العهد، وأن يعهد إلى ولده، فأطاعه الأشراف طوعاً وكرهاً.
فامتنعت وقلت:" لسليمان في أعناقنا بيعة "
.
وتزيدين أطيب الطيب طيباً - أن تمسيه أين مثلك أينا؟
وإذا الــدر زان حســـنوجــوهٍ - كان للدر حسن وجهــــكزينا